"غرابيب سود" نجوم من 7 دول و3 مخرجين من مصر وسوريا "شابوه"

منوعات

مشهد من مسلسل غرايب
مشهد من مسلسل "غرايب سود"


أطلت علينا فى رمضان عدة مسلسلات تتحدث عن الجماعات الإرهابية، منها الجزء الثانى من مسلسل الجماعة لوحيد حامد، وكانت مقدمة الحلقة الأولى لمسلسل «كلبش» لأمير كرارة تصفية لبؤرة من بؤر الجماعات الإرهابية، ولكن المفاجأة تجسدت فى مسلسل على قناة MBC مصر، تحت عنوان «غرابيب سود»، وهو يحكى قصة الذراع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو تنظيم داعش، وما يستحق التقدير هو الاسم، الذى على مسمى لوصف هذا التنظيم الظلامى، فهم بالفعل غربان سود، فيحل الخراب على المكان الذى يتواجدون فيه.

هم أصحاب فكر ظلامى، يكفّرون كل البشر، وهم فى الحقيقة كفار هذا العصر، والإسلام من أفعالهم براء، أباحوا كافة الموبقات باسم الدين، قتل أطفال وعجائز ونكاح النساء بدون زواج، باسم نكاح الجهاد، وحرق الأخضر واليابس وتفريق الأمة ووصم الأمة بالإرهاب نتيجة لأفعالهم الدنيئة، وتجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض الذى أعادوه بعد ما حرمه الإسلام!! حتى انتهى. انتهت تجارة البشر قبل إعادتها على أيدى هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم مسلمين، هؤلاء حرامية العصر وتجار الدين والبشر، المسلسل اجتماعى سياسى.. يشارك فى بطولته مجموعة من فنانى 7 دول عربية.

شارك فيه من مصر.. سيد رجب ودينا وسحر ورامز أمير، ومن سوريا.. محمد الأحمد، ومن السعودية.. راشد الشمرانى ويعقوب الفرحان ومروة محمد وأسيل عمران وعلى السعد، ومن العراق.. عزيز خيون، ومن الكويت.. مرام البلوشى، ومن لبنان.. جوطراد وليزا دبس، وإخراج ثلاثة مخرجين، هم: عادل أديب، حسام الرنتيسى وحسين شوكت، استمد المسلسل حبكته الدرامية المركبة والمتصاعدة من الحالة الداعشية وتفاصيلها المستمدة من أرض الواقع، والتى روتها شخصيات حقيقية عايشت حيثيات الواقع الأليم، وتطرق المسلسل إلى الوسائل التى استخدمها التنظيم الإرهابى داعش للتواصل مع الشباب والفتيات فى المجتمعات العربية والأساليب الغريبة التى ينتهجها للدخول فى عقولهم.

ويسلط المسلسل بشكل مكثف الضوء على عالم النساء فى داعش، وذلك عبر عدة نماذج يتعرض لها، فمنهن الباحثات عن المال والهاربات من حياة يائسة نتيجة ظروفهن المالية والاجتماعية، ومنهن اللواتى تدفعهن حالتهن النفسية والاجتماعية إلى الرغبة فى خوض تجارب ومغامرات سرعان ما يصطدمن بحقيقتها المرة، وغيرهن ممن خضعن لعمليات غسيل مخ ممنهج عبر وسائل متعددة ومتنوعة، منها شبكات التواصل الاجتماعى وذلك عن طريق استغلال الوتر الدينى بطرق عاطفية وتفعيل فكرة الجهاد فى زمن نكبة المسلمين، وتدهور أوضاع الأمة على حد زعمهم، إلى غيرها من الذرائع، إضافة إلى نساء أتين من مجتمعات غربية بعد أن تم التغرير بهن، وسرعان ما يجد هؤلاء النسوة تناقضاً جوهرياً بين ما كن يتوقعنه أو يتصورنه وما بين حقيقة التنظيم الإرهابى داعش.

كما يتطرق العمل فى بعض جوانبه إلى الجناح العسكرى النسائى المرتكز فى السياق الدرامى للعمل على كتيبتى «أم الريحان» و«الخنساء»، كما يحاكى الخط الذكورى فى العمل الهيكلة القيادية الحقيقية لداعش، ويكشف التسلسل الهرمى المأخوذ عن واقع هذا التنظيم، ويتطرق أيضاً فى بعض جوانبه إلى كيفية تجنيد الأطفال والتلاعب بأفكارهم والتعامل مع أطفال آخرين أصغر سناً أنجبتهم أمهاتهم من خلال ما يسمى جهاد النكاح، وآخرين ممن انتسبوا إلى التنظيم قادمين قسرياً مع ذويهم الذين تركوا بلدانهم لغرض ما يسمونه بمفهومهم الجهاد.

وتسلط الحلقات الضوء على الجانب النسائى فى التنظيم الإرهابى بشكل خاص، بما فى ذلك حالات الصمت والخوف التى ترسم علاقة الفتيات المجندات ببعضهن البعض، فى ظل أزمة ثقة حقيقية، كما يتابع المشاهد كل حالة من تلك الحالات على حدة منذ بدايتها والمشاكل النفسية لكل حالة ومحاولات النساء للتكيف مع ذلك الواقع دون جدوى، وفى إحدى الحلقات تظهر سيدة يزيدية يتم تكليفها بتنظيف غرفة أحد مقاتلى داعش، حيث تتعرف على زوجته التى تشعر بالملل فتعرض زوجة الداعشى الطعام على الفتاة اليزيدية فتطلب منها أن تأتى معها لترى كيف يقتل زوجها الناس، الإنتاج سخى جداً والصورة رائعة، والملابس أكثر من مبهرة والتسلسل والحوار مكتوب بدقة متناهية، واللغة العربية التى ينطق بها أبطال العمل من تنظيم داعش مع واقع العصر الحالى للحالات الأخرى صورة طبق الأصل.. برافو كبيرة.