"نيويورك تايمز": لماذا تونس على أعتاب ثورة ثانية يقودها الشباب؟

عربي ودولي

تونس
تونس



اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن ما يجري في مدينة تطاوين التونسية جنوب البلاد، يمثل بداية ثورة ثانية في البلاد، يقودها الشباب الذين يعانون البطالة.
 
وأوضحت الصحيفة، في تقرير ميداني لها، أن أهالي المدينة يمثلون حالة تونسية عامة، إذ تعبوا من انتظار الوظائف وتخفيف الفقر، واتخذ الشباب قراراً بالتخييم والتظاهر، وأغلقوا خطاً رئيسياً لأنابيب النفط، واشتبكوا مع وحدات من الحرس الوطني الذين حاولوا حرق الخيم، ليرد عليهم المتظاهرون بإحراق مركز للشرطة وآخر للحرس الوطني، وهو ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة اثنين آخرين بجروح.بحسب تقرير "نيويورك تايمز" ترجمه "الخليج أونلاين".
 
تعكس التظاهرات التي خرجت في تطاوين حالة الإحباط التي تعيشها تونس بعد ست سنوات من الثورة الشعبية، التي أسقطت الديكتاتور زين العابدين بن علي بعد 23 عاماً من الحكم.
 
يمثل المتظاهرون علامة من علامات التغيير الذي يجري في تونس منذ الثورة وحتى اليوم، كما أن هذه التظاهرات تعكس التحديات التي تعيشها الحكومة التونسية، والتي تواجه العديد من الأزمات على رأسها البطالة، فعدد كبير من خريجي الجامعات عاطلون عن العمل.
 
بدأت شرارة التظاهرات في بلدة صغيرة خارج تطاوين، في 14 من مارس/آذار الماضي، وكانت تطالب بتوفير المزيد من فرض العمل، قبل أن تمتد إلى بلدات أخرى لتصل في نهاية المطاف إلى إقامة اعتصام أمام مبنى المحافظ قبل نحو شهر.
 
الحكومة التونسية كانت وقعت على عدد من الاستثمارات النفطية في المنطقة، إلا أن تلك الاستثمارات- بحسب المتظاهرين- لم تتحول إلى وظائف لأهالي المدينة والشباب العاطل عن العمل.
 
من جهتها نددت الحكومة بقادة الاضطرابات معتبرة أن هناك صلات بينهم وبين قادة الجماعات الإرهابية، أو أنهم أداة بيد زعماء المافيا، كما وصفتهم الحكومة.
 
مقتل محمد أنور، أحد المتظاهرين، أسهم كثيراً في تعزيز قوة التظاهرات، حيث أدى اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين إلى مقتل أحد المتظاهرين؛ وهو محمد أنور، البالغ من العمر 23 عاماً.
 
يقول أحمد وافي، موظف حكومي متقاعد، إن ما يجري في تطاوين هو ثورة ثانية، بل إنها أكثر خطورة من تلك التي جرت قبل سنوات.
 
ويرفض المتظاهرون حتى الآن اختيار قادة لهم، فهم يصرون على أن تظاهراتهم عفوية، وأنها حركة ديمقراطية ترفض أن تكون لها أي علاقة بالأحزاب التونسية المعروفة.
 
مطالب المتظاهرين ركزت على توفير فرص العمل والاستثمار، بالإضافة إلى تقديم اعتذار واضح من الشرطة على العنف الذي مارسته ضدهم.
 
وتعاني تونس من العديد من التحديات، تقف على رأسها توفير فرص العمل، وخاصة للشباب من خريجي الجامعات، وتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.