محمد إبراهيم طعيمة يكتب: قاطعوا محمد رمضان!

الفجر الفني

محمد إبراهيم طعيمة
محمد إبراهيم طعيمة


ماذا لو قاطعتم محمد رمضان بأعماله وأخباره وتبرعاته، لكي ترتاحوا منه، وتريحوا أنفسكم من الانشغال به، وبما يفعله، سواء ما يفعله كان خيراً أم شراً، صحيحاً فيه أم مخطئاً، وتتفرغوا لأنفسكم ولبناء مستقبلكم وحياتكم بعيداً عنه وعن حياته ومستقبله.

 

لم التق محمد رمضان سوى مرتين فقط في حياتي، الأولى كانت عام 2006 في ستديو جهاز مدينة السينما، وقت تصوير المخرج الدكتور سمير سيف لمسلسله "السندريلا"، والذي قامت ببطولته الفنانة منى زكي، ولم يحقق النجاح المطلوب، وقتها رأيت محمد وهو يخطو أولى خطواته نحو تحقيق حلمه وهو مصمم على الوصول لهدفه، فيما كانت المرة الثانية في مكتبه بالدقي، بعد عرض مسلسله "ابن حلال"، والذي كان فتحة خير عليه، ووقتها تحدث لي عن أمله في تقديم أعمال هادفة يحقق بها مزيداً من النجاح.

 

بعد اللقاء الثاني لي مع محمد رمضان، جاء مسلسله "الأسطورة"، والذي لم يعجبني مثلي في ذلك مثل المئات بل الآلاف من أبناء الشعب المصري والذين رأوا في العمل استكمالًا لخط البلطجة الذي بدأه رمضان من فيلمي "قلب الأسد"، و"عبده مؤته"، ولكن عدم إعجابي بالعمل وعدم استكمال مشاهدتي له بعد عرض حلقاته الأولى، لا تعني إطلاقًا إنكاري للموهبة الكبيرة التي يتمتع بها محمد رمضان، والذي أظنه من أفضل فناني هذا الجيل الذي يمتلك كاريزما وحضور كبير.

 

عدم إعجابي بمسلسل "الأسطورة" وبخط البلطجة والعنف الذي انتهجه محمد رمضان وحقق فيه نجاح كبير، لم يكن الشيء الوحيد الذي انتقدته فيه، فجاء موضوع استفزازه لجموع الشعب بنشر سيارته الباهظة الثمن، وما سببه ذلك من نشر الفجوة الطبقية بين جمهوره من أبناء الطبقتين الفقيرة والمعدمة، ووقتها هاجمته وطالبته بأن يحترم فقر جمهوره ومحبيه، أما ما حدث اليوم من محمد رمضان لا يعد استفزازاً لنا وإنما استفزازاً له هو.

 

وتعرض محمد رمضان لهجوم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تبرعه بثلاثة ملايين جنيه لمستشفى سرطان الأطفال، وفور نشره لصور شيكات التبرع على حساباته الشخصية، خرجت موجة من الهجوم عليه والتي تتهمه بالرياء والنفاق وغيرها من الكلمات الغريبة التي أراها غير مبررة وفي غير موضعها لمواطن مصري أحس بواجبه تجاه مستشفى تعالج الأطفال المصابين بالسرطان وبالمجان.

 

لم يخطئ محمد رمضان عندما نفذ قول الله سبحانه وتعالى "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم"، فكما أن التبرع في الخفاء مطلوب، فالجهر به مطلوب أيضًا حتى يشجع غيره من الفنانين ورجال الأعمال والمقتدرين للتبرع لهؤلاء الأطفال، إلا إذا كنتم لا ترغبون في هذا التبرع، وستسدون أنتم هذه الفجوة.

 

وفي النهاية أود أن أسدي نصيحة لمحمد رمضان بأن يبتعد عن هؤلاء الناس الذين قال عنهم أجدادنا في أمثالهم الشعبية "لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب"، وأن يستكمل حياته ومستقبله، وفي نفس الوقت لا ينسى دوره الاجتماعي كفنان عليه مسئولية تجاه هذا الجمهور الذي أحبه، ووقف بجانبه حتى جعل منه نجمًا له وزنه وقيمته.