طارق الشناوي يكتب شاروخان وسمعة مصر!!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


هل المجدى لنا كمصريين أن نواجه المشكلة بعرضها، أم نعتبر أن توثيقها بالصوت والصورة وبثها على الناس إساءة لسمعة مصر؟ فى بداية رمضان ىاستوقفنا هذا الإعلان الذى نرى فيه دلال عبدالعزيز مع أسرة فقيرة تستخدم مياها ملوثة فى كل شؤون حياتها، لم يتم ضخ المياه الصحية إلى تلك القرية، والإعلان قدم بيتا حقيقيا، يعيش أفراده تحت وطأة وقسوة تلك المعاناة بنفس راضية، وذلك من فرط التعود عليها، كل القرية التى تنتمى لها هذه السيدة تعانى من نفس المأساة، وهى بالتأكيد ليست القرية المصرية الوحيدة، حيث ينتشر فى ربوع مصر الكثير منها، على الفور نشطت هرمونات المنع والمصادرة داخل الهيئة الأعلى لتنظيم الإعلام التى باتت تهدد بالعصا لمن عصا، والعصيان فى عرفها أن تقدم شيئا سلبيا عن الحياة فى مصر، ولهذا على الفور طالبوا شيخ جامع الأزهر بإيقاف الإعلان، لأنه من إنتاج بيت الزكاة التابع لفضيلته، وهو ما تم فعلا. 


هل كانت تلك اللقطات مفبركة؟ فى الحقيقة لا، ولكن الهيئة الموقرة قالت إن إظهار قطاع فى مصر على هذا النحو يحمل إساءة لسمعتها، الهيئة الوطنية للإعلام التى أراها دائما وهى تشمر عن ساعديها وتهدد الجميع على طريقة (مين يعادينا مين مين) دائما ما ترفع هذا السيف على رقاب كل من يختلف معها بحجة الدفاع عن سمعة مصر، بينما كان الأولى بتلك الهيئة المطالبة بمعاقبة المسؤول المتقاعس.

 

قالوا فى الهيئة إن هناك جهودا حثيثة بذلتها الدولة فى هذا الشأن، متجاهلين أننا عندما نصل للألفية الثالثة ونكتشف أن فى مصر قرى لا تعرف مياه الحنفية وأخرى لا تعرف الكهرباء، فيجب فى هذه الحالة أن نخجل من أنفسنا.

 

أنا أعذر طبعا شيخ الأزهر فى استجابته السريعة للهيئة الوطنية، فهو ليس متخصصا فى الإعلام وسيعتبرهم من أولى العلم، إلا أن الإسراف فى استخدام سمعة مصر بات متكررا، وكأن البلد مهدد فى كل لحظة بأن تلوك الألسن سمعته، ولم يتوقف الأمر عند حدود دلال عبدالعزيز فانتقل إلى رامز جلال وبرنامجه (رامز تحت الأرض)، خاصة تلك الحلقة التى استضاف فيها نجم الهند شاروخان، حيث انهال عليه شاروخان بكل ما أوتى من قوة بالسب والركل، ردا على المقلب الذى دبره له رامز، مع يقينى أنه متفق عليه، ولكن ليست هذه قضيتنا، عندما يصبح رامز مصر وشاروخان الهند، فإن التى تُضرب هى مصر والتى تَضرب، بضم التاء فى الأولى وفتحها فى الثانية، هى الهند، من المؤكد أننا بصدد خلل فى القياس، رامز وشاروخان لم يحصل أى منهما على تفويض بالتحدث والتمثيل باسم البلد، ولو كان ذلك صحيحا فإن من أهان مصر حقيقة وطبقا لهذا المعيار المختل هو المخرجة إيناس الدغيدى التى تابعناها وهى تنهال بأنواع منتقاة أكثر من السباب الذى يتناول رجولة رامز، وساهم صوت (التيت) فى تأكيد الشتائم وليس التقليل منها. عبر التاريخ كثيرا ما استخدمنا (سمعة مصر) هذا السلاح (الفشنك) كلما أردنا تقييد الحرية والتدخل العنيف للمنع والمصادرة، أن نخشى من عرض برنامج أو إعلان، هذا هو فى الحقيقة ما يجعل سمعتنا فى التراب!!.