فؤاد راتب.. "الخواجة بيجو" الذي أفسد له "العندليب" قصة حبه الأولى ومات في كأس العالم

الفجر الفني

محمد فؤاد أمين راتب
محمد فؤاد أمين راتب


فنان مصري راحل، اشتهر فنياً بشخصية "الخواجة بيجو"، التي ظل يقدمها حوالي 20 عاماً وجعلته أشهر "خواجة" في السينما المصرية.

 

ميلاده

ولد "محمد فؤاد أمين راتب" يوم 5 يناير 1930م في مدينة الزقازيق، هو مصري مسلم وليس خواجة كما يعتقد الكثيرون، كان والده مدير التعليم في الزقازيق، ولديه من الإخوة شقيقان هما "صلاح" مدير بنك و"ممدوح" موجه بوزارة التعليم، وشقيقتان هما "سميحة" وأخرى من والدته.

 

مشواره الفني

كان "راتب" عاشقاً للتمثيل منذ طفولته فشارك في المسرح المدرسي، كما قرر الانتقال من كلية العلوم التي انتهى فريقها للتمثيل من تكوين أعضائه إلى كلية التجارة التي كون بها فريقاً للتمثيل مع زميله ومخرج التلفزيون لاحقاً "نور الدمرداش" حتى تخرج منها عام 1949م.

 

بدأ الفنان "فؤاد راتب" مشوار الشهرة عن طريق التحاقه بالإذاعة على يد الإذاعي “حسين فياض” الذي فتح له باب النجومية من خلال "بابا شارو" عام 1943م وهو لا يتجاوز السابعة من عمرة، كما قدم على مسرح الريحاني العديد من الأعمال منها مسرحية "ذات البيجامة الحمراء" و"آه من الستات" و"ما كان من الأول".

 

جاءت الانطلاقة الحقيقية لـ"فؤاد راتب" عام 1952م من خلال المسلسل الإذاعي "ساعة لقلبك" الذي كون به ثنائياً كوميدياً ناجحاً مع الفنان "محمد أحمد المصري" المعروف بـ"أبو لمعة"، واستطاع أن يحجز مكانه وسط عملاقة المسلسل من خلال تقديمه لشخصية "الخواجة بيجو" التي ظل يقدمها حوالي 20 عاماً بعد ذلك في الكثير من الأعمال.

 

على الرغم من شهرة "بيجو" في العمل المسرحي، إلا أنه كان مقلاً في أعماله السينمائية وكان أول أفلامه “عروسة المولد” مع المخرج عباس كامل، ثم شارك في عدد من الأعمال القليلة منها "إسماعيل يس في مستشفى المجانين" و"إجازة بالعافية" و"عروس النيل" و"حماتي ملاك".

 

 

نساء في حياته

تروي زوجة فؤاد راتب، قصتي حب له قبل الزواج منها، أولاهم من ابنه عائلة يونانية كانت تسكن الطابق الأول في نفس المنزل الذي تسكنه عائلته، أما الطابق الثاني فكانت تسكنه عائلة صديقه عبد الحليم حافظ، الذي كان يصغره بعدة أعوام، وكان فؤاد معجباً بالفتاة الصغيرة، ينتظر خروجها أو عودتها ويبتسم لها ابتسامة رقيقة أو تحية، وراح يطلب من والدته أن تزور جارتها اليونانية.

 

واستمر "راتب" على هذا المنوال إلى أن جاء شم النسيم، فذهب إلى عائلة الفتاة ليهنئهم، وفي طريقه إلى باب الخروج وضع في يدها ورقة صغيرة طلب فيها منها أن يتقابلوا وحدد لها الزمان والمكان لكنها لم تحضر، وفي المساء قابلها في بير السلم ومدت إليه يدها بالورقة وقالت: "أنا معرفش أقرأ عربي"، لتبدأ قصة حب بين الصغيرين، لكن عيون الصبية، وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ راحت تنغص عليه حبه، وبدأت قصة الحب تشيع بين أهل الحي بواسطة "عبد الحليم" حتى بلغت والدتها ومنعتها من الخروج، وبدأت والدته تضيق الخناق عليه خصوصاً بعد أن بدأ أهمل دراسته وبدأ الرسوب في المدرسة، ولم تجد والدته منفذاً إلا أن تترك البلد وتذهب إلى القاهرة حتى يفلح طفلها في الدراسة.

 

رينا ويورغو

أما القصة الثانية فكانت في عام 1952 بعد أن انتهي "راتب" من دراسته الجامعية، واستمرت لـ48 ساعة فقط، قابلها "راتب" في حفله بنادي الزمالك كانت تضمم  عدد كبير من اليونانيين، ووقف على المسرح يعرض شخصية الخواجه بيجو، وكانت هي تجلس في الصف الأول بالقرب من المسرح، وكانت يونانية شقراء جميلة فكانت تنظر إليه نظرة المعجبة الولهانة وبعد الانتهاء من العرض، وجدها تشير إليه بأصبعها نحو الحديقة فذهب إليها وأخذت ترطن باليونانية فحاول الحديث معها بالعربية ولكنها لم تفهم فبدأ الكلام بالإشارة، واتفق على موعد في الغد وعاش ليلة بين الكتب اليونانية يتعلم بعض الكلمات الغرامية وفي الصباح الباكر قصد صديقه اليوناني "يورغو" الذي كان يحاول أن يعلمه اليونانية.

 

وفي المساء، وما كاد أن يجلس في أحد الأماكن ويحاول أن يتذكر ما تعلمه من الخواجة يورغو، إلا أن كل شيء تبخر في الهواء وأخذ يتحدث بالإشارة، الأمر الذي ضايقه جداً ووعدها بلقاء في اليوم التالي وأخذ معه يورغو، ليقوم بدور المترجم وينقل كل كلمات الغرام لـ"رينا" التي ما إن شاهدها يورغو حتى كانت خناقة وعلقة شهدتها عمارات الزمالك من أبو العلا إلى إمبابة، لأن رينا هي بنت عم يورغو وخطيبته وبذلك انتهت القصة التي استمرت 48 ساعة.

 

وفاته

وفاة "الخواجة بيجو" كانت في 18 يونيو عام 1986، حيث كان في زيارة لوالدة زوجته بمنطقة العجوزة، وكان جالس يشاهد مباريات كأس العالم، بعدها شعر بتعب، وفاجأته أزمة قلبية فارق على إثرها الحياة.