بـ"حصير وحوش مقابر".. آلة زمن تعيد الحنين لماضي الأحبة (تقرير صور)

صور

بوابة الفجر



بعد الانتهاء من صلاة عيد الفطر، رابضين على قلوب بعضهم البعض، يخرجون من زحام الصلاة، ليبدأوا رحلتهم إلى الماضي والذكريات، عندما يضعوا أولى خطواتهم داخل مقابر الإمام الشافعي بالسيدة عائشة، مئات الذكريات والأحزان تتناثر هناك وهناك، واراها الثرى وأطفأ نورها.
وتمددت حصيرة صغيرة داخل الأحواش، يجلسوا فوقها، ليشعرون أنهم داخل آلة من الزمن، أخذتهم لعشرات السنين من الماضي، بعثرت أفكارهم ونثرت الأحاسيس داخلهم، لتلتقط إحداهن أنفاسها قائلة: "متى يستطيع الزمن أن يعيد لنا ما أخذه ولو لدقيقة، لنا حياة أخرى واراها الثرى، لا نعلم عنها شئ سوا ما علمه لنا آباءنا، ليتنا نستطيع أن نتحدث لهم دقيقة، لنعلم كيف حالهم في تلك الحياة الجديدة".
في حوش آخر، تقوم أخرى وتزين مقابر مفقوديها بجريد النخيل والورود، فلربما يشعرون بقدوم العيد مثلنا، أو قد نشعر بالعيد من الأساس عندما نتذكرهم، وبين اختلاط المشاعر، لفرحة عيد الفطر وحزن فقدان الأحبة، تنهمر الذكريات بحلوها ومر فقدها أيضًا.
وأخرى أيضًا تقوم بوضع الطعام وتوزيعه على الفقراء، لعله يخفف آلام قلبها، عندما تقوم بما يخفف عن مفقوديها ذنوبهم، إطعام مسكين، أو مقرئ عذب الصوت يلتف حوله الأموات والأحياء.
بعيدًا عن صخب الدنيا، يوجد صخب الصمت حد الموت، يجلسوا في صمت يسمعون صوت الذكريات في عقولهم فقط، أو صوت أحدهم يقص على آخر حكاية كانت له مع والده أو زوجته أو شقيقه، الذي واره جريد النخيل فوق ذلك الثرى الأصفر، فلربما كان أحدهم أو إحداهن ينتظروم هذا اليوم، ليلتقون أحبائهم في عالم لا يعرف سوى الهدوء.