هل ستتأثر العلاقات "السعودية – التركية" جراء موقف أنقرة من الأزمة القطرية‎؟

تقارير وحوارات

السعودية وتركيا
السعودية وتركيا


يبدو أن العلاقات "السعودية التركية"،  قد بدأت تتاثر سلبا بالازمة الخليجية الراهنة، أكثر من أي وقت مضى مع تصلب أنقرة في موقفها المنحاز لحليفها القطري.
 
وكشف تسلسل الأحداث وتطور الموقف التركي من الأزمة الخليجية منذ انطلاقها وحتى حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اصطفافه إلى جانب قطر، أن أنقرة كانت تعلم وتعي منذ البداية التبعات المتوقعة لهذا القرار الاستراتيجي على مستقبل علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.
 
دعم قطر يزيد التوتر بين "تركيا والسعودية"
فحسب ما أكدت مصادر تركية مقربة من الحكومة فإن دوائر صنع القرار التركي اتفقت على ضرورة تجنب أي تصريح أو تصرف يمكن أن يوحي بالاصطفاف مع أحد الأطراف، وتطبيقاً لذلك اقتصرت تصريحات كبار المسؤولين في ذلك الوقت على الدعوات إلى التهدئة وعرض التوسط والمساعدة في حل الخلافات "عبر الحوار"، إلا أن هذا الوضع لم يطول، حتى أدركت تركيا أنها لابد من تحديد موقفها في أسرع وقت، خوفًا من أن يأتي الدور عليها، لذا فحسمت أمرها بدعم قطر، وفي ذات الوقت حاولت لعب دور الوسيط لحل الأزمة ولكن جميع المعطيات تؤكد أن النتيجة هو تدهور في العلاقات "السعودية- التركية"، لاسيما عقب رفض قطر تلبية مطالب الدول التي أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية معها ما يزيد اضطراب في الموقف التركي تجاه الخليج.
 
دعم جماعة الإخوان المسلمين
الخلافات بين السعودية وتركيا، جذورها قديمة وتعود إلى التنافس الإقليمي للبلدين، حيث يحاول توسيع كلا منهم نفوذه الاقليمي وفي المقابل يضيقان دائرة المناورة والتغلغل الاقليمي للطرف المقابل، لاسيما حول ملف الإخوان المسلمين، والتي  كانت السبب الرئيسي للخلاف بين السعودية وتركيا، فعلى سبيل المثال دعمت اليوم تركيا قطر في الازمة الاخيرة وربما يكون احد اسباب هذا الامر بغض النظر عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، هو علاقات الدوحة الجيدة مع الإخوان المسلمين وحركة حماس، حيث أن تركيا لديها علاقات جيدة مع هذه الجماعات من الناحية الايديولوجية، وهذه النظرة لاتوجد لدى السعودية التي تركز على المصالح المشتركة أكثر من الايديولوجية، لذا من المتوقع أن تتوتر العلاقات أكثر ماهي، خاصة عقب إعلان تركيا مبادرة استقبال جماعة الإخوان الذين يعيشون في قطر.
 
طلب السفارة السعودية السعوديين بعدم السفر لتركيا
وتدوالت أنباء عن السفارة السعودية في تركيا تطلب السعوديين بعدم السفر إلى تركيا، ولكن سرعان ما نفت السفارة السعودية في تركيا، صحة هذا البيان المنسوب لها.

وجاء هذا النفي ليشير بتأزم على الأقل على المستوى الشعبي في علاقات الرياض وأنقرة، التي تشكل الأزمة الخليجية الخليجية تهديدًا جديًا لها بعد نحو عامين من التحسن الملحوظ.
 
مقاطعة تركيا
ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية ومواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، تشهد مطالبات حثيثة بمقاطعة تركيا.
وتحدث أردوغان في تصريحات له أمس الأحد، بأن بلاده طلبت إقامة قاعدة عسكرية في السعودية ولم تتلق ردًا على طلبها لحد الآن.

وكانت السعودية قد ردت على الطلب التركي قبل أيام، لكنها لم تخص أنقرة بمراسلة دبلوماسية بهذا الشأن، واكتفت بحديث مصدر مسؤول نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية برفض الطلب التركي بشكل حاسم.
 
ووصف الكاتب السعودي خالد السليمان حينها، الطلب التركي بأنه يشكل "وقاحة لا تغتفر".
 
السعودية ترفض السماح لتركيا باقامة قواعد عسكرية على أراضيها
من جانبه أكد مصدر سعودي مسؤول، في السابع عشر من يونيه الجاري، أن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها.

 ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر قوله، إن الرياض ليست بحاجة إلى ذلك وإن قواتها المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة.