طارق الشناوي يكتب: بيليه وكهربا

الفجر الفني

بوابة الفجر


لا وجه للمقاربة، ولكن خليك معايا، توفى أمس حكم الكرة الكولومبى جوير فيلا سكيز، الذى دخل التاريخ، لأنه عام 68 طرد أسطورة الكرة البرازيلى بيليه من الملعب، عندما ارتكب خطأ، يستحق البطاقة الحمراء، ثارت الجماهير، فتدخل اتحاد الكرة بين الشوطين، وقرر تغيير الحكم، فصار حامل الراية هو الذى يملك الصفارة، عاد بيليه للملعب، بينما عاد الحكم لمنزله يستكمل مشاهدة الشوط الثانى مع أسرته على شاشة التليفزيون.

النجومية حطمت كل القواعد، وتستطيع بشكل أو بآخر أن تجد فى الحياة الفنية خاصة فى الدراما التليفزيونية تنويعات على نفس التيمة.

بكل عفوية قالت يسرا: دخلنا للتصوير وليس معنا سوى حلقتين من (الحساب يجمع)، كشفت الفنانة الكبيرة فى حوارها أمس مع القسم الفنى بـ«المصرى اليوم»، سر الأزمة، أنه هذا القابع فى آخر الطابور لا يهش ولا ينش، إلا إذا كان الأمر متعلقا بهش أو نش ناموسة تحوم على وجه النجم، فهو ينتظر رضا أسياده، إنه المأسوف عليه الكاتب، الذى تحول إلى زكى قدرة، اكتب يا زكى (حاضر)، اعمل عجين الفلاحة يا قدرة (عينيا)، طيب فين نومة العازب (فريرة).

تخيلوا مخرجا يدخل الاستديو بلا (سكريبت) حيث التأليف الفورى، هو سيد الموقف، ولهذا صارت هناك حجرة للكاتب فى الاستديو ينتظر الأوامر، وهى فى العادة أوامر النجوم.

كم مرة قرأت هذا الخبر، تعاقدت الشركة مع النجم الفلانى على مسلسل رمضان 2018، حتى محمد رمضان اتفقت معه (العدل جروب) قالوا إن المسلسل اسمه (زين) المؤكد أنه مجرد اسم، لأن الكاتب مدحت العدل والمخرج ماندو العدل جزء من المعادلة الإنتاجية فى الشركة، المنظومة تفرض سطوتها، الكل يبيع باسم النجم والكل يقبض بعد موافقة النجم ولهذا يعملون له ألف حساب، حتى المخرج المخضرم فوجئوا به فى الكواليس هذا العام لا ينطق بكلمة إلا بعد الحصول على الإشارة الخضراء من ولى نعمته، ببساطة هو الذى رشحه بل فرضه على جهة الإنتاج، فلا يملك سوى السمع والطاعة.

نعم ليست كل المسلسلات على هذا النحو، ولكنها الصورة العامة، فلا أتصور سوى أن المخرجة كاملة أبوذكرى هى التى رشحت منة شلبى رغم أن التسويق فضائيا باسم منة، ولكن كاملة صاحبة القرار، ودعمتها طبعا شركة إنتاج العدل، كما أن تامر محسن هو صاحب الرأى كمؤلف ومخرج فى (هذا المساء)، وأيضا مسلسل (الجماعة) سلمه وحيد حامد للمخرج شريف البندارى ومنحه الحرية الكاملة فى قيادة الجميع، بل فى مراجعته فى تفاصيل السيناريو.

تفاوت الأجور بين النجم والمخرج يلعب دورا رئيسيا، فى اختلال المعايير الفنية، الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة قال لى إنه كان حتى التسعينيات يتقاضى هو والمخرجون الكبار بحجم فاضل والعلمى وأنعام وعبدالحافظ نفس أجر كبار النجوم أمثال يحيى الفخرانى ومحمود مرسى ومحمود عبدالعزيز ومحمد صبحى وغيرهم، ولكن بدأ الخلل مع عصر الفضاء حيث صار التسويق باسم النجم. دخل الحكم الكولومبى التاريخ لأنه واجه نجومية بيليه، بينما أغلب المخرجين والكتاب والمنتجين لا يستطيعون أن يقولوا تلت التلاتة كام لـ(كهربا)!!