عفاريت عدلى علام.. "قص ولزق" من الواقع

منوعات

لقطة من مسلسل عفاريت
لقطة من مسلسل "عفاريت عدلي علام"


■ شخصية الشيخ صادق الجعفرى بشحمه ولحمه موجودة مع رجل أعمال وصاحب فضائية شهيرة ووزراء وشخصيات سياسية خطوة بخطوة

■ رجال الأعمال والسحر والآثار على عينك يا تاجر


ربما يكون الكلام حول مسلسل عادل إمام قراءة مختلفة لما كتبه ويكتبه بعض الزملاء فى رؤيتهم للمسلسل من المحيط للخليج، الغالبية من أهل النقد طالب باعتزال عادل إمام بعد مسلسل «عفاريت عدلى علام» مؤكدين أن فكرة العمل لا تتناسب مع تاريخه الفنى سواء الكوميدى أو التراجيدى.

وأن دراما كل عام التى كان يقدمها تؤكد أن عمل هذا العام مهزلة لتاريخه بكل المقاييس وأود أن أدلى بدلوى فى هذا الشأن من عدة نواح.. أبدأ بالناحية التمثيلية لعادل إمام صحيح هو لم يعد لديه المقدرة على التعبير بملامح وجهه كالسابق ربما لأن هناك جراحات تجميل أو بعض إبر البوتكس دخلت على الوجه لتقلل من التجاعيد التى ظهرت بوضوح أيام فيلم «عمارة يعقوبيان» وربما حركته قليلة أمام الكاميرا لكن مازال سواء اتفقنا أو اختلفنا مع عادل فهو يمتلك طلة غريبة وميثاقا بينه وبين الجماهير التى ارتبطت به خاصة فى السنوات الأخيرة بدراما رمضان.

وربما الشعاع الداخلى لعادل هو الذى جعل حبل الود مازال موصولا بينه وبين الجمهور أما على مستوى كتابة العمل فعادل زمان يجى من 19 سنة تقريبا قدم فيلما كان نوعا من الفنتازيا مع يسرا “رسالة إلى الوالى”، وكان يدور حول شخصية رجعت من التاريخ لتعود لزمن احتلال الفرنسيين لمصر، وظهرت المتناقضات والكوميديا وفى ذات الوقت المقارنة بين سلوكيات وأخلاقيات هذه المرحلة والسابقات لها وأظن فكرة هذا الفيلم كانت مأخوذة من مسلسل فى ثمانينيات القرن الماضى لوحش الشاشة فريد شوقى (أهلا جدو العزيز) وتدور حول ذات الفكرة التى اقتبسها عادل إمام فى رسالة إلى الوالى.

وبالتالى فكرة مسلسل “عفاريت عدلى علام” هى فكرة قديمة بل مستهلكة فى أفلام الأبيض والأسود من إسماعيل ياسين وعفريتة هانم ومصباح علاء الدين، وكذلك فكرة طاقية الإخفاء لعبدالمنعم إبراهيم الفيلم الكلاسيكى الأشهر وكيف يظهر الجنى للبشر ويحقق له بعض الأمنيات فى حياته، تلك الفكرة التى عمل عليها نجم الكوميديا الأكبر إسماعيل ياسين أخذها عادل إمام وعمل عليها فكرة المسلسل التى كتبها كاتبه الملاكى يوسف معاطى كل واحد فينا يتمنى أن يظهر له عفريت يحقق أمانيه وينتقم من أعدائه، كل منا يريد عفريتاً يرحمه من زحمة المواصلات ويوصله لعضوية مجلس النواب ليحارب الفساد لكن الذى أراه أن الإسقاطات المهولة لعدد كبيرمن القضايا الحياتية كان يتم سردها فى شريط الأحداث فكم عضو مجلس نواب ظهر فجأة وأصبح عضوا لامعا ملء السمع والبصر وكان قبل إعلان اسمه فى كشوف الناجحين لا يعرفه إلا أهل بيته بل أهل بيته ليسوا من مؤيديه.

وأعتقد أن الانتخابات الأخيرة فيها أسماء ولا أكثر من ذلك، وحتى عندما ينجح المرشح لم يكن لديه حتى سيارة لادا ويركب الترام وفجأة وبسم الله الرحمن الرحيم العضو أو سيادة النائب يركب بورش، بسم الله ما شاء الله الحقيقة النماذج كثيرة وتملأ دنيا مصر المحروسة فى دورات كثيرة، أما قصص المشايخ والسحر والكلام الكبير إحنا هنروح بعيد ليه.. شيخ الشرقية الشهير وقصصه مع فنانات شهيرات جدا منهن نجمة فى أحد مسلسلات هذا العام طلعت فى أحد البرامج وقالت بالفم المليان إن اللى حصل فى وشي دا وسبب تغيير ملامحى هو السحر الذى أجلسنى فى البيت عامين هو حقد إحدى الفنانات عليا فعملت لى سحرا حتى أفقد شكلى ونجوميتى.. لماذا أضرب مثالا بفنانة لأن هذا الذى يهم العامة أما قصص السحر وشباك المرمى التى يجب أن تتبخر قبل الماتش دى مشهورة من أيام شطة والخطيب. لكن الحقيقة الذى توقفت عنده التالى.


■ "بشحمه ولحمه".. الشيخ صادق الجعفرى "حقيقة مش خيال"

شخصية الشيخ صادق الجعفرى التى جسدها الفنان أحمد حلاوة باقتدار، تلك الشخصية حقيقية مائة بالمائة بل إن شخصيات عامة لا تتحرك إلا بها وربما الاسم متشابه مع تلك الشخصية المكتوبة فى الخط الدرامى وهناك رجل أعمال شهير جدا وله محطة فضائية لا يتحرك إلا بإذنه بل من شدة الوسوسة استحضر شيخا من بلاد المغرب يقيم حاليا فى فيللا على نفقة رجل الأعمال الأشهر بالتجمع الخامس ليساعد مولانا اللى عامل صالون ثقافى شهرى فيه أسماء نجوم سياسة ومجتمع ووزراء سابقون وحاليون بيأخذوا البركة وإحنا بنتفرج عليهم فى الصالون الشهرى المصور على المحطة الخاصة.

مش عايزه أوضح فى الكلام وأزود فشخصية الفنان عزت أبوعوف الذى لا يتحرك فى أى صفقة إلا لما مولانا الشيخ صادق الجعفرى يباركها له موجودة لحم ودم ولا تموت تلك الشخصية مع كل حاكم تطبل وتلبس عباءة كل مرحلة. أما موضوع التعزيم لاستخراج الآثار فحدث ولا حرج أنا شخصيا منذ ثلاثة أعوام استدعانى رئيس مباحث الآثار بالإسكندرية لأرى بعينى لحظة القبض على أسرة مكونة من أم وولديها يعيشون فى عشة صعب وصفها فى القبارى كانوا يحضرون كل ليلة لمدة ثلاثة أعوام ليلا للوصول للآثار تحت المكان الذى يسكنون فيه ولا يمكن وصف شكله، فقام الجيران بالإبلاغ عنهم، ويا عينى لحظة الوصول للآثار ولحظة الاكتشاف النادر للجبانة الغربية التى ترجع للعصر البطلمى والتى كان يبحث عنها علماء الآثار منذ سنين تم القبض عليهم.

وعند القبض عليهم اعترفوا بسر معرفتهم بوجود الآثار عندما جاء لهم شيخ من المغرب ظل يقرأ على كل منطقة بالمكان بعدها أخبر الأم أن تحت بيتهم كنزا وكان معه خرائط بكل شبر بالمنطقة قبل البناء عليها بالسنتيمتر وأقنع الشيخ الأم أنهم سوف يحضرون من سيشترى هذه الاثار من الشخصيات المهمة بالإسكندرية، ده ملخص القصة الحقيقية ويوسف معاطى وعادل إمام لم يأتيا بجديد هما فقط عملا كوبى بيست من الواقع، ونقلاه، صحيح فيه شوية تحابيش بظهور الجنية والكلام ده بس فعلا الجن موجود ويظهر للإنسان أحيانا والقرآن الكريم فيه سورة كاملة باسم «الجن» ويلبسون أشخاصا ويظهرون لهم وهناك فنانات ولماذا أضرب المثال بفنانات لأنهن الأقرب للشعب هؤلاء الفنانات يذهبن لبلاد بعيدة عند العرب وفى الصحراء لاستحضار من يرافقهن من الجن ليحميهن ومش عايزه أزود لأن التوضيح الزيادة ستجعل الناس تعرفهن، وأسماء رنانة كبيرة لرجال أعمال بخلاف رجل الأعمال الشهير لا يتحرك إلا بإشارة من مولانا.

المسلسل ليس فانتازيا بل هو الواقع بعينه أما دراما الكتب وقصة الوزير الذى يسرق مخطوطات ويبيعها خارج مصر هذا كان موجودا فى عهود سابقة وفى عهد الإخوان وكيف خرجت وثائق نادرة من مصر لقطر؟.

أما قصص النابغين الذين يكتبون أعمالا وتنسب لغيرهم بملاليم زهيدة فانا أرى بعينى نماذج لا يتخيلها بشر لأسماء رنانة وعادية لنقاد - هكذا يطلقون على أنفسهم لقب ناقد - لهم أعمال منسوبة لهم يكتبها غيرهم ولما يرحل من يكتب يبحثون عن غيرهم وفيه وزراء سابقون كانوا يطلقون على أنفسهم ألقابا معينة وأصدروا كتبا كثيرة وغيرهم هو الذى كتبها، ولا أريد أن زيد.

أما دراما الأفلام والمسلسلات فطالع فى المقدر آخر (10) سنوات أن الكاتب لما اسمه يعلو ويلمع يعمل ورشة يحضر مجموعة شباب عايزه تتعلم الكتابة أو ظروفهم المادية سيئة لكن موهوبة ولا تجد فرصة فيلمهم وكل واحد يكتب حلقتين أو ثلاثة والكاتب هو الذى يضع الخطة ثم يضع اسمه عليها ويسوقه ويقبض أربعة ملايين ويقسم على الولاد (200) ألف واتعشت، وهناك 3 مسلسلات فى رمضان الحالى تم فيهم ما أقوله.

في مسلسل يوسف معاطى وعادل إمام “ قص ولزق”، هالة صدقى تخطت مرحلة “الأوفر”، أما الوسايط فى الفن هذا العام زيادة عشر مرات وأهمها جرعة مى عمر زوجة المخرج محمد سامى الذى فرضته والدته قبل (8) أعوام علي الفن وساعدته وأحضرت له كبار المصورين وإيه وإيه حتى يعمل لنفسه اسما هذا العام فعل محمد سامى ما فعلته والدته معه بالضبط مع زوجته. البنت واخدة بطولة “ريح المدام” أمام أحمد فهمى وأكرم حسنى في دور تظهر فيه كل ليلة بشخصية مختلفة ويظهر هؤلاء النجوم كما لو كانوا بيسندوا عليها، كوسة كبيرة، فلما ظهرت أمام عادل إمام بهذه المساحة تأكد الجميع بأن الوسايط فى الفن برضه بتفرض حتى عديمى الموهبة وتأكدنا بخطأ المقولة التي تؤكد بأن البقاء لصاحب الموهبة فالحقيقة بأن البقاء للى معاه علاقات.