أمين الهنيدي.. صانع البهجة الذي قتله السرطان وفشلت أسرته في استلام جثمانه

الفجر الفني

أمين الهنيدي
أمين الهنيدي


فنان مصري راحل، يُعد واحداً من أبرز نجوم الكوميديا بالمسرح المصري في فترة الستينيات والسبعينيات، كما برع في عدد من الأعمال السينمائية التي أظهرت موهبته وخفة ظله حتى وفاته يوم 3 يونيو لعام 1986م.

 

ميلاده وتعليمه

ولد أمين عبد الحميد محمد الهنيدي يوم 24 أكتوبر 1925م في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ثم جاء إلى القاهرة مع والده الذي فرضت عليه طبيعة عمله التنقل الدائم بين المحافظات، فالتحق بمدرسة شبرا الثانوية ثم بكلية الآداب.

 

قرر "الهنيدي" ترك كلية الآداب والالتحاق بكلية الحقوق التي تركها أيضاً ليلتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية الذي تخرج منه عام 1949م، وعمل مدرساً للتربية الرياضية ثم رُقي إلى أن وصل لمنصب مدير عام النشاط الرياضي، في عام 1969م.

 

تزوج الفنان "أمين الهنيدي" وأنجب ثلاثة أبناء هم "صالح– عبد الحميد- محمود".

 

بدايته الفنية

بدأ الفنان المصري "أمين الهنيدي" مشواره الفني وهو لا يزال طالباً في الثانية عشر من عمره، حيث كان يلقي المنولوجات الفكاهية للكوميديان "إسماعيل ياسين" و"ثريا حلمي" في العديد من الحفلات، كما انضم إلى فرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية.وفي عام 1939م انضم الكوميديان المصري "أمين الهنيدي" إلى فرقة الريحاني التي قدم معها  مسرحية واحدة، ثم سافر إلى السودان عام 1954م في مهمة عمل رسمية وهناك التقى بالفنان "حمد المصري" الشهير بـ"أبو لمعة" وكونا معاً فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم.

 

عقب عودته إلى القاهرة بدأ "الهنيدي" مشوار الاحتراف الفني، حيث التقى بالفنان "عبد المنعم مدبولي" الذي اشترك معه في تقديم برنامج إذاعي شهير بعنوان "ساعة لقلبك"، محققاً نجاحاً هائلاً في الإذاعة المصرية لسنوات عديدة، انضم بعدها إلى فرقة الفنانة "تحية كاريوكا".

 

كما عمل في مسرح التلفزيون وقدم من خلاله عدد من الأعمال المسرحية المتميزة، من أبرزها: لوكاندة الفردوس والمغفل وشارع البهلوان وشفيقة ومتولي وجوزين وفرد وأصل وصورة وعبود عبده عبود وسد الحنك وسبع ولا ضبع وعائلة سعيدة جداً.

 

لم تتوقف الموهبة الفنية لدى الفنان المصري على العمل المسرحي فقط، بل اتجه أيضاً إلى السينما، وقدم بها أول أدواره عام 1961م من خلال فيلم الأزواج والصيف، ليبلغ رصيده السينمائي بعد ذلك حوالي 40 فيلماً، منها شنطة حمزة والحدق يفهم وغرام في الكرنك.

 

مرضه ووفاته

وفي بداية الثمانينيات اكتشف "الهنيدي" مرضه بالسرطان، إلا أنه لم يستسلم واستمر في عطائه وقدم مسرحية "عائلة سعيدة جداً" عام 1985، وهي آخر أعماله المسرحية واستمر يقدمها حتى العام التالي، وبعدها بشهور قليلة توفى متأثراً بمرضه في يوليو ‏1986، ليرحل صانع البهجة ويترك لعائلته الألم، حيث لم يستطيعوا تسلم جثمانه لأنهم لم يستطيعوا دفع مصاريف علاجه التي بلغت وقتها 2000 جنيهًا.