طارق الشناوي يكتب: هنيدى استنفد مرات الرسوب!

الفجر الفني

بوابة الفجر


مع الأسف، يبدو أن محمد هنيدى استنفد مرات الرسوب، المؤكد أن مكانة هنيدى التى بزغت بقوة عام 1997 مع «إسماعيلية رايح جاى» تأثرت كثيرا بعد خمسة أعوام، وتحديدا منذ 2002 مع صعود «اللمبى»، توجه المؤشر الجماهيرى لصالح محمد سعد، بينما هنيدى حاول الصمود وتبدلت عليه العديد من الأسماء، وهو مبتعد عن الصدارة، لكنه ظل متشبثا بحواف الدائرة، ولم يصمد سعد فى المقدمة، هو أيضا انطبق عليه قانون «هرشة السنة الخامسة»، وبدأ يعانى من الهزيمة مع صعود أحمد حلمى فى 2007 بفيلم «كده رضا».

هنيدى لم يتلاشَ، ظل محتفظا بخط تواصل مع الجمهور، تضاءل الإقبال نعم ولكنه لم يتبدد، وفى كل مرة ينتقل من فيلم إلى آخر، يفقد جزءا من الجمهور. حاول هنيدى فى أفلام مثل «تيتة رهيبة»، وبعده «يوم مالوش لازمة» الصمود ولو قليلا، ولكن سرعة الهبوط لم يستطع أحد إيقافها، النجم مثل العملة يجرى عليه قانون التعويم متأثرا بالعملات الأخرى صعودا وهبوطا، هنيدى حاله مثل الجنيه المصرى الذى هان على كل العملات.

توقف به الزمن عند محطة الشاب الباحث عن عروس، طيب ليه وإزاى، أهو كده، تابع أفلامه الأخيرة ستجده لا يفعل شيئا سوى محاولة الحصول على حسناء، وكلما أوغل فى العمر يصبح الأمر أشد صعوبة، ولكن هنيدى ولا تفرق معه، فى «تيتة رهيبة» كانت معه إيمى سمير غانم، وفى «يوم مالوش لازمة» روبى وريهام حجاج، وفى «عنتر» درة، ولم يكتف بهذا القدر أطلق لأول مرة لقب «أبيه» على باسم سمرة، الذى يؤدى دور أخيه فى الفيلم، مفروض «باسم» هو الأكبر، إزاى مش مهم.

شاهدت الفيلم أول أيام العيد، كان نصف الصالة خاويا، وحتى الحاضرين كانوا غائبين عن الحضور، فلم يتم إلقاء القبض على ضحكة واحدة، بل قرروا الانتقام، وبدأوا فى تحذير الجمهور من شرب نفس الكأس. الكاتب أيمن بهجت قمر الذى قدم من قبل مع أحمد حلمى الفيلمين الرائعين «آسف على الإزعاج» لخالد مرعى و«إكس لارج» لشريف عرفة - باع هذه المرة بقايا ما توافر له من الكوميديا على عربة «الروبابكيا» التى فقدت عمرها الافتراضى، يبدو أن هنيدى فقد البوصلة، فلم يقرأ موجة الناس، وبات غير قادر على فك شفرة جمهوره.

اعتقد هنيدى أن العودة للتاريخ أيام «عنتر ابن شداد» من الممكن أن تضمن له ضحكة مضمونة، فوجئ أن الناس فى مكان آخر، المخرج شريف إسماعيل لم يفعل شيئا سوى أنه ترك الجميع يفعلون ما يحلو لهم، الوحيد الذى اجتهد فى دوره هو لطفى لبيب، بينما الكل تعامل مع الأمر باعتباره مجرد سبوبة.

معركة هنيدى تبدأ أولا مع هنيدى، هل هو حريص على التجديد؟ الزمن ليس مجرد ملامح على الوجه، ولكن هناك أيضا رصيدا من المشاهدات المتلاحقة، الناس تحتفظ بذاكرة لهنيدى قبل 30 عاما لا يمكن أن يتعاملوا مع الأمر باعتباره «كادر» ثابتا يتكرر من فيلم إلى آخر، هنيدى أيضا من الممكن أن يكتشف بداخله طاقة على الأداء غير تلك التى بددها، على شرط أن يذهب لمساحة درامية أخرى.. نعم، استنفد مرات الرسوب، ولكن ألا يشفع له تاريخه فى «الملحق»!!.