مايكل سمير يكتب: مسلسل "لا تطفئ الشمس" بين مبادئ إحسان عبد القدوس وحرية حبيب

الفجر الفني

مايكل سمير
مايكل سمير


"الحياة مبادئ ابحث عن مبادئك تجد حياتك" تلك الكلمات كانت بداية فيلم "لا تطفئ الشمس" للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، بالطبع نقلًا عن الرواية التي كتبها بنفس الاسم وبهذه الكلمات لخص رسالة الفيلم وهي أن المبادئ هي أساس الحياة وبعد مرور أكثر من 50 عامًا من الفيلم جاء تامر حبيب، في مسلسل يحمل نفس الاسم ولكن برسالة جديدة وهي "الحرية" ولاسيما أن جميع أبطال العمل لم يفهموا هذا المعني طوال أحداث المسلسل متخبطين بين الحرية تارة والانحلال الأخلاقي تارة إلى أن وجد المشاهد نفسه في بعض الأحيان يتعاطف مع الانحلال بحجة الحرية.

 

المبادئ دورها ينكمش وصوتها ينخفض و بدأ يعلو صوت حرية قريبة إلى الانفلات متغافلاً أن أهم صفات الحرية هي أن تكون لها مسئولية دين ومجتمع وأخلاق وقيم التي بدونها لا تكون حرية بل فوضي وهذا ما أقره إحسان عبد القدوس في بداية أحداث فيلمه بالرغم من مشاهد القبلات والسكر في بداية أحداث الفيلم، إلا أن التحول الدرامي للشخصيات بدأ يعكس هذه المبادئ بغض النظر عن رؤية الكاتب بالشمس إنها ليست فقط شمس الحرية بل أيضًا شمس الاشتراكية والوطنية والتخلص من العدوان الثلاثي إلا أن حرية تامر حبيب لم تكن بأهمية الرسالة الأولي للفيلم.

 

تبدأ أحداث المسلسل بعائلة تعيش في مستوي مادي مرتفع مكونة من أم و5 أبناء وتفاجئ الأم برجوع حبيبها السابق منذ 30 عامًا، وبسبب مشاكل أبنائها تقرر أن تؤجل الارتباط بحبيبها وتضع الأولوية للأبناء، والذين يدخلون في قصص حب غير مكتملة فالكل تزوج وفشل في علاقاته والجميع خانوا من تزوجوا فالخيانة هي السمة السائدة علي هذه العائلة ماعدا الأخ الأكبر لم يتزوج ولم يخون ولكنه كان الفاجعة الكبري للعائلة فهو لم يتعرف على هويته ولم يحددها فنجده متزمت وملتزم لابساً عباءة والده تارة ومتحكم ومتسلط مثل خاله تارة وفي رحله بحثه عن ذاته قرر أن يخرج عن المألوف فيعتاد الخمر والإدمان معتبراً أن هذا هو الطريق الذي اختاره ويتحمل عاقبته وأثناء هذا وذاك يكتشف شغفه بالتأليف وهو ما تتطور الي كتابه أول رواية له بالسجن وهي "أنت حر" وهذا هو مضمون المسلسل يؤكده مرة أخري بصورة أقرب إلى السذاجة وبين الرسالة والتناول نجد أنفسنا أمام مجموعة من السكيرين والخائنين والمتسلطين ولا نجد صوتًا للضمير إلا صوت الأم التي تقرر في وسط الأحداث أن تهب الحرية للجميع وكأنها كانت متحكمة فيها من قبل وتقرر الزواج من حب عمرها غير مبالية بالجميع.

 

ميرفت أمين قدمت دورًا مميزًا بعدما قامت بتجسيد الأم الجميلة والرقيقة قامت بدور رومانسي جميل، ولكن إلي الآن لست أعلم كيف تكون أمًا لمحمد ممدوح الابن الأكبر؟ فهو ممثل بارع وعظيم لكن صوت أنفاسه أعلي بكثير من صوته فبالتالي لم اسمع أغلب حواره  أداء أكثر من رائع لجميله عوض وأمينه خليل وأحمد مالك فهذا الثلاثي هم أجمل و أروع ما في المسلسل.

 

أما الإخراج لمحمد شاكر خضير فكان متمكن ولكن الثقة أكثر من اللازم تضع أصحابها في شر أعمالهم ففي الحلقة السابعة والعشرون الدقيقة الخامسة أسمع صوت المخرج وهو يقول "وان" كيف يحدث هذا من مخرج بحجم محمد شاكر؟ وإلي متي التسرع في التصوير للحاق ببث الحلقات في موعدها؟

 

أما بالنسبة للموسيقي التصويرية فكانت عاديه فكل المطلوب منه أن يضع نفس التيمة في كل المواقف فجميع المواقف أما رومانسيه أو حزينة فما باليد حيلة.