نادية صالح تكتب: الملك بيلبس جزمة ذهب ويشرب كل يوم خروف فى كباية شوربة

مقالات الرأي



عندما تذكر الكاتب الكبير صلاح منتصر ما كان يتردد عن الملك فاروق، ملك مصر السابق، من أن حذاءه كان من الذهب.. وبالطبع لم يكن ذلك صحيحاً بل إشاعات يرددها بعض الناس ويرددون مثلها عن ملوك ورؤساء وقادة فيصدقها البعض، ويتعجب منها البعض الآخر، وقد لا يصدقها البعض إذا عرضوها على عقلهم..، وقد كتب الأستاذ منتصر ذلك بمناسبة موضة أحذية جديدة يستخدم الذهب فى صناعتها فى بعض البلاد، المهم أننى وما أن انتهيت من قراءة عمود الأستاذ الكبير حتى تذكرت شيئاً آخر كانوا يرددونه لنا «زمان» عن الملك فاروق أيضاً، كانوا يقولون لنا إنهم يحضرون كل يوم خروفاً يذبحونه ويضعونه فى إناء على النار ليصنعوا منه شوربة، ويصفون لنا كيف كانوا يضعون الخروف كاملاً فى «الحلة» بشحمه ولحمه وعظامه ويظل يغلى ويغلى حتى يصبح كوباً صغيراً من الشوربة..، وطبعاً يكون هذا البهريز مغذياً جداً، ويعطى الملك صحة وحيوية ويطيل عمره، المهم وبالطبع يا سادة.. كان هذا كله كلام فاضى، ولكن كان هناك من يصدقه ويبدأ فى انتقاد الملك والهجوم عليه ويشعرون بمدى استبداده وجبروته، فالناس الغلابة وقتها لم تكن تجد قوت يومها، ولا حتى الحذاء الذى ترتديه كما كانوا يقولون لنا..، وفى نفس الوقت الملك يشرب كل يوم خروفا؟! يا ساتر!! إيه الظلم ده!! والحق كانت كلها إشاعات ورأينا وشاهدنا أعمالاً فنية موثقة عرفنا منها أن هناك افتراءات كثيرة تعرض لها الملك فاروق على سبيل المثال.. المهم.. أنا أريد أن أقول يا أيها السادة إن الاشاعات موجودة دائماً ومنذ قديم الأزل وستظل تلاحق القادة والملوك والزعماء غالباً ولكن المهم أن يحرص الناس على أن يضعوا هذه الإشاعات فى مصفاة العقل..، فهل يعقل مثلاً ما قيل سابقاً عن الملك؟! أين هى الجزمة الذهب؟! وأين هو الخروف الذى يغلى ليصبح كباية شوربة؟! وإذا انتقلنا إلى أيامنا هذه التى نعيشها فلابد أن نضع كل ما نسمعه وما يتردد فى ميزان العقل ولا نصدق كل ما يقال.. ولابد أن نتذكر دائماً أن هناك من الأشرار من يتربصون بنا ولا يصح أن نغفل عن تذكرهم..، فإذا قالوا لنا مثلاً إن السجون تمتلئ بعشرات الآلاف بدون محاكمة، وأن التعذيب والموت فى الأقسام أصبح أمراً عادياً لا تصدقوهم يا سادة.. فكيف يكون ذلك والدنيا تغيرت والناس استيقظت؟!

ولا تصدقوهم مثلاً عندما يقولون إن القانون والدستور دخلا الدرج.. كيف ذلك؟!

لا تصدقوا ادعاءهم بأن إسرائيل ستحصل على توسع أفقى بل وستندثر القضية الفلسطينية..، بل راقبوا الرحلات المكوكية للرئيس السيسى لإحياء هذه القضية..، اعرضوا ما تسمعونه على عقولكم أولا ثم تدبروا الأمر، وإلا فلابد أن نبحث عن الجزمة الذهب وشوربة الخروف المركزة للملك فاروق ليطول عمره.. يرحمه الله ويرحمنا من الإشاعات «ويكملنا بعقلنا» كما يقولون.