في ذكرى وفاته.. روايات عمر الشريف عن ملوك ورؤساء مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عاصر العديد من الرؤساء، أحب السياسة ودائمًا ما يدلي برأيه في الأحداث السياسية البارزة، وكانت بداية مشاكله مع الحياة السياسية فيلم "فتاة هازلة" مع الممثلة اليهودية بربارة سترايساند، الذي تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بمصر والوطن العربي، هذا هو الممثل عمر الشريف، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 10 يوليو 2015.

أفلامه والسياسة
دائمًا ما كان يحب السياسة، حيث كانت تطارده في الكثير من مراحل حياته، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، وكانت بداية مشاكله مع الحياة السياسية فيلم "فتاة هازلة" مع الممثلة اليهودية بربارة سترايساند، الذي تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بمصر والوطن العربي، حيث أثناء تصوير الفيلم، وقعت حرب 1967 بين مصر وإسرائيل.

وقال "الشريف" إنه واجه أزمات سياسية كبيرة، متابعًا؛ وقعت في خطأ شديد بعد موافقتي على الاشتراك في فيلم "فتاة هازلة" مع بربارة سترايساند، الذي أثار ضجة وأزمة واسعة في مصر وكافة الدول العربية، حيث تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية.

وأضاف "الشريف": "ترددت كثيرًا في تقمص شخصية هذا الشاب وقبولي بطولة هذا الفيلم في فترة عصيبة من الصراع العربي الإسرائيلي إبان الحرب، وأثناء التصوير وقعت حرب عام 1967، واكتشفت أنني أعمل مع ممثلة يهودية في أستوديو أصحابه يهود ومعظم من فيه موالون لإسرائيل".

وتابع "الشريف": "وتعقدت الأمور بيني وبين بربارة سترايساند ومنتج الفيلم، ثم جاء تدخل والدة "باربرة"، التي أعلنت عن رفضها أن تمثل ابنتها أمام فنان مصري، ليزيد الطين بلة، والأدهى أن المنتج اليهودي رغب في فسخ العقد معي، وكانت مبادرته هذه بمثابة القشة التي كادت تقصم ظهر البعير، لولا وقوف المخرج اليهودي إلى جانبي وقوله محذرا الجميع: "هذا موقف غير مقبول في أمريكا على الإطلاق، وسأتنحى عن دور المخرج ما لم يكن عمر الشريف بطل الفيلم"، وحذت باربرة حذو المخرج فشرعنا بتنفيذ المشروع وفق الخطة المرسومة، في أيام قليلة".

واعترف "الشريف" أنه فوجئ كذلك بتمويل وكالة المخابرات الأمريكية لفيلمه "جيفارا"، عام 1969، وهو ما استغلته مخابرات "نصر" في اتهامه بالجاسوسية لصالح دول أجنبية.

الملك فاروق
عاصر الممثل عمر الشريف، فترة حكم الملك فارق، ويقول عن حياته في عهد "فاروق"، خلال حوار له لصحيفة "الشرق الأوسط": "اسمي الحقيقي هو ميشيل شلهوب، ولدت في 10 إبريل 1932 لعائلة اشتهرت بالثراء الشديد، فوالدي كان أحد أكبر تجار الأخشاب في مدينة الإسكندرية، وعشت مع عائلتي حياة مرفهة منذ طفولتي حيث أرتاد الأندية الكبرى التي كان لا يدخلها سوى الأثرياء مثل نادي الرياضة الملكي ونادي محمد علي، ولا زلت حتى اليوم أتذكر هذه العمارة المؤلفة من طابقين وتقع وسط حديقة رائعة في حي كليوباترا بالإسكندرية، ورغم الحب الشديد الذي كنت أحظى به من أبي وأمي إلا أنهما كانا حريصين على أن لا أنشأ مدللا وأنانيا".

وتابع "الشريف": "لا أنسى اليوم الذي قرر فيه أبي الانتقال للقاهرة بحكم عمله وبالطبع كان لا بد أن يصطحبنا معه، ورغم أننا أقمنا في أحد أهم أحياء القاهرة ويدعى (جاردن سيتي) في منزل رائع يقع بين السفارتين البريطانية والأمريكية، إلا أن هذه الهجرة المبكرة بالنسبة لي كان لها أثر بالغ في تركيبتي".

وأضاف؛ "ولا أنسى اليوم الذي شاهدت فيه الملك فاروق في بيتنا، فكانت أمي تعقد حلقات سمر في منزلنا لنجوم المجتمع والباشوات وكان الملك فاروق يتردد على منزلنا، ومن هنا تفتحت عيناي وأنا أرى أعظم الشخصيات وأكثرها شهرة ومكانة في بيتنا".

عبدالناصر
ولم يكن "الشريف"، محبًا لفترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بل كان منتقدًا لسياساته، وظهر جليًا خلال حديثه في حوار له لصحيفة "الحياة" اللندنية، إنه كان سعيدًا بثورة يوليو 1952، رغم علاقة الصداقة التي كانت تربط بين أسرته والأسرة المالكة في حينها، لكنه تراجع عن حبه لها وأصبح غاضبا منها بسبب فرض نظام تأشيرة الخروج والدخول للممثلين والحصول على تأشيرة حسن سير وسلوك قبل السفر.

وتابع الشريف، انتقاده لـ"عبد الناصر"، قائلًا؛ " كان راجل مجنون قاد البلاد إلى الهاوية كان يعتقد بجهله أن باستطاعته هزيمة اليهود بكذبة حرب الستة أيام".

وعن وضع الفقراء خلال حكم "عبد الناصر"، قال "الشريف"، الغلابة والفقراء والفلاحون المصريون صدّقوا عبد الناصر وانقادوا وراء طيشه، وللأسف لن أنسى أبدًا كيف كنت مسخرة أمام الأمريكان وقتها، فكانوا يستهزئون بجنسيتي المصرية لدرجة أنني بكيت من المهانة التي كنت أتعرض لها بسببه".

 السادات
وكان "الشريف" يكن للرئيس الراحل محمد أنور السادات، حبًا شديدًا، حيث قال عنه "قابلت السادات في حفل أقيم في البيت الأبيض، واستقبلني بحرارة شديدة، ودعاني لحضور حفل زفاف نجله "جمال" في مصر، وبالفعل حضرته، لأنه كان رئيسا محترما، وكانت تربطني به علاقة طيبة، إلى درجة أنه طلب مني يوما أن أتوسط له عند الإسرائيليين، لكي يفتح صفحة جديدة معهم".

وأضاف "الشريف" أنه اتصل على الفور بسكرتير رئيس إسرائيل وقتها، مناحم بيجين، ليرد عليه الأخير، ملبيًا له طلبه بقبول زيارة السادات، مشيرًا إلى أن "بيجن" قاله له إنه فيما لو أتى السادات إلى تل أبيب فسنستقبله كمسيح.

وتابع "الشريف": "وزار السادات إسرائيل بعد أسبوع من اتصالي بـ"بيجن" واتفقا حينها على كامب ديفيد، وكان هذا من دواعي سروري، لأنني حققت السلام بين شعبي وشعب إسرائيل".

وإثر ذلك، اتهم "الشريف"، بالتطبيع مع إسرائيل، حيث عرض عليه تولي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لكنه تلقى هجومًا شديدًا، بدعوى أنه جاهز للتطبيع مع إسرائيل، وأنه يظهر في أفلام تحتقر العرب.

مبارك
فيما وصف "الشريف"، علاقته بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بالسطحية، لافتًا إلى أن سوزان مبارك كانت تطلب منه مرافقتها في الحفلات خلال تواجدهما بالعاصمة الفرنسية باريس.

وانتقد "الشريف"، عدم استجابة مبارك لمطالب ثورة25 يناير بالتنحي، قائلًا؛ "مبارك فشل في تحسين مستوى معيشة المواطن العادي ويكفيه فترة الحكم التي قضاها، هناك البعض في غاية الثراء، ربما واحد بالمائة، والباقون فقراء يبحثون عن الطعام".

المعزول
أما عن علاقته بالمعزول ممد مرسي، قال "الشريف"، إنه عندما فاز الإخوان بالحكم تملكه الخوف على مصر، لأنه يرى أنهم جماعة انتهازية، استغلت الثورة لتقسيم السلطة بمصر كأنها تورتة، لكنه فرح بشدة عندما قام الشعب المصري بتصحيح المسار، وقام بثورة جديدة.

 عبدالفتاح السيسي
ووصف "الشريف"، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه رجل وطني يحب البلد، متابعًا؛ "لا أعرف السيسي، لكنه رجل وطني ويحب البلد والشعب كله يعلق آمالاً عليه، والحقيقة أنه استطاع أن يعيد الهدوء إلى مصر التي يحاول الإرهاب تشويه جمالها وزعزعة استقرارها، مصر تمشي في الطريق السليم لكن يجب على الناس العمل بجهد والصبر لأن البناء يحتاج وقتاً طويلاً".