كلمة وزير شؤون الإعلام لمملكة البحرين

عربي ودولي

علي بن محمد الرميحي
علي بن محمد الرميحي - وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين


قال وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب، الأربعاء:

"أصحاب المعالي والسعادة ،،
الأخوة والأخوات الحضور الكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
 
يشرفني في بداية كلمتي أن أنقل لكم تحيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتقدير جلالته لجهودكم المخلصة في تعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك.

وأود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة على حُسن الضيافةِ وكرم الوفادة، وإسهاماتها الطيبة بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية في تنظيم هذه الاجتماعات الدورية، متمنين لمعالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط التوفيق في مهامه، بما يخدم المصالح الأخوية المشتركة.

كما أؤكد اعتزازنا بتحمل مسؤولية رئاسة أعمال الدورة الماضية لمجلس وزراء الإعلام العرب.  وأجدد حرصنا على مواصلة التعاون مع قطاع الإعلام والاتصال في تعزيز التضامن الإعلامي العربي، وتأكيد دعمنا لأشقائنا في الجمهورية التونسية لمتابعة المسيرة الأخوية خلال الدورة الجديدة.
 
أصحاب المعالي والسعادة ،،
إن تصاعد أعمال العنف والإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة يمثل العدو الأول للتنمية المستدامة ,والخطر الأكبر الذي يهدد مصير أمتنا العربية ووحدتها  ولا شك في أن هذه المخاطر تفرض على جميع أجهزة الإعلام العربية تحمل مسؤولياتها القومية والأخلاقية في محاربة الإرهاب بجميع صوره، وتجفيف منابعه الإعلامية والفكرية، وفق استراتيجية إعلامية عربية موحدة تنشر روح التآخي والتسامح، وقيم الوسطية والاعتدال، وتنبذ كل الدعوات المثيرة للكراهية والفتنة الدينية أو الطائفية أو الوقيعة بين الشعوب العربية.
ولعله من المؤسف الإشارة إلى انطلاق قنوات فضائية من قلب المنطقة وعلى مدى السنوات الماضية بممارسات لا تمت للعمل الإعلامي بصلة، وبعيدة كل البعد عن الضوابط المهنية والأخلاقية الواجب إتباعها في التعبير الحر والمسؤول عن الرأي، من خلال ضلوعها في مؤامرات مشبوهة ومكشوفة لدعم الإرهاب والفتن الطائفية، والانحياز إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وقلب الحقائق.
 
ولقد كانت مملكة البحرين وحتى هذه اللحظة من أكثر الدول المتضررة من ممارسات شبكة قنوات الجزيرة القطرية ومنصاتها الرقمية وغيرها من قنوات الفتنة المملوكة أو التابعة لإيران، ضمن أجندات عدوانية دخيلة على مبادئنا وتنتهك قواعد الأخوة الإسلامية وحسن الجوار، وتسعى بشكل منهج إلى زعزعة الأمن والاستقرار والمساس بوحدة بلادنا وهويتها الوطنية، وتزوير الوقائع، وبث الشائعات والتقارير المغلوطة، والدعاية للجماعات والتنظيمات الإجرامية.
 
أصحاب المعالي والسعادة ،،
من على هذه المنصة في العام الماضي تقدمت لمجلسكم الموقر بمقترح لاتخاذ خطوات جادة بحق القنوات المثيرة للفتنة والمحرضة على العنف والتطرف والإرهاب .... فخرجت اصوات تدعو لعدم تقييد الحريات... 
 
ومن هنا يجب ان نؤكد ان خلط الاوراق تحت مسميات ومصطلحات بهدف الاستهلاك الاعلامي لن تجدي... فالأمن القومي العربي يتطلب منا الوقوف بحزم كمواطنين اولا وكمربيين ثم كإعلاميين ومسؤولين... ففي الغرب كما يؤمن البعض بأنها المثل والنموذج ليست هناك حرية مطلقة منفلته كالتي وصل اليها اعلامنا العربي... فعندما تقوم احدى الدول الغربية بحجب قناة فضائية حفاظا على امنها القومي..  لم نسمع اية ردة فعل.
 
فلنستذكر سريعا الثقافة الاعلامية الجديدة التي رسختها الجزيرة القطرية ومثيلاتها التي لم تلتزم بمبادئ واخلاقيات العمل الاعلامي ...  يقول الله تعالى في محكم كتابه ( وجادلهم بالتي هي احسن) فبدأت بترسيخ التطاول على الجميع دون استثناء الا ملاكها.. وبدأ المشاهد العربي يألف المشاهد والكلمات التي لم يألفها سابقا حتى استسقاها وبدأت القناة تروج لشخصيات لأغراض واهداف معينة ... تبرزها تحت مسميات ناشط حقوقي وناشط سياسي حتى بدأ المشاهد العربي البسيط لا يعي ما يدور حوله.
 
اي حرية تعبير التي يتم فيها التطاول على القران الكريم والتشبه بالنبي يوسف وقميصه عليه السلام ودم كذب...
 
كفى عبثا بالتلاعب بمشاعر البسطاء والمتاجرة بقضاياهم لطموحات سياسية تلاشت لسوء النوايا.... فبعد ان كانت القضية الفلسطينية هي القضية الاولى في قلب كل عربي ومسلم اصبح المواطن العربي يرى بقايا دول وانهيار الدول الوطنية على ايدي احزاب وتنظيمات  مرجعتيها خارج الوطن.
اي اعلام الذي اصبح منصة للترويج للجماعات الإرهابية وإظهارها على أنها حركات نضالية ساعية إلى الحرية والديمقراطية، وتعمد إظهار الأعمال الارهابية على انها احتجاجات ومطالبات سلمية... حتى اصبحت مثل هذه القنوات اذرع اعلامية للجماعات الارهابية.
 
فعندما تعلن جميع استخبارات دول العالم في البحث عن شخصية ارهابية نرى هذا المطلوب دوليا على شاشة هذه القناة حصريا وبتصوير عالي الجودة.... 
 
أي حرية تعبير تلك التي تبث اكثر من 900 خبر وتقرير سلبي  عن بلدي البحرين  بشكل ممنهج خلال فترة محددة تتضمن تحريض على العنف والكراهية.... البحرين التي لم تكن في يوم معتدية على احد حتى بالكلمة.. البحرين التي لها الريادة في التعليم والتربية والثقافة التي لا يمكن تجاهلها او الإساءة اليها الا لنوايا سيئة.........أي حرية تعبير تلك التي تدفع بالقائمين على هذه القناة لانتاج افلام وثائقية وتترجم لخمس لغات ويتم توزيعها على المنظمات الحقوقية بهدف الاساءة لبلد استطاع وبفضل من الله ثم حكمة وصبر قيادته ان تتجاوز ما لن يستطيع الاخر تجاوزه.
 
أي حرية تعبير التي كانت ومازالت تستهين وتستخف بجميع الدول العربية ومنظماتها ...  أي حرية تعبير التي تستخف بجامعة الدول العربية ومنظومة مجلس التعاون والجيوش العربية وتستهدف الجيش المصري الذي كانت ومازالت له الريادة في الدفاع عن قضايا الامة العربية.... محاولات مستمرة وبشكل يومي دون توقف لزعزعة ثقة المواطن في وطنه في امنه في اقتصاده في انتمائه وفي اعتداء واضح على سيادة الدول.
أي حرية تعبير التي تستهدف قبلة المسلمين ... المملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير الكثير لخدمة الحرمين الشرفين وكانت ومازالت لها القيادة في خدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية ...
 
كلنا نعرف اننا مستهدفون في اوطاننا ومن يستهدف المملكة العربية السعودية فلا شك يستهدفنا في عقيدتنا وعروبتنا.
 
اي إعلام حر هذا الذي يستهدف الإمارات العربية المتحدة صاحبة التجربة الاقتصادية العالمية التي نفتخر بها نحن كعرب ... الإمارات التي قدمت الكثير من التضحيات خدمة لقضايا الأمتين العربية والإسمية.
 
أصحاب المعالي والسعادة ،،
انطلاقًا من أهمية سلاح الإعلام وأثره على الأمن القومي العربي، فإننا نؤكد أن الحاجة باتت ملحة لاتخاذ خطوات جادة بحق أي وسيلة اعلام مثيرة للفتنة ومحرضة على العنف والتطرف والإرهاب، ولا تلتزم بتحري الدقة والأمانة والموضوعية والمصداقية، ولا تحترم كرامة الشعوب والدول العربية وسيادتها الوطنية، وفقًا للمواثيق الإعلامية والحقوقية العربية والدولية كافة.
ونحن على ثقة في خروج هذه الدورة بقرارات تدعم مسيرة التكامل الإعلامي العربي، وقضايانا العادلة على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحقوق أمتنا العربية في الأمن والسلام والتنمية المستدامة.
أشكركم جميعا على حُسن استماعكم ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته