أسمهان "أميرة الغناء العربي".. بداية عالمية ونهاية مأساوية

الفجر الفني

آسمهان
آسمهان


تميزت أسمهان بصوتها القوي الذي يفتن الأسماع ويغزو القلوب، حيث تعتبر إحدى ألمع المطربات في مصر خلال منتصف القرن الماضي، نجمة لامعة في سماء الفن إلى جانب نجمات جيلها أمثال: أم كلثوم، ونجاة علي، وليلى مراد وغيرهن.

 

اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، والدها فهد الأطرش، وهو درزي من جبل الدروز في سوريا، وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة شويت المتن، ولديها شقيقين هما فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف، والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة، وكان لها شقيق ثالث يدعى "أنور"، وشقيقة تدعى "وداد" الذين توفيا صغيرين قبل مجيء الأسرة إلى مصر.

 

تزوجت من الأمير حسن الأطرش عام 1934، وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا ليستقروا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش؛ لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات، رزقت في خلالها ابنة وحيدة تدعى "كاميليا"، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وعاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.

 

فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، وفي عام 1941 كان أول أفلامها "انتصار الشباب"، إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم، وخلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيًا، ولكن زواجهما إنهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.

 

وفي عام 1944 قامت بالتمثيل في فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام"، إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

 

وسبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية "ليت للبراق عينًا"، في فيلم "ليلي بنت الصحراء".

 

في الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم "غرام وانتقام"، استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي، بالسفر إلى رأس البر؛ لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق، فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو عام 1944، ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة "ترعة الساحل"، الموجودة حاليًا في مدينة طلخا، حيث لقت مع صديقتها حتفهنن، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب، لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو "المخابرات البريطانية"، وإلى زوجها الأول حسن الأطرش، والثالث أحمد سالم وإلى أم كلثوم، وشقيقها فؤاد الأطرش.