أحمد شوبير يكتب: أبجنى تجدنى "٢"

الفجر الرياضي




عندما قررت خوض انتخابات مجلس الشعب فى مدينة طنطا لم تكن لدى أى خبرات للعملية الانتخابية ولم أكن أملك سوى شعبيتى وسمعتى وخبرتى الإدارية كنائب لرئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم وكان كل طموحى وهدفى هو خدمة الناس سواء فى طنطا أو غيرها فى حالة نجاحى، وبالفعل بدأت جولاتى الميدانية من أجل تعريف الناس ببرنامجى وخطتى الانتخابية فى حالة نجاحى ولكنى أصبت بصدمة عنيفة عندما نصحنى البعض بالذهاب إلى بعض سماسرة الانتخابات كى يساعدوننى على كسب الأصوات وعرفت وقتها أن له تسعيرة محددة للانتخابات وأن هذا هو موسمهم الذى يتكسبون منه آلاف الجنيهات ونظرا لثقتى الشديدة بنفسى ومعرفتى بقدرى وسط أبناء مدينة طنطا رفضت كل هذه العروض وصممت أن يكون نجاحى بمجهودى وبرنامجى الانتخابى وبما سأقدمه للناس وليس بسياسة «أبجنى تجدنى» وانتهت العملية الانتخابية بخير ونجحت نجاحا مدويا كان حديث الجميع نظرا للنزاهة الشديدة التى أدرت بها معركتى الانتخابية وأيضا لنزاهة الانتخابات وقتها، ومرت الأيام وكان نفس الأمر قد تكرر معى أيام انتخابات اتحاد الكرة التى نجحت فيها مرتين الأولى كعضو والثانية كنائب لرئيس مجلس الإدارة، وفى المرتين حصلت على أعلى الأصوات ولكن يبدو أن عدوى سماسرة الانتخابات قد انتقلت وبنجاح شديد من انتخابات مجلس الشعب إلى اتحاد الكرة إلى الأندية الرياضية فأصبح الشعار الآن «أبجنى تجدنى» فما عليك إلا أن تجند البعض ليكون سمسارًا انتخابيًا وبالتالى تضمن مقعدك سواء كرئيس ناد أو عضو بمجلس الإدارة، أصبحنا نرى بعض المذيعين وهم يكادون يبكون على الهواء. هم يمجدون المرشح الفلانى أو المرشح العلانى فى انتخابات النادى المقبلة وبالبحث والتدقيق اكتشفنا أنها حلقات مدفوعة الثمن وأن أحد المذيعين «بسم الله ما شاء الله» يحصل على راتب شهرى يتجاوز الربع مليون جنيه ويرتفع هذا المقابل أيام الانتخابات وبكل أسف وأسى يحاول هو وأمثاله السيطرة على الرأى العام والكذب بموضوعات وأرقام لا أساس لها من الصحة تمجد فى هذا المرشح وتحاول أن تجعله بطلا، وليت الأمر يتوقف عند ذلك بل يتجاوزه إلى ما هو أقذر وأفظع بتوجيه السباب والاتهامات للمرشحين المنافسين حتى أصبحت ظاهرة مقززة، والغريب أن مسئولى القنوات الذين يدعون النزاهة والحيادية يتركون هذا الأمر بلا حسيب أو رقيب رغم علمهم التام بهذه الرشاوى وهذا الأسلوب الرخيص ولكن وبكل صدق هناك البعض الذى يقف بكل قوة أمام هؤلاء الإعلاميين الذين انتشروا بكل أسف فى بعض وسائل الإعلام ليقوموا بنفس الدور المشبوه مادامت سياسة «أبجنى تجدنى» سائدة.

أعود فأقول إن بعض المحترمين من المسئولين عن الإعلام قد فصلوا وطردوا عددًا من هؤلاء المشبوهين الذين أساءوا للمهنة الشريفة والتى كانت وستظل مهنة الشرفاء والبحث عن الحقيقة وإظهار الطيب وقتل الخبيث، فنحن فى مجالنا الرياضى فى أشد الاحتياج إلى تلبية نداء الرئيس وأجهزة الدولة بالضرب على الفساد واستئصاله من جذوره أيًا كان مصدره ولعل القبض على أحد الوزراء فى ميدان التحرير والحكم عليه بالسجن ١٠ سنوات وغيره كثير من المسئولين والذين كان الناس يخشون فقط مجرد ذكر اسمهم لهى دعوة لنا جميعا للتصدى لهؤلاء المشبوهين وطردهم خارج المنظومة الإعلامية وليذهب الفساد إلى الجحيم حتى نرى انتخابات نزيهة تبرز الأفضل لقيادة الرياضة فى مصر بناءً على أسلوب ومنهج وخطة انتخابية مستقبلية تسود الرياضة فى مصر بشتى طرقها إن أردنا أن يكون للرياضة مستقبل فى مصر.