وفاء النيل يغرق 14 قرية في جنوب الأقصر.. وحلول المسئولين تحتاج لسنوات (صور)

محافظات

بوابة الفجر


كان المصريون منذ قديم الزمان ينتظرون وفاء النيل، ليفيض بمياهه على زراعاتهم، على عكس ما يحدث في الوقت الحالي لأهالي مركز اسنا بجنوب الأقصر، بانتظارهم كارثة سنوية تغرق شوارعهم و تهدد منازلهم بالإنهيار.

وتشهد قرى  التي تبعد عن الأقصر بمسافة 55 كيلو جنوبًا، في الفترة الأخيرة، كارثة سنوية بداية من مايو و تستمر لمدة 4 أشهر، لارتفاع منسوب المياه الجوفية، حيث تهدد العديد من المنازل بالانهيار، ومنهم من تركو منازلهم وهجروها بعد سقوطها، دون وجود حلول سريعة من قبل المسئولين.

يقول ابراهيم أحمد أحد الأهالي لـ"الفجر"، إن المشكلة الرئيسية التي تواجه غالبية سكان اسنا، هي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وخاصة بعد بناء هويس اسنا في عهد الخديوي عباس عام 1906، للاستفادة بمياه فيضان نهر النيل في ري الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى قيام شركة بريطانية في عام 1995 ببناء قناطر جديدة لتوليد الكهرباء وتخزين المياه أيضا، مما جعل قرى جنوب المدينة تطفو فوق بحيرة مياه، الأمر الذي أدى إلى كارثة كبرى تهدد الأهالي وتواجه مسئولي الأقصر على مر سنوات دون ايجاد حلول سليمة لإنهائها.

ويشير محمد عبد الرحمن أحد سكان مدينة اسنا، إن قرى الجنوب يصل عددها إلى 10 قرى وهم "المساوية، و العضايمة، و كومير ، والسريب، والنمسا، والقرايا، وساحل القرايا، و الدقيرة، وقرية ناصر"، بالإضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة الماضية ظهرت المياه الجوفية في قرى الشمال ومنها أصفون، وأصفون المطاعنة، و الدير، والغريرة، مما يجعل المواطنين في عناء تام خلال بضعة شهور كل عام بسبب غرق الشوارع وانهيار المنازل.

ويؤكد عثمان العريان أحد أهالي قرية أصفون، أن الكثير من السكان هجروا مساكنهم، والعيش بعيدًَا عن الأماكن المتضررة من المياه الجوفية، ولكن هناك العديد من الأسر الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة، و لا يستطيعون العيش في منازل حتى وإن كانت بالايجار لضيق معيشتهم، متسائلًا إلى متى سنظل على هذا الحال؟

ويتابع، منذ عام 2008 نطالب بضرورة توصيل مرفق الصرف الصحي، ليخفف عنا ولو شيئًا بسيطًا من المعاناة التي نعانيها، مشيرًا إلى أن بيارات الصرف المحفورة في الأرض بداخل المنازل تخرج منها المياه على السكان لتحول معيشتهم إلى جحيم بسبب الروائح الكريهة وتنشر الأمراض.

وطالب أهالي اسنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة التدخل لسرعة انتهاء مشروع الصرف الصحي الذي ظل لسنوات عديدة ولم ينتهي منه سوى محطتين فقط حتى الآن من إجمالي أكثر من 6 محطات، مؤكدين أن حلول المسئولين تحتاج إلى سنوات عديدة حتى تقضي على تلك الأزمة.

ومن جانبه اشار محافظ الأقصر محمد بدر، إلى أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي تعمل على قدم وساق لمد خطوط مياه الصرف وإنشاء محطات داخل قرى اسنا التي عانت على مدار سنوات من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى انه تم الاتفاق مع وزارة الري وهيئة الصرف الصحي وشركة المقاولون العرب على تخفيض مناسيب المياه بحفر ما يقرب من 20 بئر وتوصيلها بخطوط صرف لسحب المياه الجوفية عن طريق ماكينات كهربائية وإلقائها في ترعة الرمادي لإنهاء تلك الأزمة.