أحمد بان: "حسم" خرجت عن "الإخوان".. وعملياتها تبرز درجة من الارتباك

توك شو

بوابة الفجر


قال الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، أن حركة "حسم" بدأت نشاطها قبل عام عبر عمليات صغيرة باستهداف عناصر الأمن ومفردات البينة الأساسية مثل أعمدة الضغط العالي، ثم اللجوء إلى العربات المفخخة أو تبادل اطلاق النار، وكان أبرز عملياتها هو محاولة إغتيال الشيخ علي جمعة، وإغتيال العميد عادل رجائي.

وأضاف خلال حواره ببرنامج "ساعة من مصر" على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن كافة هذه العمليات تبرز درجة من الارتباك وليس وضوح الأجندة لدى هذه الحركة، وهو مستوى من الإرهاب يُطلق عليه "الإرهاب البدائي"، مشيرا إلى أن عناصر "حسم" تتمركز في مثلث الفيوم وبني سويف والمنيا وبالتبعية الجيزة أيضا لامتدادها، ورأى أن تمركز تلك العناصر في تلك المحافظات جاء لاستغلالها أعداد من سقوطوا في فض اعتصام رابعة والنهضة من هذه المحافظات.

وأوضح بان أنه في عام 2014 ظهر في واقع في جماعة "الإخوان" ما يسمي بـ "اللجنة المؤقتة لإدارة شئون الجماعة" بإدارة محمد كمال، وهو الذي راهن على فكرة العمل المسلح النوعي، وبدأ في البداية بفكرة تأمين المظاهرات عبر تسليح بعض عناصر الجماعة بالخرطوش وتطورت هذه المجموعات تجاه العنف وإلى فكرة التصفية لعدد من ضباط الأمن، ومن ثم خروج عناصر تُسمى "لجان العمل النوعي" وظهرت جماعات جديدة مثل "حسم" و"العقاب الثوري" وغيرهم من الحركات التي عكست سيولة المكون الجهادي العنيف داخل جماعة الإخوان.

وأكد بان أن "حسم" خرجت عن جماعة "الإخوان" بنسبة  100%، وأن معظم عناصرها ينتمون إلى "الإخوان" وكانوا موجودون في اعتصام رابعة والنهضة وتم تجنيدها أثناء هذه الفترة، متابعاً أن كثير من هؤلاء يقفون تحت راية الثأر من الدولة المصرية وبدأوا في اللجوء في مسار العنف، مشيرا إلى أن هناك كتابات لبعض المحسوبين على ساحة العنف تشير إلى "التنظيم الخاص" لم ينتهي خلال السبعينات كما تزعم الجماعة.

وأشار بان إلى أن عناصر "حسم" تم تدريبهم على أيدي عناصر السلفية الجهادية وبقايا التنظيمات القديمة، وأنهم استفادوا من حالة السيولة الحاصلة في المشهد المتأسلم، مشيرا إلى أن هناك شكل من أشكال تبادل الخبرات مع مجموعات تنتمي لـ"داعش" و"الجهاد" ومجموعات لبقايا الجماعات الإسلامية، مؤكدا أن أعداد عناصر "حسم" تقدر بالعشرات، ولن تزيد عن 150 فرد على أقصى تقدير.

ورأى بان أن مسار مواجهة الدولة بالسلاح لا مستقبل له، متابعاً أنه لن تجد بين عناصر "حسم" متوسط أعمار 40 أو 50، بل أن جميعهم هم في العشرينات والثلاثينات، بما يؤكد أن عناصر "الإخوان" القديمة تخشى من العودة لمسار المواجهة المسلحة مع الدولة، قائلا إن عناصر حسم تتسم بضعف التفكير وسهولة التجنيد من عناصر أكبر.

ولفت بان إلى أن محافظة الفيوم من محافظات النفوذ لمجموعات الإسلام السياسي، إذ يوجد بها أنصار لـ"الجهاد" ولـ"الاخوان" و"التيار السلفي"، مرجعاً ذلك لارتفاع معدلات الجهل والفقر بالمحافظة، كما أن لها ظهير صحراوي ومحسوبة على محافظات الصعيد، ورأى أنها محافظة امتلكت تاريخياً حاضنة للأفكار المتطرفة إذ نشطت بها مجموعات اعتمدت فكرة التكفير والهجرة، وسيطرت عليها جماعة الإخوان بشكل واضح.

واستطرد بان أن الدولة المصرية تلجأ في الغالب إلى المواجهة الأمنية في محاربة الإرهاب، ورأى أننا في واقع الأمر لا نواجه الإرهاب ولا نواجه التطرف بل نواجه التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة.