في ذكرى ميلاده.. 25 معلومة عن "المعلم زينهم" الفنان سيد عبدالكريم

الفجر الفني

سيد عبدالكريم
سيد عبدالكريم


منذ نحو 21 عامًا ارتدى شخصية "زينهم السماحي" المعلم الذي لا يبرح جلبابه في المسلسل الاجتماعي الشهير "ليالي الحلمية" برأي مخرج العمل إسماعيل عبدالحافظ، فأضحى أيقونة للشجاعة والشهامة وحب البلد ورمزًا لابن البيئة الشعبية البار، أحبه الجمهور لقربه من الشخصية التي كان عليها الرجل المصري لعقود طويلة المميزة بأخلاقها الحميدة.

 

جسّد الفنان سيد عبدالكريم، شخصية "عزوز أبوشامة" في مسلسل "زيزينيا" وشخصية خادم الكنيسة في مسلسل "خالتي صفية والدير"، وشخصية ربيع السخن في مسلسل "أميرة في عابدين"، أبناء الطبقة الشعبية الذين كانوا سببًا في شهرته وذياع صيته، إلى أن قرر التخلي عنهم والفرار من حصارهم لإثبات تمكنه من أداء شخصيات أخرى ما يلبث أن يقدمها حتى يطالبه الجمهور بالعودة لسيرته الأولى.

 

1 - ولد السيد حلمي محمد عبدالكريم، الشهير بسيد عبدالكريم، في 26 يوليو 1936، بمحافظة الإسكندرية، وتحديدا في 45 شارع زنانيري، لأب يمتلك مقهي تاريخيا بسيدي جابر ذلك المكان الذي كان يستقبل الزعيم مصطفي كامل وكل رواد الحركة الوطنية المصرية، ووالدته كانت رب منزل.

 

2 -  له 5 أشقاء، 3 إناث، و2 ذكور، هم "سميرة" كانت تعمل بالشركة المصرية للملاحة، و"زينب" متوفية، و"حمدي" رئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، و"هاني" رجل أعمال، وفقا للجريدة نفسها.

 

3 - كان يعشق لعب الكرة وهو صغير، لدرجة أنه في المرحلة الابتدائية كون فريقا اسماه "الأسد المفترس"، وبسبب هذه العشق بدأ والده يشعر بالقلق الشديد عليه، لدرجة أنه قرر عقابه بطريقته الخاصة، عن طريق حرمانه من التعليم لمدة أسبوع، وإرغامه علي العمل معه في المقهى، وبعد مرور أسبوع خيره بين العمل والتعليم فاختار علي الفور التعليم، وقرر الابتعاد مؤقتا عن لعب الكرة، وفقا للجريدة نفسها.

 

4 - كان يعشق الفن منذ طفولته، و كان يقلد والده ويرتدي ملابسه بطريقه مميزه كانت تثير دهشة من حوله.

 

5 - عندما التحق بمدرسه رياض باشا الابتدائية بمنطقه الرمل بالإسكندرية، سارع بالمشاركة في فريق التمثيل بالمدرسة، لدرجة أنه في المرحلة الابتدائية لعب دور البطولة في شخصية "أحمس الأول"، وكان محبوبا بين زملائه لخفه ظله ولطيبته الشديدة، وأطلق عليه أصدقاؤه لقب "كيمو" نسبة إلى اسم "عبدالكريم".

 

6 - كان عضوا بارزا في فريق التمثيل بمدرسه "الرمل" الثانوية التي حصل منها علي الثانوية العامة، وقدم مسرحية أمام كمال الدين حسين، وزير التعليم وقتها.

 

7 - التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وتخرج بها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف الأولي من قسم الآفات الحشرية، وهذا التفوق أهله لمنحة دراسية للحصول علي درجة الدكتوراه من ألمانيا.

 

8 - متزوج وله 4 بنات، هن الطبيبة "أمل" أستاذة العلاج الطبيعي، و"إلهام" فنون تطبيقية، و"أمنية" تعمل محاسبة، والكاتبة الصحفية "إيمان" نائب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتلفزيون".

 

9 - تقول ابنته "إيمان" "كان من الغريب أن يعاملنا أبي طوال الوقت علي أننا رجال، لكنه كان يبرر ذلك بأنه لم ينجب ولدا، وكنت أراه فجأة أمامي في الجامعة دون موعد، ليعرف مع من أقف، وكيف أتعامل، وماذا أفعل، كما كان يمنعنا نحن بناته الـ4 أن نضع مساحيق الزينة علي وجوهنا، ونحن في طريقنا إلي الجامعة كما تفعل البنات بعد طول فترة من الكبت المدرسي، محترما بذلك لمكان العلم وقيمة ما يقدم لنا علي يد أساتذتنا".

 

10 - تحكي ابنته، وتقول:"والدي كان لا ينحني أبدا في أصعب الظروف، فأذكر له كيف جاء علينا عيد الفطر مرة وهو يمر بضائقة مادية قاسية، فظل ساهرا طوال الليل يحيك لنا ملابس العيد علي يديه بقطع قماش متناثرة، فصنع منها بحسه الفني، ومهارته في الرسم، وقدرته علي التخيل ملابس عيد وجدناها صباحا جاهزة للارتداء".

 

11 - منذ اللحظة الأولي في المرحلة الجامعية عقب التحاقه بكلية الزراعة، كان يبحث عن فريق التمثيل الذي تعرف فيه علي صديق عمره المخرج محمد فاضل واللذان التقيا بعد ذلك، بالمخرج نور الدمرداش الذي كان دائما ما يشجعهما علي مواصلة الفن، ونصحه أن يركز في التمثيل ويبتعد عن الإخراج، خاصة أنه كان أحيانا يخرج بعض الأعمال المسرحية.

 

12 - قدم على مسرح الجامعة عرضا لمسرحية "قلوب تحترق"، واستطاع من خلال الكلية تكوين فرقة للتمثيل المسرحي ضمت كل من سمير غانم، ومحمود عبدالعزيز، ومحمد فاضل، ومدحت مرسي.

 

13 - عقب تخرجه التحق بفرقة "المسرح الحديث"، وقدم عدة عروض لروايات عالمية منها، "تلميذ الشيطان، والجريمة، والعقاب"، وكانت إذاعة الإسكندرية تنقل هذه العروض المسرحية للجمهور آنذاك.

 

14 - في حوار لابنته "إيمان" قالت: "استغل والدي فرصة وجوده في ألمانيا، وقدم عدة عروض مسرحية باللغة الألمانية لأشهر المؤلفين الألمان كان أهمها، (في المياه العادية) لجونتير جراس، و(في عرض البحر) لأتومير ميرجوك، و(الملك) لألفريد جرمي، لدرجة أبهرت الألمان، حتى أن إحدى الصحف الألمانية كتبت عنه "لقد تألق هذا القادم من النيل فسطع وأشع نورا وتألق الآخرون".

 

15 - أثناء تواجده في مدينة ميونيخ بألمانيا، أسس "عبدالكريم" جالية عربية من الطلاب المصريين والعرب، كان هدفها الأول جمع الأموال وإرسالها لخدمة المجهود الحربي عام 1967، لدرجة أنه باع دبلة زواجه من أجل ذلك الهدف.

 

16 - استطاع "عبدالكريم"، إقناع زملائه في البعثة بمخاطبة الجامعة عدم إرسال أي نفقات لهم، لأنهم قرروا العمل من أجل تخفيف العبء علي الجامعة، وإتاحة الفرصة لاستغلال تلك الأموال للمجهود الحربي.

 

17 - بعد حصول عبدالكريم علي درجة الدكتوراه في كيمياء مقاومة الآفات من ألمانيا، تم تعيينه أستاذا بزراعة مشتهر إحدى قرى مركز طوخ التابع لمحافظة القليوبية، وأقام بقرية إدفينا بالبحيرة.

 

18 - التحق بمعهد السينما قسم إخراج وسيناريو، وكانت الدفعة مكونة من 850 فردا من مختلف الصحفيين والمخرجين والممثلين، فكان أستاذا بالجامعة وطالبا بالمعهد في الوقت نفسه، وكان الأول علي دفعته التي كانت تضم حسن شاه، وأحمد صالح، ومحمد كامل القليوبي، وعبداللطيف زكي.

 

19 - بعد عودته من ألمانيا، قرر عبدالكريم استئناف نشاطه الفني مرة أخرى، وقدم مسرحية "وصية رجل مسطول" إخراج حسن عبدالسلام، وتحكي ابنته عن موقف طريف حدث أثناء هذه المسرحية، حيث دعا عبدالكريم والده لكي يشاهده وهو يمثل، وبعد العرض كان حريصا علي معرفة رأيه فقال له والده: "يا سيد يا ابني أنا عمري في حياتي ما اتشتمت زي الليلة، لأن الناس من إعجابهم كانوا يقولون (حلو قوي الواد ابن الـ…)".

 

20 - شارك بعد ذلك في مسرحية "حسن ونعيمة" علي مسرح "وكالة الغوري"، ومسرحية "البرواز" للمخرج شاكر عبداللطيف.

 

21 - قرر المغامرة بمستقبله المهني كأستاذ في الجامعة، وجسد شخصية "عربجي" في أول مسلسلاته التلفزيونية "النصيب"، وهي شخصية بعيده تماما عن طبيعة مهنته الأساسية، ومع إتقانه للدور وبراعته فيه توالت عليه الأعمال الفنية.

 

22 - آخر أعماله كان عام 2011، في الفيلم الروائي القصير "الغرفة رقم 12"، المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار وإخراج عز الدين سعيد، قال النقاد عن "عبدالكريم" إنه أعيد اكتشافه من جديد، وأدى دوره بامتياز مع سحر رامي، ولطفي لبيب، وأحمد صيام، ففي خلال دقائق معدودة هي زمن المساحة المتاحة له في الفيلم القصير استطاع وضع بصمته بما لا يدع مجالا للشك في أنه الأكفأ والأنسب لأداء الدور المركب المتمثل في رجل يدعى "شوقي" يعشق الوحدة، ويقضي ساعات طويلة بمفرده في غرفته بالفندق يكتب رسائل إلى شخصية مجهولة، ويطرح خطابا إنسانيا بالغ الرقة.

 

23 - رفض النزول لميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، حسبما صرحت ابنته، لأنه كان يرى أن الثورة هي ملك للشباب ولا يجوز اختطافها منهم من أي جهة كانت.

 

24 - توفي عن عمر ناهز 76 عاما في 31 مارس 2012، بعد معاناة طويلة مع المرض استغرقت عدة أشهر، إثر معاناته لمدة 5 سنوات مع مرض القلب، وإصابته بفشل كلوي وجلطات بالمخ، وقالت ابنته إيمان إن والدها تعرض لإهمال شديد في مستشفى عين شمس التخصصي الذي كان يعالج فيه، لذا طلبت نقله إلى المركز الطبي العالمي لأجل إنقاذه، لكن الكثيرين الذين طلبت منهم مساعدتها في نقله لم يبذلوا الجهد الكافي لإتمام هذا النقل.

 

25 - شيعت أسرته جثمانه من مسجد النور، وسط غياب تام من جموع الفنانين المصريين، ولم يحضر تشييع جنازته سوى الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، وأشرف زكى، نقيب الفنانين السابق، والفنان سيد صادق، وأحمد صيام، فقط، بينما تخلف عن الحضور جموع الفنانين والفنانات وأيضا المخرجون الذين عمل معهم الراحل.