جبريل: ما يحدث في ليبيا حالة فوضى عارمة

عربي ودولي

محمود جبريل - رئيس
محمود جبريل - رئيس وزراء ليبيا الأسبق


قال رئيس الوزراء الليبى الأسبق ورئيس تحالف القوى الوطنية الليبية الدكتور، محمود جبريل، إن الدول التي جمدت الأموال الليبية لنْ تُسلم تلك الأموال إلينا، لأن هذه الأموال لديها أكثر من 7 أعوام، ودخلت في دورة مالية واقتصادية في هذه البنوك.

وأضاف جبريل خلال "لقاء خاص"، مع الإعلامي نبيل درويش، المذاع على شاشة "الغد" الإخبارية،: "أنهم كانوا يتعرضون للابتزاز أثناء الانتفاضة عن طريق هذه الأموال، إذ كانت تشترط هذه الدول شراء البضائع منها بتلك الأموال وإلا ستظل مجمدة"، مؤكدًا أن تلك الأموال ستعاد إلي ليبيا عندما تقف ليبيا على قدميها.. ووقتها ستسعى تلك الدول إليها.

وتابع جبريل، أنّه ليس في صالح ليبيا الإفراج عن تلك الأموال بسبب الفساد الموجود حاليًا، مضيفًا: "في عام 2011 سلمت المجلس الوطني الانتقالي 168 مليار دولار.. واليوم الرصيد المتبقي هو 38 مليار دولار".

وأوضح جبريل أن هناك حكومات تُمول الحرب الأهلية الموجودة في ليبيا، إذ نحن نُمول الحرب الأهلية بقوت الشعب الليبي، لافتًا إلى أنه: "لو استطاع غسان سلامة المبعوث الأممي لليبيا أن يقرأ الواقع بشكل حقيقي من واقع ما يكتشفه وليس ما يسمعه واستطاع أن يُحيد الأطراف الخارجية وأن يجمع شمل الليبيين، فمن المؤكد أن تكون فرص نجاحه مُرتفعة".

وأكد جبريل، أن دولة ليبيا أصبحت مبتغاة أغلب قوى التطرف والإرهاب بسبب عدوم وجود دولة على الأرض، متابعًا أن الوضع في ليبيا أصبح  يُهدد الأمن القومي لدول الجوار وأوروبا، مشيرًا إلى أن اتفاق الصخيرات اكتسب شرعيته من الأطراف الدولية، إلا أنه لم يكتسب شرعية من الأطراف الليبية.

وتطرق جبريل إلى أنه بعد الانتصارات التي حققها الجيش في بنغازي سيكون هناك انحصار أكبر في المنطقة الغربية والجنوب، مؤكدًا أن الجيش الليبي يُواجه تحديًا لكونه يبني ذاته بذاته.. ويُواجه الإرهاب رُغم حظر تسليحه.

ومضى يقول: "استراتيجية باراك أوباما كانت كارثية على ليبيا، لكونه جعل بعض الدول الأوروبية  والإقليمية هي التي تتصدر قيادة الملف الليبي، كما أن هذه الدول لديها مصالح مُتعارضة"، قائلاً: "لو كانت دولة واحدة أو مجموعة دول ذات مصلحة مُتجانسة كان من الممكن الوصول إلى حل".
واستطرد جبريل: "لو استمر الأمريكان في نفس المنهج القديم في ليبيا، من ناحية إعطاء القيادة في ليبيا إلى أوروبا  فمن المؤكد أن نستمر في نفس هذا النهج".

وأشار جبريل إلى أن هناك الكثير من حاملي السلاح وقادة الميليشيات مستعدون للتفاوض والبحث عن مخرج، لافتًا إلى أنه: "عندما شكا من التدخلات الغربية لم يستمع له أحد.. كما أنه دفع الثمن غاليًا، بالإضافة إلى أنه تعرض لمحاولات اغتيال"، متمنيًا أنْ يكون عودة الوعي أن تصل لحل يُرضي جميع الأطراف.

ولفت جبريل إلى أن كل من يتصدر المشهد الليبي بشكل مباشر أو غير مباشر أصبح يشعر بالذنب بسبب ما يتعرض له المواطن الليبي، حتى أن بعض المواطنين يرون أن النظام السابق كان أرحم ما يحدث الآن، وما يحدث حاليًا حالة فوضى عارمة أساسها الصراع على الموارد وليس الصراع السياسي.