تزامنًا مع اعتداءات الاحتلال على الأقصى.. مصر والسعودية يوجها خطاب تحذيري لإسرائيل

تقارير وحوارات

الأقصى
الأقصى




تزامنًا مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى اليوم الخميس، ونشوب اشتباكات داخل ساحات المسجد بين قوات الاحتلال ومصلين فلسطينيين، بدأ مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اجتماعًا طارئًا بشأن تلك الأزمة حيث أكد السفير السعودي في مصر ومندوب المملكة لدى الجامعة العربية بأن بلاده تؤيد حق الفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة بالإضافة إلى تأكيدات أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن العرب لن يتخلوا يوما عن الأقصى.

نؤيد حق الفلسطينيين فى إنشاء دولة مستقلة
من جانبه، قال السفير السعودى فى مصر ومندوب المملكة لدى الجامعة العربية، أحمد بن عبد العزيز قطان، إن السعودية تؤيد حق الشعب الفلسطينى فى إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مشددا على أن للمسلمين الحق فى دخول المسجد الأقصى وأداء عباداتهم بأمان.

مقدمة اهتماماتها
وأضاف "قطان"، فى كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، المنعقد بمقر الجامعة العربية اليوم، أن السعودية تعتبر القضية الفلسطينية فى مقدمة اهتماماتها، سعيا لتحقيق السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، وأنها تدعم حق الفلسطينيين فى إنشاء دولة مستقلة لهم عاصمتها القدس، ورغم ترحيب المجتمع الدولى بهذا الأمر، إلا أن إسرائيل تتجاهله تماما، مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أكد خلال اتصاله بعدد من زعماء العالم، ضرورة فتح أبواب المسجد الأقصى للمسلمين وإلغاء القيود المفروضة عليه.

إدانة كافة الأعمال الوحشية والعنصرية
وأشار سفير خاد الحرمين الشريفين فى كلمته، إلى أن المملكة العربية السعودية تدين كل الأعمال الوحشية والعنصرية التى يمارسها النظام الإسرائيلى، والصمت الغريب من المجتمع الدولى، والسماح باستمرار الأفعال المشينة فى حق الفلسطينيين، متابعا: "هذا انتهاك سافر لحقوق الإنسان، واستفزاز لمشاعر المسلمين فى كل أنحاء المعمورة، لذا تطالب المملكة المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته، وإلا ستتطور الأوضاع وتكون العاقبة سيئة للغاية، لا سيما أمام غضب المسلمين فى أنحاء الأرض"، مشددا على أن السعودية تطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطينى ووضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلى.

لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى
كما أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العرب لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى المُبارك أو الحرم القدسي الشريف قائلا:"إذا دعانا الأقصى فكلُنا يلبي النداء بلا تردد أو تهاون أو تأخير".

مناقشة التصعيد الإسرائيلي
وشدد أبو الغيط، خلال كلمته فى الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية اليوم، والخاص بمناقشة التصعيد الإسرائيلي الخطير  في مدينة القُدس، على أنه يخطئ من يظنُ أن الأقصى يعني الفلسطينيين وحدهم بحكم أنه يُعد جزءاً من وطنهم المحتل، مؤكدا أن هذه البُقعة المباركة هي عنوانٌ لهويتنا العربية والإسلامية، وإليها تتطلع أفئدة العرب والمسلمين جميعاً، وبها تتعلق أرواحهم وعلى حجارتها الطاهرة تشكل وجدانهم الدينى والروحى.

قلوب العرب والمسلمين مُعلقةٌ
وتابع:" قلوب العرب والمسلمين جمعياً مُعلقةٌ منذ أربعة عشر قرناً بأولى القبلتين وثالث الحرمين، وعيونهم تتطلع إلى هذه الأرض المُقدسة بكل خشوع ومحبة وإيمان"، وجدد أبو الغيط التأكيد على أن القدس خطٌ أحمر لا نسمح لأيٍّ كان بتجاوزه. ولا نقبل أن يكون واقع الاحتلال المرفوض منّا، ومن العالم أجمع، مُقدمة لتغيير الوضع القائم في هذه البُقعة الشريفة المباركة. وأن القدس الشرقية، مثلها مثل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في الخامس من يونيو 1967، هي أرضٌ محتلة، ولا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسى أو المسجد الأقصى المُبارك، لا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة.. ومحاولة فرضها بالقوة وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنار، ولن يكون من شأنها سوى إشعال فتيل حربٍ دينية وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين بكل ما ينطوى عليك ذلك من مخاطر لابد أن يكون الجميعُ على وعيٍ بها.
 
تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية
وأكد أبو الغيط أن تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية وغير القانونية، وإن كان يُمثل حلاً للأزمة التى افتعلتها، إلا أنه لا يعنى أن نهج الاحتلال نفسه قد تغير، فجميعُنا يتابع المخططات الإسرائيلية الحثيثة منذ سنوات طوال لتهويد القُدس الشرقية عبر تكثيف البناء الاستيطاني بها، والسعي إلى تغيير طابعها العربي والإسلامي من خلال أعمال الحفر والتنقيب الخطيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، بحثاً عن معالم يهودية لا دليل علمياً على وجودها، وجميعنا يُتابع ما يتعرض له سُكان القُدس من قمع وحصار وتضييق بغرض دفعهم لمُغادرة المدينة حتى تصير يهودية خالصة، ولم تكن الإجراءات الأخيرة في مُحيط الحرم القُدسي سوى حلقة في سلسلة متصلة من هذه السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض السيطرة والسيادة على المدينة المُقدسة، وحصار سكانها من العرب والمسلمين.