الرئيس يفاجئ الجميع ويتجول بسيارته سرًا ويكشف المستور فى قلب الإسكندرية

منوعات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي



يعد هذا الأسبوع استثنائيا في تاريخ محافظة الإسكندرية، حيث تتزين المدينة - المريضة - لاستقبال رئيس الجمهورية الذي قرر البقاء بها لمدة أسبوع لافتتاح أكبر قاعدة عسكرية وهي قاعدة محمد نجيب التي حضر افتتاحها وفود من أنحاء العالم ليشهدوا الإنجاز الضخم وفي ذات الوقت لحضور مؤتمر الشباب.


تزامن وجود الرئيس مع افتتاح البطولة العربية الأحد الماضى، ومع افتتاح الموسم الصيفى للأوبرا، ما يعنى أن حكومة مصر عن بكرة أبيها بكتابها ومثقفيها وزائريها بالمحافظة، لذلك قام محمد سلطان محافظ الإسكندرية ومعاونوه بتجميل وجه المدينة العجوز حتى يبدو أمام السيد الرئيس أنه يكد، على طريقة مديرة المنزل «لفظ متأدب» التى تنظف المنزل وأن تقوم سريعا عندما تعلم فجأة أن صاحبة البيت قادمة بإخفاء القمامة خلف السجادة حتى يبدو البيت أنيقا من ظاهره هذا هو التشبيه الصحيح الحقيقى لما حدث وقام به السيد محافظ الثغر.


لكن على مين؟ السيد المحافظ اللى نايم فى العسل ولا يقدم ولا يؤخر شيئا كما أرى كمواطنة سكندرية والسادة رؤساء الأحياء منهم لله، ولتجميل الجميع وجوههم قاموا بطلاء أعمدة الإنارة وإزالة القمامة من الكورنيش من الأماكن التى سيمر بها الرئيس. 

فقام سيادة الرئيس - الذى قرر النزول فى استراحة الرئاسة بالمعمورة - باستخدام سيارة شيروكى ونزل بنفسه يوم الجمعة وتجول فى شوارع المدينة الداخلية ليرى بطن المدينة الحقيقى وما فعله محافظوها السابقون على مدار السنوات الماضية وما حدث بتلك المارية الجميلة التى حولها المسئولون مع موظفى الأحياء إلى مناظر مؤسفة بعد هدم الفيللات الأثرية وبناء عمائر شاهقة مكانها وطوابق بالعشرين دورا فى شوارع لا تتعدى المترين.

رأى الرئيس بعينه ما آل إليه الحال من عشوائية وكيف أن كل محافظ يأتى يقول وأنا مالى، من يأتى أولوياته هى توطيد علاقاته برجال الأعمال وحضور الندوات مثل طارق المهدى أو آخر يأتى ويفتح ملفات التسوية بمشروعات قائمة بالمدينة ويجامل «واخدلى بالك» ويجامل مثل رضا فرحات أو آخر ظل يحضر ندوات مثل هانى المسيرى وهكذا المدينة تبدلت معالمها لا شوارع كما هى ولا فيللات راقية ولا عمائر ذات طابع وادخل على المناطق الشعبية غابات خرسانية.\


أما الكورنيش حدث ولا حرج تحول إلى «لا بحر» منذ أيام طارق المهدى الذى أجر الممشى الذى كان مخصصا للمواطنين لكافيتريات أخفت منظر البحر، صحيح بناء بالخشب لكن انظروا لم يعد هناك إلا بقايا كورنيش وبقايا بحر، اختفى البحر وكل هيئة أخذت واستقطعت وبنت ولا أحد يقدر يقول «بم» شاهد الرئيس ذلك وحسب المعلومات المسربة أن تغييرات سوف تتم وأن الدنيا هتتغير «يارب».


تجول سيادته بسيارة صباح الجمعة فاكتشف المستور


كانت مجرد مصادفة أن أكون خميس الأسبوع الماضى فى منطقة بحرى لأشاهد بعد عصر ذات اليوم مناظر يدمى لها الجبين مواطنون بأسرهم يفترشون الأرصفة ومواقد وحلل وسجاجيد وبطاطين ومخدرات وأكل وشرب ونوم وقضاء حاجة أيضا بالشارع وشباب خارج من البحر وملاءات يمسك بها اثنان من الجهات المختلفة حتى تستخدم كستار لتبديل الملابس بالشارع.


فقمت برفع عينة من تلك الصور على صفحتى الشخصية بالفيس بوك. لكن بعض السادة من مسئولى محافظة الإسكندرية السابقين اعتقدوا أنها صور قديمة من أيام الإخوان ولما أكدت إن أنا التى التقطتها فى نفس الأسبوع لم يصدق أن تلك المشاهد صيف الإسكندرية «2017» المهم كان لتلك الصور معنى آخر عند المستشار الجليل محافظ القليوبية والمنوفية الأسبق «عدلى حسين» المستشار الجليل كاد يبكى من تلك المشاهد فى هذه الصور ليفاجئنى عبر اتصال هاتفى بحقائق محزنة أضعها بين أيدى مسئولى الدولة.


وهى أن سيادته رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية منذ «16» عاما بالانتخاب ومقرها باليرمو بإيطاليا وتضم «400» محافظ وعمدة وحاكم إقليم من دول حوض البحر المتوسط وتضم هذه اللجنة لجانا رئيسية فى الإدارة المحلية والبيئة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتنمية وكان آخر أعمالها إصدار ميثاق المساواة بين الرجل والمرأة فى اجتماع مدريد الأخير، ذلك الاجتماع الذى كان فى عهد المحافظ السابق رضا فرحات ولم تكن الإسكندرية مدينة حوض البحر المتوسط ممثلة فيه.


وكما شرح لى المستشار الجليل فإنه اتصل بالمحافظ السابق للإسكندرية رضا فرحات حتى يفوضه أن يتحدث باسم المدينة حتى يستطيع إدراج منحة لها ووضعها على خريطة وجدول أعمال تلك اللجنة العريقة لكن مع الأسف لا حياة لمن تنادى فاضطر - لاحظوا الكلام الخطير التالى - إلى الاتصال والتواصل مع وزير التنمية المحلية - وقتها - أحمد زكى بدر ليكلم رضا فرحات ليرسل له تفويضا بالحديث باسم المحافظ وممثلا عنه فى مؤتمر مدريد الأخير وقد كان.


هذه هى الإدارة المحلية، وهؤلاء هم محافظونا الذين يتوافدون على المدينة الباكية واحدا تلو الآخر، حتى ضاعت فقام المستشار عدلى حسين بتمثيل الإسكندرية الذى وجد أن سيادة المحافظ وكافة مسئوليها لا يعنيهم أى شىء والشىء المحزن وهو يتحدث أن هناك «تور» رحلة سياحية تقوم بها اللجنة لمدن حوض البحر المتوسط من خلال برامج لشركات سياحية كبرى بأوروبا يقومون بزيارة كل المدن القابعة على حوض البحر المتوسط.


ومع الأسف الشديد لا يوجد فى برنامج تلك الرحلة التى تبدأ باليخوت والعودة بالطائرة لا يوجد مكان للإسكندرية، الرجل حزين على وضع المدينة التى يتابع شخصيا خطوات انحدار وضياع وضعها السياحى خارج مصر ولا اهتمام من مسئوليها بشكلها ووضعها خارج حدود مصر الرجل استجدى من المحافظ السابق رضا فرحات تفويضا يتحدث باسم المدينة عندما وجد «400» محافظ وعمدة من كل حوض البحر المتوسط فى مدريد وكل واحد بيسوق لمدينته وعايز لها منحة.


نخوته ووطنيته المصرية أملت عليه يكلم المحافظ الذى طنش فاضطر يكلم وزير التنمية وهو الرئيس المباشر للمحافظ والذى كان قد أحضره، هى دى طريقة الإدارة لمحافظات مصر والإسكندرية، الرئيس لن يقوم بكل شىء الرجل يفعل ما يستطيع ويتابع وينزل ويرى ولكن مع الأسف المحافظون والمسئولون ليس لهم إلا الله وحده.


يؤكد المستشار عدلى حسين رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية أن الإسكندرية غابت عن تلك المنتديات والتى يأمل أن تظهر مرة أخرى ليس بإرسال مندوب يأخذ بدل سفر والذى منه ولكن يريد أن تظهر المدينة على الخريطة السياحية ويتم التسويق لها وأخذ منح لها لتطوير وضعها وشكلها السياحى ولكن سيدى المستشار الجليل المصيبة الكبرى هى الروتين، وجاء محافظ وراح محافظ والمدينة غابت عن الخريطة وعن الوجدان.


لماذا لا تتم الاستفادة من جليل القدر عدلى حسين ليتولى لجنة ولتكن تابعة للرئاسة تتولى تطوير الإسكندرية العاصمة الثانية ويضع لها خطة وخريطة لتنفيذها سواء جاء محافظ ما أو بقى، يظل هو كما هو ينفذ خطته بإعادة المدينة لوضعها الحقيقى مجرد اقتراح يارب يتم، ويبقى السؤال متى سيتم إنقاذ الإسكندرية متى ستتم إزالة التعديات متى ستتم إعادة البحر لأهله متى سيتم تنظيف شوارعها متى سنرى الفيللات مرة أخرى وسط شوارعها القديمة؟، متى سنرى سيارات الرش تغسل شوارعها فتعود كالطبق البنور؟، متى سيأتى مسئولون إليها لا يبغون إلا وجه الله وليس إقامة علاقات مع رجال أعمال ومصادقتهم وتخليص مصالح هؤلاء واستقطاع جزء من أرض البلد له أو ترك مليارات مفترض أن تدخل خزينة الدولة كل هذا حتى يضمن لنفسه مكانا بعد الخروج من الخدمة ليكون مستشارا مثلا.


وهذا هو وضع عدد كبير من مسئولى المدينة الذين يعملون مستشارين مستترين لعدد من رجال الأعمال ذوى المشاكل الكثيرة والذين أقاموا لهم تسويات جائرة أو غضوا الطرف عن مشاكل خاصة بهم أو سهلوا لهم الانتفاع بمرافق الدولة وتحويلها لمنفعة خاصة وليصرخ من يصرخ، الورق ورقهم والدفاتر دفاترهم.


إنهم أضاعوا الإسكندرية وآن الأوان ربما بتلك الزيارة الرائعة للرئيس أن تتم إعادة ترتيب الأوراق وجمع محبيها وإعادتها كما كانت من 30 عاما لأهلها لأنها ضاعت منذ ذلك التاريخ.