هيثم فهر التاجي يكتب: هل كان ربيعٌ عبري أم خريفٌ عربي يا أهل الشرق الكرام؟

ركن القراء

هيثم فخر التاجي
هيثم فخر التاجي


قبل كل شئ فعلينا أن لا نغفل ملاعب الثورات وميادين الحريات كما كانوا يطلقون عليهم
" تونس مصر ليبيا اليمن سوريا " الآن وأنا بصدد سرد كلماتي وترتيب حروفي حتي أكتب تلك أسماء تلك البلدان العزيزة علي قلبي سرحت بخيالي وعبرت بذكرياتي وسافرت بآلة الزمن إلي الوراء حتي وجدت نفسي مذهولاً صامتاً متفاجاً من ويلات الواقع المقترنة بالندب علي الماضي .. فأين أنا وما هذه البلدان ومن هؤلاء الناس ؟؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهني وأنا بالعالم الماضي بذكرياتي وخيالي وسرد ما كان به بحلوه ومره وأسئلة تناقض تلك الأسئلة وأنا بالعالم الحالي بالواقع الغريب بنفس الأرض والشعب مع إختلاف تفكيرهم وتبدل عقولهم وإستنساخ أرواحهم .. فما الذي حدث وكيف كنا بهذا الحب والإستقرار والإخوة والإعتصام ومن الذي زرع كل هذه الفرقة والإكراه إستباحة الدماء والإقتتال دمار البلاد والعباد هدم المؤسسات والإقتصاد ؟؟ من وكيف ولماذ ومتي وعلامات إستفهام كثيرة لا يوجد لها أجوبة ولا منطق يثار ؟ فأين مصر المستقرة المتوحدة أم الدنيا المزدهرة بحب وتلاحم جميع أبنائها ؟ أين ليبيا أرض المختار ضاربة ملاحم الصمود والإتحاد بوجه كل إحتلال من أجل الكرامة والتوحد بهم دون أي غريب وسطهم ؟ أين اليمن السعيد النقي صاحب أنهار العسل والحلي والجمال ؟ أين سوريا أرض الحضارة والعلم بنت بلاد الشام ؟ أين تونس الخضراء الراقية بشعبها والمعروفة بعروبتها وقوميتها بين إخوتها العرب ؟ ولا أتحدث عن أرض بغداد المحاطة اليوم بالعرقيات والإرهاب ولا أرض السودان المنقسمة الآن لجنوب وشمال ولا فلسطين الأبية بوجه الاحتلال .. فإسرحوا بخيالكم وسافروا بعقولكم للدهر القريب الماضي ولا تنسوا تغمضوا أعينكم فإن فعلتوا ذلك - فوالله سوف تجيبكم قلوبكم قبل نطق ألسنتكم ولتحدثكم دموع أعنيكم قبل النقاش والجدال .

فكنا أمة واحدة راسخة متماسكة معتصمين بوحدة ديننا بمواطنتنا بعروبتنا نمتلك الجيوش الراسخة الإقتصاد المستقر الحب المتبادل الود الغير مقنع وفوق هذا وألف هذا أرضنا العربية لن ترتوي بدمائنا لن تسد جوعها بجثث بنو أوطاننا لم تنهك جيوشنا ولم يتبدد إقتصادنا ولم تعرف الفرقة طريق لنا .. والله ما يجوب في صدري الآن لم يكفيه ألف مقال وكتاب حزن وحسرة وويل علي وصلنا له وتطرقنا إليه بمضينا نحوه .. الآن فتحوا أعينكم وإرجعوا مرة آخري بآلة الزمن من الماضي القريب للواقع الحزين لكي تجاوبوا علي السؤال محل المقال ..
بهل كان ربيع عبري أم خريف عربي يا أهل الشرق الكرام ؟