عبدالمجيد حسن يكتب: الربيع القطري!

مقالات الرأي

عبدالمجيد حسن
عبدالمجيد حسن


لا يخفى على أحدًا الدور الذي لعبته قطر، إبان ثورات الربيع العربي، التي ضربت بعض الدول في المنطقة العربية، بدءًا من تونس، ثم مصر، واليمن، وسوريا، وليبيا.

ولعبت حينها شبكة الجزيرة الفضائية، دورًا كبيرًا في إشعال الصراع داخل تلك الدول التي ضربها الربيع العربي، وفي نفس الوقت عملت على تقديم "الدوحة"، على أنها بلد مزدهر اقتصاديًا.

ويعلم الجميع الدور القطري القذر، حيث قامت بتعبئة العرب، للتدخل الدولي في لييبا للإطاحة بنظام معمر القذافي، ومن ثم التعبئة لضرورة عزل بشار الأسد ونظامه من سوريا. 

هذا هو حال دويلة صغيرة، لا تمتلك مقومات الدولة القوية، ولكنها تحكمت في مصير دول أخرى، عن طريق التدخل في شئونها، ناهيك عن دعم المتطرفين والإرهابيين داخلها من أجل إسقاط تلك الدول.

ولكن لماذا تفعل قطر ذلك؟.. الإجابة في غاية الصعوبة بالنسبة للبعض ولكن من يقرأ في بطون الأمور، فعليه أن يقرأ في تاريخ علاقات الدوحة مع الكيان الصهيوني، التي بدأت بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996، وحينها افتتحا المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

ولذلك فالإجابة ليس عند جبهة النصرة في سوريا، أو تنظيم داعش، أو جماعة الإخوان في مصر، أو الميلشيات الإرهابية في ليبيا، ولكن الإجابة لدى "تميم" ووالده، الذين اختاروا أحضان إسرائيل، ومن ثم تركيا وإيران لكي يخلقوا إمبراطورية قطرية وهمية في الوطن العربي.

ولذلك اختارت قطر، دعم المتطرفين والإرهابيين ضمن مخطط كبير لنشر الشر داخل منطقة الشرق الأوسط، فتارة تلعب قطر لصالح الكيان الصهيوني، وتارة أخرى تلعب لصالح الفرس!

وقفة العرب!.. كان لا بد من كبر الدول العربية، الوقوف صفًا واحدًا تجاه الأفعال القطرية، من تمويل وإيواء الإرهابيين، ناهيك عن التدخل في شئون دول المنطقة.

تلك الوقفة العربية لا بد أن تؤثر على الشعب القطري، الذي يجب أن يثور تجاه أفعال نظام تميم بن حمد، و"الحمدين" من قبله (حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم).

وهنا يجب أن يقف الشعب القطري، صفًا واحدًا، ليثور على إرهاب "تميم" وتصرفاته الصبيانية، من تجنيس للإرهابيين، قبل أن تصبح "الدوحة" مستعمرة تركية، أو إيرانية، فثوروا ياشعب قطر الكريم واصنعوا المجد، اصنعوا ربيعًا آخرًا في الوطن العربي، ثوروا من أجل الربيع القطري!