تعرف على أهم معالم مصر التاريخية

منوعات

أهرامات الجيزة -
أهرامات الجيزة - أرشيفية


تعتبرُ مصر بلدًا زاخرًا بالحضارة الإنسانية، حيثُ كان الإنسان المصري القديم مبدعًا، وقدم أعمالًا عظيمة جعلت الحضارة في مصر سابقة للكثير من حضارات العالم؛ فهي حضارةٌ أبهرت العلماء بابتكاراتها وفنونها وعمارتها وفكرها.

وكانت مصر أول دولةٍعرفت أُسس الكتابة، واخترعت الحروف والرموز الهيروغليفية في العالم القديم، ممّا ساعدَ المصريّين القدماء على تسجيل وتدوين التّاريخ القديم الذي عاشوه وصنعوه، وبهذه السّابقة انتقلت مصرُ من حقبة عصور ما قبل التّاريخ لتصبِح أوّل دولة في العالم تملِكُ تاريخاً مكتوباً، ولأجل ذلك عُدَّت أُمّاً لكافّة الحضارات الإنسانية، الأمر الذي جعلها واحدةً من أبرز الوجهات السياحيّة التي يتّجه لها السُّياح والزوّار.


ترك المصريّون القدماء آثاراً مُبهرةً تستحقُّ المشاهدة، ومنها:

الأهرامات:

تقعُ الأهرامات في مُحافظة الجيزة بهضبةٍ تُسمّى هضبةَ الجيزة، وذلك على الضّفة الغربية لنهر النّيل الشّهير، وقد تمَّ بناؤها قبل ما يُقارب 25 قرناً قبل الميلاد، وتتكوّن من ثلاثة أهرام، هي هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهم من أبرز ملوك العهد القديم وخلفاء الملك سنفرو مُؤسّس السلالة الرابعة الذي بُنِيَ في عهده أول هرمٍ بمعناه الصّحيح.

استُخدِمت الأهرام كمقابرَ ملكيّةٍ سُميّت باسم بالملك الذي بُني في عهده ودُفن فيه بعد موته، ويُعدّ أسلوب البناء الهرميّ مرحلةٌ من مراحل تطوّر وازدهار عمارة المقابر؛ حيثُ بدأتْ المقابر بحفرٍ صغيرةٍ تحوّلت فيما بعد لحجرة تحت مستوى الأرض ثم إلى غرفٍ فوقها مصطبة، ومن ثمّ تطوّرت للهرم المُدرّج الذي بُني في سقارة، وتلا ذلك هرمين للملك سنفرو، جاء بعدهما هرم خوفو، وتبعه الهرمين خفرع ومنقرع.[٢]
تمثال أبو الهول: هُو التّمثال الضّخم الذي يرقدُ منذُ زمنٍ بعيد قرب أهرامات الجيزة بشكله غير المألوف، حيث يتكوّن شكل أبي الهول من جسدِ أسدٍ ورأس إنسان؛ وذلك ليكون له قوّة الأسد وحكمة الإنسان،[٤] ويقع على هضبةِ الجيزة، كما ينظرُ شرقاً باتّجاه سيناء.[٥]
يبلُغ ارتفاع أبي الهول 20 متراً، وطوله 73متراً، وعرضه 6 أمتار،[٥]وقد نحت المصريّون القدماء هذا التمثال ليُوكِلوا إليه مَهمّة حراسة المقابر في أهرام الجيزة، ويَعتقدُ العلماء أنّ التمثال يحملُ ملامح الملك خفرع الذي بنى الهرم الثاني.

معبد أبو سمبل: بُني معبدُ أبي سمبل منذُ 3000 عام، حيثُ استغرقت عمليّة بنائه وقتاً تجاوز العشرين عاماً، ليكونَ رمزاً ومثالاً يُبيّن اعتزاز رمسيس الثاني فرعون مصر بنفسه، كما بُني كذلك تخليداً لذكرى زوجته نفرتاري وللآلهة المصريّة القديمة. ويظهرُ جليّاً في بنائه دقّة وبراعة المُهندسين في تلك الفترة؛ إذ تتعامد أشّعة الشّمس الساقطة على التّمثال في كلِّ عامٍ مرّتين، وهما: في يوم 22 فبراير في مناسبة جلوس الملك على العرش، وفي يوم 22 أكتوبر في مناسبة مولده. وقد تكرّرت هذه المشاهد على مدى 3 آلاف سنة دون أن تُخلفَ الشّمس موعدها مع التمثال في هذين اليومين.

المَتحفُ المصريّ: يُعتبرُ المَتحفُ المصريّ الذي يقعُ في مدينة القاهرة أعرَق مَتاحِف الآثار المُتعلّقة بالحضارة المصريّة القديمة في العالم؛ وذلك لأنّه يضمّ مجموعةً كبيرةً من الآثار المصريّة الفرعونيّة النّادرة، كما يتميّز عن باقي متاحف الآثار المصرية الأخرى بأنّه بُني ليكون مَتحفاً بعكسِ الكثير من المَتاحف العالميّة التي تحوّلت لمَتاحف بعد كونها قصوراً أو مبانٍ فخمة كما المَتحف البريطاني في لندن ومَتحف اللّوفرفي باريس.


جامع الأزهر الشريف:

يُعتبر الجامعُ الأزهر أهمّ جوامع مصرَ وأبرزها في العالم الإسلاميّ، وهو جامعٌ وجامعَةٌ منذ ما يتجاوز 1000 عام، وقد أُنشِئ لهدفِ نشرِ المذهب الشيعيّ حينما فتح جوهر الصقليّ -أول الخلفاءالفاطميين بمصر- مصراً، لكنّه الآن باتَ يُدرّس المذهب السُّنيّ. يُعدُّ أولَ جامعٍ بُني في مدينة القاهرة وأقدم أثرٍ قائمٍ للفاطميين في مصر.[٨]


اختلفَ العُلماء والمُؤرّخون في سبب تسمية هذه الجامع وأصل التسمية، وقد رجحَ أنّه سُميّ بذلك نسبة وتيمُّناً ببنت الرّسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام- فاطمة الزّهراء.[٨] من أبرزِ العُلماء الذين اتَّصل اسم الأزهر بأسمائهم:[٨]

ابن حجر العسقلانيّ.
القلقشنديّ.
ابن خلدون.
السخاوي.


مسجد عمرو بن العاص
يُعدُّ مسجد عمرو بن العاص الركيزة الإسلاميّة الأولى في مدينة القاهرة عاصمة مصر، ولقيمته الأثريّة ودوره التاريخيّ والحضاريّ في كافّة مناحي الحياة والمجالات سُميّ بالعديد من الأسماء وأطلقَ عليه العديد من الألقاب، منها: الجامع العتيق، ومسجد الفتح، وجامع مصر، وتاج الجوامع، وقطب سماء الجوامع.[٩]


وهو كذلك أولُّ جامعةٍ إسلاميّة سابقاً بذلك جامعات الزيتونةوالقيروان والأزهر، وتلقّى فيه الطُّلاب العلوم المُختلفة، كعلوم اللغة العربية والدين الإسلاميّ، وهو الشّاهد الإسلاميّ الوحيد الذي تبقّى من فترة الفتح الإسلامي لمصر، من أشهرِ العلماء الذي تتلمذوا فيه: [الإمام الشافعي - السيدة نفيسة - الليث بن سعد - العزّ بن عبد السلام]


قصر عابدين وقصر القبّة:

شَيّد الخديوي إسماعيل قصرَ القُبّة الذي يُشتهر بقصرِ القاهرة، وقد بدأ بناؤه عام 1842م، ويعودُ اسمه لاسم المنطقةِ التي بُني فيها حيثُ تُعدُّ تسمية القصور باسم المنطقة الموجود فيها من عادة أمراءِ الأُسر العلويّة، كقصر عابدين كذلك وقصر شبر والنزهة.

كان قصرَ القُبّة المقرَّ الخاصّ لإقامة الملك، بينما كان قصرُ عابدين مقرّ الحُكم الرسميّ، ممّا يُفسِّر قلّة حدوث الأحداث السياسيّة الهامّة في قصر القبة، وممّا يُفسِّر أيضاً إقامة أفراح الأسرة الحاكمة فيه، حيثُ لا يحتوي قصر القبّة على الكثير من القاعات الفخمة كقصر عابدين الذي يحوي القاعة البيزنطيّة وقاعة العرش، إلّا أنّه يحوي 425 غرفةً تتّصف بالجمال والفنّ والإبداع، ومن أهمّ قاعته قاعة المَصاحف المُصمّمة على الطّراز الإسلاميّ، حيثُ تحوي مَصاحف نادرةً أبرزها نسخةٌ من مصحف الصحابيّ عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-.

وبحسبِ المؤرّخ د.محمود الجوهريّ فإنّ قصر القبّة يحتلُّ المركز الثاني من حيث أهميّة القصور التاريخيّة في مصر، حيثُ كان حُكّام أسرة محمد علي يُفضِّلون ويروق لهم قصر القبة أكثر من قصر عابدين؛ لأنّ القبّة كان يقعُ في مكانٍ بعيدٍ عن ضجيج وصخبِ وسط القاهرة، كما أنّه كان بعيداً عن أنظار الصحفيّين والفضوليّين لإحاطته بسورٍ هائل الارتفاع، حيثُ أمرَ الملك فاروق ببناء هذا القصر عام 1942م.


نهر النّيل العظيم:

يُعدُّ نهر النيل ثانيَ أطولَ نهرٍ في العالم، حيثُ يبلُغ طوله 6690 كيلومتراً من منبعه في بحيرة تنجانيقا وحتّى مكان مصبّه، ويفصلُ أرضَ مصرَ من جنوبها إلى شمالها، وينفصلُ بعد ذلك ليتفرّع في فرعين هما دمياط ورشيد، ويصبّان في البحر الأبيضِ المتوسِّط، يمدُّ نهر النيل أرضَ مصرَ بالحياة والازدهار والنّماء، وقد ظهرَ هذا جليّاً فيما قاله هيرودوت المؤرخ اليونانيّ: (مصر هبة النيل)، حيثُ تعتمدُ عليه مصر في كثيرٍ من المجالات كمجال الزراعة والصِّناعة وتوليد الطّاقة.


قناة السّويس:

تُعدُّ مصر أوّل دولةٍ في التّاريخ قامت بشقِّ قناةٍ صناعيّة في أرضها، وقد تمّ ذلك في فترة حُكم الملك سنوسرت الثالث لأجلِ وصلِ نهر النّيل بالبحر الأحمر، وقد تم افتتاحُ القناة عامَ 1874 قبل الميلاد، وقد تطوّرت الفكرة ليتم افتتاح قناة السويس التي تربط البحر المُتوسّط عند منطقة بورسعيد بالبحر الأحمر عند منطقة السويس في عهد الخديويّ إسماعيل عام 1869م.

تمدُّ القناة مصر بالكثير؛ فهي تُساعد إمداد الجمهوريّة بالدّخل القومي المصريّ الذي يذهبُ مباشرةً لخزينة الدّولة من خلال العملة الصعبة، كما تُتيح للشّباب المصريّ فرصَ عملٍ عديدة.