مآسي مواطني صفط اللبن.. مفيش خدمات ومعاناة بمعنى الكلمة (فيديو وصور)

الفجر السياسي

أحد أهالي صفط اللبن
أحد أهالي صفط اللبن


تعاني منطقة صفط اللبن من افتقارها للحياة الآدمية، حيث يسكنها 350 ألف مواطن يعانون من انعدام الخدمات الأساسية تتنوع بين خدمة المياه، التموين، الطرق، المدارس، والمواصلات، بالإضافة إلى انهيار البنية التحتية بالمنطقة، فضلاً عن أطنان القمامة المنتشرة في أنحاء الشوارع تتخذ مكانها وتمكث كما يمكث سكان المنطقة، والتي تحتضن بين ثناياها محبس الغاز وغرفة الكهرباء الرئيسيين، فضلاً عن أن دائرة صفط اللبن جزء منها تابع لحي بولاق الدكرور والجزء الآخر تابع لكرداسة، فيقوم حي بولاق الدكرور بتحصيل فواتير كل من الغاز، المهرباء، والمياه، بينما إذا أراد أحد المواطنين الحصول على خدمات أخرى يتوجهوا إلى دائرة حي كرداسة إذ يصفون أنفسهم بالمغضوب عليهم لافتقارهم الحياة الآدمية.

إذ أن المياه لا تصل المنطقة سوى ساعتين فقط يوميًا من الساعة الثالثة والنصف عصرًا وحتى الساعة الخامسة بحد أقصى، حيث تطالب الوحدة المحلية المواطنين بسداد فواتير المياه التي لا تزورهم سوى ساعتين، وبالرغم من أن 90% من الوحدات السكنية ليس لديهم عداد مياه إلا أن الوحدة تقدر الاستهلاك تقديرًا جزافيًا، فإذا كان هناك عقار سكني  به 5 شقق، يقدر الاستهلاك بـ500 جنيه شهريًا أي 6000جنيه سنويًا، كما أن هناك خزان مياه تحت الإنشاء منذ عام 2007 حتى الآن لم يعمل، حيث وجد فيه مشكلة عند تجربته بأنه يسرب مياه ويحتاج إلى بعض التعديلات، والذي بدوره يمكن أن يغذي منطقة صفط اللبن بأكملها ولمنه لم يتم الانتهاء منه بعد، وبذلك استغرق انشاؤه عشر سنوات.

يقول المواطن أحمد فرج: "احنا عارفين إن المياه مالهاش لون ولا طعم ولا رائحة، إحنا المياه بتيجي عندنا ساعتين فقط في اليوم وباقي اليوم مش بنشوفها، والمنازل اللي مافيهاش عداد مياه قدموا على عدادات منذ زمن الزمن ولسه ماتركبش العدادات لحاد دلوقتي ولما بنروح نسأل على تركيب العدادات يتهربوا مننا شوية يقولوا العدادات مش موجودة وشوية هتركب الشهر الجاي، والناس هنا مغلوبين على أمرهم بيدفعوا الفواتير".

كما أن الشوارع متهالكة وليست مرصوفة وتخلو من أعمدة الإنارة، فيجد المارة صعوبة في السير في تلك الشوارع، إذ يتعرض المسنون من الرجال والسيدات للسقوط في الشارع بسبب عدم القدرة على المشي فيه، ومن هنا تأتي تلك المشكلة نتيجة لمعضلة أخرى، حيث أنه عند تعاقد سكان دائرة صفط اللبن منذ أربع سنوات مع شركة الغاز الطبيعي لكي تصل الخدمة إلى المنطقة تعاقدوا على أنهم يتسلموا الشوارع مُبلطة بعد الانتهاء من تركيب المواسير، وعند الانتهاء من التركيب منذ ستة أشهر إلى الآن لم يتم رصف الطرق بالطريقة المتفق عليها عند التعاقد، إذ ذهب السكان لشركة الغاز ليتساءلوا عن رصف الطرق جاء ردهم بأنهم أرسلوا مبالغ الرصف إلى حي بولاق الدكرور، فذهبوا إلى الحي ليسألوا عن المبالغ فرد عليهم الحي بعدم استلامهم أية مبالغ من شركة الغاز، وبين هذا وذاك يعاني المواطنين من تهالك الطرق.

يقول المواطن "أيمن": "الناس الكبيرة اللي فوق ال40سنة بيمشوا في الشارع يقعوا من الشوارع المكسرة والمطبات في الشارع وبنتحايل على شركة الغاز وحي بولاق الدكرور عشان نعرف امتى هيبلطوا الطرق مش بيستجيبوا وكل واحد فيهم يخلي مسئوليته من رصف الطرق"، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 50 شارع سد بالمنطقة يمثلون قنابل موقوتة لسكانهم، ففي حالة حدوث حريق بالشارع لا يمكن لسيارات الإطفاء الدخول لتلك الشوارع السد، كما أن تلك الشوارع ليس بها حنفيات حريق تستطيع بدورها أن تخمد الحرائق بتلك الشوارع.

أما عن خدمة الكهرباء، يأتي محصل الكهرباء يقدر الاستهلاك جزافيًا كما هو الحال في الغاز، حيث ينده المحصل على أسماء المواطنين من الشارع دون أن يذهب إلى تحصيل الاستهلاك من كل شقة فتأتي تكلفة الاستهلاك متنافية تماماً مع مقدار الاستهلاك الفعلي للكهرباء، فعند تقديم الأهالي شكوى لشركة الكهرباء بضرورة قراءة عدادات الكهرباء لمعرفة فيمة الاستهلاك الفعلي لكل شقة، كان رد شركة الكهرباء بعدم وجود كشافين بالشركة للذهاب لقراءة العدادات.

يقول "أيمن": "شقتي بييجي لها استهلاك 169جنيه شهريًا وأنا ماعنديش تكييفات ولا الحواري دي كلها فيها تكييف واحد واما روحت شركة الكهرباء قالوا لي مافيش كشافين اللي موجود محصلين بس فإزاي يطالبني المحصل بالفاتورة وهو مش قارئ استهلاك العداد، وألاقي الشركة بتقولي اتصل بينا ابعت لنا القراية واحنا هنبعتلك الفاتورة".

من ناحية أخرى يوجد بفصول المدارس بالمنطقة ما يزيد عن 180 طالبًا بالفصل الواحد، فإذا أراد ولي الأمر إلحاق ابنه بالمدرسة عليه دفع حق "التختة" والكرسي 180 جنيهًا لعدم توافر أماكن للطلاب.

وعن محبس الغاز الرئيسي، يقع بنفق الشبكة أسفل كوبري الدائري بمنطقة شبكات المحمول وكذلك غرفة الكهرباء الرئيسية التي تصل تكلفتها إلى 20 مليون جنيه، إذ أنهما محاطان بالقمامة التي تشتعل بشكل دوري، وعندما يتلف أحد كابلات الكهرباء المجاورة لتلال القمامة محدثة ماس كهربائي يشعل الحريق بالقمامة، حيث حدث من قبل أن اشتعلت النيران بسيارة كانت بجوار القمامة ومحبس الغاز الرئيسي ولكن استطاع الأهالي إخماد الحريق قبل أن ينتشر ويحدث فاجعة كبرى لسكان المنطقة.

يطالب سكان المنطقة بسرعة تدخل المسئولين لحل أزماتهم المختلفة إذ أنهم توجهوا إلى أعضاء مجلس النواب الممثلين عن تلك الدائرة ولكن لم يلتفت إليهم أحد ولم يتوجه مسئول لينقذهم من الكوارث المتلاحقة التي تضربهم من كل اتجاه.