حسين صدقي.. واعظ السينما المصرية الذي أوصى بحرق أفلامه

الفجر الفني

حسين صدقي
حسين صدقي


"أوصيكم بتقوى الله.. وأحرقوا كل أفلامى ماعدا سيف الإسلام خالد بن الوليد".. كانت هذه آخر الكلمات التى قالها الفنان حسين صدقى قبل وفاته فى 17 فبراير1978؛ حسبما ذكرت زوجته السيدة فاطمة المغربى فى أحاديثها الصحفية.

 

"واعظ السينما المصرية"، و"خطيب الفن" ألقاب حصل عليها الفنان حسين صدقي وكانت لديه قناعة بضرورة ربط السينما بالدين تحقيقا لكلمته الشهيرة (السينما بدون الدين لن يؤتي ثماره في خدمة الشعب).

 

نشأ "صدقي" في أسرة متدينة وكان الفضل الأول في تدينه يرجع لوالدته التي هي من أصول تركية، فشجعته وهو طفل على الذهاب للمسجد، الأمر الذي جعله ملتزما دينيا لأقصي درجة، حتى التحق بمدرسة الإبراهيمية لكي يدرس بها التمثيل، ولينطلق بعد ذلك إلى عالم الفن والتمثيل.

 

بدايته الفنية كانت من خلال فرقة جورج أبيض ليصل إلى فرقة فاطمة رشدي التي عرضت عليه عددا كبيرا من البطولات، حيث قام ببطولة مسرحية ألف ليلة وليلة والتي كانت نقطة فارقة في حياته الفنية حيث انتقل من العمل المسرحي الي المجال السينمائي.

 

قدم "صدقي" أول بطولة سينمائية في فيلم تيتاوونج عام 1937 والذي حقق نجاحا كبيرا وذاع صيته، حيث وضعه في مصاف كبار النجوم حيث فتح الباب علي مصراعيه لنجوم جدد تمتلك مواصفات الفنان حسين صدقي حيث كانت للملامح والمواصفات الجسمانية دور كبير في صناعة النجم السينمائي، حيث تعددت افلامه الي ان جاءت انطلاقته الحقيقية عندما وقف أمام الفنانة فاطمة رشدي وماري منيب وعباس فارس في فيلم (العزيمة) للمخرج كمال سليم.

 

بعد تلك الشهرة والانتشار اللذين حظي بهما حسين صدقي طالته العديد من الشائعات حول علاقته العاطفية مع بطلات اعماله حيث كون ثنائيا فنيا ناجحا مع الفنانة ليلي مراد حيث انطلقت الشائعات بوجود علاقة عاطفية بينهما وخاصة بعد حصولها علي الطلاق من زوجها الفنان انور وجدي ولم تكن ليلي الفنانة الوحيدة التي انطلقت شائعات تربطها بــ (صدقي ) بل كانت ايضا من نصيب الفنانة تحية كاريوكا عندما شاركته في عدد من الافلام وأيضا بعدما اسسا معا شركة لانتاج الاعمال السينمائية.

 

(أوصيكم بتقوي الله واحرقوا كل أفلامي ما عدا فيلم سيف الإسلام خالد بن الوليد) هذه كانت آخر كلمات قالها الفنان حسين صدقي قبل وفاته في 16 فبراير عام 1978.

وتحت مبدأ وصية الميت يجب أن تحترم، أخبرت زوجته قبل رحيلها ابنهما الكبير القبطان بحري خالد حسين صدقي، أن والده لم يكن راضيا عن بعض أفلامه فقام بحرق نسخ بعض هذه الأفلام، لكن النسخ التي قام بحرقها كان قد تم بيعها إلى بعض القنوات الفضائية وأصبحت ملكا لتلك القنوات، وبالتالي اختلف الورثة على حرق نسخ الأفلام الباقية، كما أوصى والده، ما جعل ابن الفنان حسين صدقي يقرر أن يضع الأمور في نصابها، وذهب لمقابلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقام بمشورته في حرق نسخ من أفلام والده كما قام شقيقه بحرق بعض النسخ سابقا فرفض الشعراوي حرق الأفلام، على اعتبار أنها لا تقدم شيئا سيئا، بل على العكس فإنها تحتوي على موضوعات جادة وهادفة.