أنيس منصور.. كاتب الليل وعدو المرأة الأول

الفجر الفني

أنيس منصور
أنيس منصور


"روائى كل العصور.. أديب البسطاء.. فيلسوف بدرجة أديب.. وأيضًا عدو المرأة".. كلها ألقاب أطلقت على الأديب الساخر والصحفى المحترف الراحل أنيس منصور، والذي وظف قلمه للتحليلات السياسية، وأبحر في سماء الخيال ليحفر اسمًا تتناقله الأجيال، ويقدم لنا أبرز التحف الأدبية والفلسفية في تاريخ الأدب العربى.

 

نشأته

ولد أنيس منصور في 18 أغسطس 1924، بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن في سن صغيرة، وكان الأول في الثانوية على طلاب مصر كلها، ودخل كلية الآداب قسم فلسفة بجامعة القاهرة، ثم عمل فيما بعد بالأدب والصحافة.

 

أنيس منصور والمرأة

أنيس منصور بكى على فراق والدته وقالها صراحةً "كم أحببت هذه الأم وبكيت ومازلت أبكي فراقها فقد دفعتني للتفوق والقراءة، وحفظ القرآن في طفولتي، كانت أمي وصديقتي في طفولتي وصباي".

 

أيضًا عندما مرضت زوجته قال "كنت أتصور أنه بعد البكاء المستمر على أمي لن أبكي على أحد بعدها، فهي التي كانت تساوي ولا تزال، وكنت أظن أن دموعي قد جفت، فهذه الأيام فإنني أبكي أضعاف ما بكيت طوال عمري، أدعو بطول العمر والعافية، وأتوسل وأركع وأسجد لله، وكل دموعي حروف تكتب على الأرض رحمتك يا ربي أنها زوجتي".

 

أنيس منصور والحب

روت زوجته في إحدى الحوارات الصحفية أنه بالرغم من سخريته من قصص الحب والمرأة، إلا أنهما عاشا قصة حب أبدية، وكان دائمًا ما يقول لها "الواقع شيء والسخرية شيء آخر"، وكان دافعه وراء كتاباته أنه يرى أن كثيرًا من الأزواج التعساء ينتظرون كلماته التي تخفف عليهم.

 

وقد صرح الأديب "أنيس منصور" صراحة عن حبه للمرأة، قائلا :"نعم أحب المرأة.. فهي التي استطاعت بذكائها وتسامحها ورقتها ورهافة مشاعرها، وفي نفس الوقت بقوة شخصيتها واحتوائها أن تجذبني بخيوط حريرية ناعمة من حياة العزلة لأصبح مخلوقا اجتماعيا يتفاعل، وينعم بالزواج بعد إضرابي، خوفا من أن يصبح الزواج عائقا أمام كياني الإبداعي ككاتب وأديب.

 

وكتب أنيس منصور كلمات كثيرة في الحب منها "المرأة خرجت من الرجل، لا من رأسه لكي تتحكم فيه، ولا من قدميه لكي توقعه، وإنما من أحد جنبيه لكي تكون إلى جواره، ومن تحت ذراعيه لكي تكون في حمايته، وبالقرب من قلبه لكي يحبه"، وكتب أيضا" بدَاخِل كُل امرأة حُب مُنَاسب .. لِرَجُل غَير مُنَاسب،و "الحب الحقيقي: أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسًا، " في حياتنا مصيبتان أن نعيش بلا حب وأن نحب".

 

الحياة الصحفية

بدأ أنيس منصور حياته الصحفية في روز اليوسف، حيث كتب باسم امرأة كاسم مستعار، ثم عمل في مؤسسة أخبار اليوم، وبعدها انتقل للأهرام، إلا أنه كان يرى أنه ولد ليكون أديب وليس صحفيًا.

 

وكان أصغر رؤساء التحرير حيث تولى رئاسة تحرير أحدى المطبوعات وهو لم يتعدى الثلاثين من عمره، وترأس عدة مجلات منها الجيل، أخر ساعة، أكتوبر، الكاريكاتير، وكان صديقًا قريبًا من الرئيس محمد أنور السادات ، وعاصر من قبله جمال عبد الناصر، وعاش حتى انهيار حكم مبارك.

 

أنيس منصور الكاتب

"مواقف" هي أشهر ما كتب أنيس منصور، حيث كان له عمود أسبوعي في جريدة الأهرام ينشر له يوم الجمعة، وتمتع منصور بأسلوب السهل الممتنع، وقاربت مؤلفاته 200 كتاب، بلغت أعلى نسب المبيعات.

 

ولأنيس عدة كتب منها "قالوا"، "وداعا أيها الملل"، "هناك فرق"، "لأول مرة"، "الذين عادوا إلى السماء"، "الذين هبطوا من السماء"، "هناك أمل"، وله أيضا مؤلفات تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية منها "من الذي لا يحب فاطمة"، "العبقري"، "غاضبون وغاضبات"، "القلب أبدا يدق"، "يعود الماضي يعود".

 

عادات غريبة

تمتع الكاتب الصحفي أنيس منصور بعادات مميزة، من بينها عدم قدرته على الكتابة صباحًا، بل كان يستيقظ من الرابعة فجرًا، حيث كان لا ينام إلا ساعات قليلة جدًا حوالي ثلاث ساعات، فكان يعاني الأرق، ودومًا ما كان يكتب وهو حافي القدمين.

 

الجوائز

حصل منصور في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب، وله تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.

 

وفاته

دخل أنيس مستشفى الصفا بالمهندسين إثر التهاب رئوي، وبعد حودث مضاعفات ومعاناته مع المرض ووضعه تحت أجهزة التنفس الصناعي، توفى في 21 أكتوبر عام 2011، وتم دفن جثمانه بمصر الجديدة.