الدولار يكتب نهاية 4 حرف يدوية بـ"الدقهلية"

العدد الأسبوعي

حرفة صناعة الأسبتة
حرفة صناعة الأسبتة


 

التريكو.. الأسبتة.. الزجاج.. الفخار

عرفت محافظة الدقهلية طوال تاريخها بالتوازن بين الزراعة والصناعة، إلا أنه مؤخرًا هددت أغلب صناعاتها بالانقراض، إثر ارتفاع سعر الدولار ما ترتب عليه ارتفاع أسعار المواد الخام، فضلًا عن ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، الأمر الذى كبد أصحاب الصناعات الصغيرة العديد من الأعباء، وجعلهم يعزفون عن استكمال طريقهم، إما بسبب الديون أو لعدم قدرتهم على دفع أجور العمال والمكان.

1- التريكو

قرية «سلامون القماش» تبعد عن مدينة المنصورة بحوالى 6 كيلو تقريبا، ويتجاوز عدد سكانها 70 ألف نسمة، تخلت عن طابعها الريفي؛ نظرًا لسيطرة النشاط الاقتصادى الصناعى، أغلب المزارعين باعوا أراضيهم منذ عقود لشراء ماكينات لصناعة التريكو والملابس الجاهزة، لتتحول إلى قلعة صناعية صغيرة، كانت تتصدر الصادرات المصرية لحوالى 10 سنوات كاملة.

وقال محمد عبد الله، أحد أهالى القرية وصاحب مصنع تريكو، إن الحكومة قضت على صناعة التريكو فى مصر، وقضت على صغار المستثمرين الذين كانوا يشكلون الحلقة الأكبر فى الصناعة، حيث كانوا يدرون العملة الصعبة إلى البلاد فى التوقيت الذى كانت مصر فيه تعتمد اعتمادًا كليًا على الاستيراد من الخارج، حيث صدرنا إنتاجنا من الملابس والصوف لكل دول العالم، ولكن للأسف الحال وقف، والصين استغلت ذلك واقتحمت أسواقنا بمنتجاتها الرديئة قليلة الثمن.

2- الأسبتة

على بعد 15 كيلو مترًا من مدينة المنصورة توجد قرية القباب الصغرى، إحدى القرى التابعة لمركز دكرنس فى محافظة الدقهلية، وتشتهر بصناعة يدوية مصرية أصيلة هى «الأسبتة»، حيث استخدمها أهالى القرية كحرفة أساسية ومصدر للرزق وتوارثوها منذ مئات السنين.

يقول السيد الرياشى، أحد أبناء القرية: صناعة الأسبتة مهنة ورثتها عن أجدادى منذ 32 عاما، ويبدأ عمله بتشبيك أعواد الغاب ببعضها.

وتابع: الصناعة كانت ولا تزال محلية، وازدهرت فى فترة سابقة حتى تم تصدير منتجاتنا لقبرص، لاستخدامها فى الأراضى الزراعية لجمع محاصيل الفاكهة، وصدرنا إليهم أكثر من مرة ولكن الآن الوضع تراجع وأصبحت صناعتنا معتمدة على الطلب المحلى فقط، ومع ظهور الشنطة البلاستيك والشنطة القماش تراجع الطلب على «الأسبتة»، ولا ندرى سنستمر حتى متى، الوضع أصبح صعبا للغاية، وصناعتنا أصبحت مهددة بالانقراض.

3- الزجاج

قرية «ميت جراح» عرفت بخلوها من البطالة بسبب صناعة الزجاج، التى أصبحت مهددة بالانقراض، فهى صناعة صغيرة وتحتاج إلى مساندة الحكومة، وحتى وقت قريب شهدت تلك الصناعة رواجا كبيرا، وكنا مصدرا رئيسيا لسوريا والسودان ولبنان.

وأعرب محمد الريان، أحد أصحاب المصانع، عن استيائه من تردى الأوضاع فى صناعة الزجاج على مستوى مصر، وبقرية جراح على وجه الخصوص، قائلا: «الحكومة لازم تساعدنا وبعد كده يطلبوا اللى هما عايزينه، إحنا كسرنا أغلال البطالة وتغلبنا عليها، القرية بها 300 ورشة زخرفة وتلوين للزجاج و120 مصنعا، الشغلانة فلوسها حلوة وبتكسب لكن الدولة مبتشجعناش ولا بتوفر أى خدمات، أقلها الغاز وتمهيد الطرق».

4- الفخار

أقدم الحرف اليدويّة التى تعلمها الإنسان، وتعتمد فى المقام الأول على الطين والنار، ويقول الحاج محمد خالد، «بدأت منذ أن كان عمرى 13 عاما مع والدى وخرجت من المدرسة وتعلمت الصناعة، وتوفى والدى وتوارثتها منه ولم أعمل فى شيء حتى بلغ عمرى 59 عاما غير هذه الصناعة وأصبحت هى مصدر الرزق الوحيد لى، وللأسف أصبحت هذه الصناعة الآن على وشك الانقراض لعدم إقبال الشباب على تعلمها».