معارك النواب والمحافظين عرض مستمر

العدد الأسبوعي

مجلس النواب - أرشيفية
مجلس النواب - أرشيفية


لم تتوقف رغم انتهاء دورتى الانعقاد الأولى والثانية للبرلمان

■ برلمانيون يهددون بالاستقالة حال عدم إقالة محافظى دوائرهم.. وآخرون أعلنوا الاعتصام بالبهو الفرعونى

■ حركة المحافظين الأخيرة راعت التوافق مع مطالب نواب الشعب بمحافظات وتجاهلتهم فى أخرى


لم يكد يمر يوم طوال دورتى الانعقاد الأولى والثانية للبرلمان دون معركة بين النواب ووزراء الحكومة، ونال المحافظون - المسئولون التنفيذيون بالمحافظات - نصيبهم أيضا من المعارك مع جانب نواب البرلمان.

ولم تهدأ احتكاكات النواب مع المحافظين رغم الإجازة البرلمانية الحالية، بسبب قضاء أغلب النواب تلك الإجازة فى تقديم خدمات لأهالى دوائرهم.

يرى بعض النواب أن تحديد اختصاصات المحافظين يساهم فى حل أى خلافات، موضحين أنه يجب مواجهة وزير التنمية المحلية، بالأسئلة وطلبات الإحاطة حال نشوب أى خلاف مع أى محافظ، إذ لا يسمح الدستور بمساءلة النواب المحافظين مباشرة.

فى هذا السياق تباينت آراء النواب حول أداء المحافظين، فمنهم من أشاد بمحافظ دائرته، ومنهم من أكد أن المحافظ لم يقدم نتائج ملموسة على أرض الواقع، وهو ما ترصده «الفجر» فى مختلف أنحاء الجمهورية.


1- القاهرة

شهدت العاصمة مشاجرات قوية بين النواب، والمحافظ المهندس عاطف عبدالحميد، الأمر الذى تبعه إعلان عدد من النواب تجميد عضويتهم بالبرلمان، والامتناع عن حضور الجلسات، أو اجتماعات اللجان النوعية، بسبب تجاهل المحافظ مطالبهم ورفضه مقابلتهم.

هدأت تلك الحالة عندما التقى المحافظ النواب خلال يوليو الماضى، واستمع إلى طلباتهم التى تمثل مطالب المواطنين فى نطاق الدوائر، وتمثلت تلك الطلبات فى توفير الأراضى لإقامة مستشفيات ومدارس ومراكز شباب ومكاتب بريد.

لكن سرعان ما نشب الخلاف مرة أخرى، وذلك بصدور قرار من المحافظ خلال الشهر الحالى، بوقف تراخيص البناء فى 8 أحياء بمحافظة القاهرة لمدة ستة أشهر، وهو ما سبب حالة من الغضب والثورة لدى نواب البرلمان، حيث لم تتم استشارة المجلس أو أعضاء لجنة الإسكان بشأن القرار.


2- الجيزة

تعتبر محافظة الجيزة آخر المحافظات التى شهدت خلافات شديدة بين النواب والمحافظ، حيث وصل الأمر إلى إعلان نواب المحافظة تقديم شكوى للرئيس عبدالفتاح السيسى، ضد المحافظ اللواء كمال الدالى، ونائبه أسامة شمعة، ومقاطعة اجتماعات المحافظ، بسبب عدم الاستجابة لمطالب المواطنين بدوائر المحافظة المختلفة، كما قدموا مذكرة للمهندس شريف إسماعيل - رئيس الوزراء - والدكتور هشام الشريف - وزير التنمية المحلية.

يمثل الجيزة 34 نائبا برلمانيا، رفض أغلبهم حضور اجتماعات الدالى، بسبب عدم اتخاذه أى خطوات فى طريق حل مشكلات الدوائر، قائلين إن الاجتماعات معه أصبحت بلا جدوى، فهو يقدم الوعود ولا ينفذها.


3- القليوبية

كانت علاقة نواب القليوبية مع اللواء عمرو عبدالمنعم - المحافظ السابق - متوترة إلى درجة توقيعهم على مذكرة رسمية قدموها لمجلس الوزراء، لإقالة المحافظ لعدم تعاونه، فى حين رد المحافظ وقتها بأن دوره ليس توقيع «بوستة» النواب، ثم تم التصالح حتى تغير المحافظ فى حركة المحافظين الأخيرة، فى شهر فبراير الماضى.

المحافظ الجديد اللواء محمود عشماوى، بدأ علاقته بالنواب بتأكيد أنه لا مجال للصراع بينهما بأى شكل من الأشكال، وأنه سيتم التنسيق مع النواب لصالح المواطن، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود لحل مشاكل الجمهور. ورغم ذلك ظلت علاقة النواب بالمحافظ شائكة، حيث يرون أن المشاكل لم تحل، فى حين وصف بعضهم المحافظ بالفاشل، قائلين إنهم سيطالبون وزير التنمية المحلية بإقالته.


4- الدقهلية

تكرر خلاف النواب مع محافظ الدقهلية السابق المحاسب حسام الدين إمام، ووصل الأمر لتبادل المحافظ الشتائم مع النائب وحيد قرقر- وكيل لجنة النقل والمواصلات - بعد تقديم الأخير طلبات خاصة بدائرة بلقاس، وهو ما اضطر الدكتور على عبدالعال- رئيس البرلمان - للتدخل وإنهاء الأزمة فى لقاء ودى تم بين الطرفين.

ومع قدوم المحافظ الجديد الدكتور أحمد الشعراوى، أصدر تعليمات لكل الوحدات المحلية، والقطاعات التنفيذية، للتعاون مع نواب البرلمان فى إنجاز مصالح المواطنين، وحل مشكلاتهم، والاستجابة لمطالبهم، وذلك بعد لقاء جمعه وأعضاء مجلس النواب على مستوى المحافظة، لكن بعد مرور شهور قليلة طلب نواب المحافظة من رئيس الوزراء إقالة المحافظ، بسبب عدم تجاوبه معهم.


5- الشرقية

تفجرت فى أكتوبر من العام الماضى، أزمة كبيرة بين نواب الشرقية الذين يبلغ عددهم 38 نائبا، والمحافظ خالد سعيد، ما دفع النواب لمطالبة رئيس الوزراء بإقالة المحافظ بعد رفضه لقاءهم، وهددوا بالاعتصام فى البهو الفرعونى داخل البرلمان حتى تنفيذ مطلبهم، وذلك بعد كلمة لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بالجلسة الافتتاحية للبرلمانين العربى والإفريقى، بشرم الشيخ.

آخر الأزمات مع المحافظ حدثت خلال مايو الماضى، حين شهدت لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، مشادات حادة بين المحافظ ونواب المحافظة، هانى وجيه أباظة، ونوسيلة عمرو، وتدخل المستشار عمر مروان - وزير شئون مجلس النواب - لتهدئتهم.

قال النواب إن تعاملات المحافظ ليس لها معايير واضحة، ويعامل النواب بشكل سيئ وأيضا الموظفين بالمحافظة، كما أنه لا يستشير النواب ويهمشهم فى الأمور المتعلقة بالمحافظة، ولا يرد على اتصالاتهم، الأمر الذى جعلهم يجمعون حملة توقيعات من أجل تقديم مذكرة لرئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية، للاعتراض على أداء محافظ الشرقية والمطالبة بإقالته.

ويبدو أن الأزمة وجدت طريقها للحل، حيث اجتمع المحافظ خلال الأيام القليلة الماضية، مع عدد من أعضاء البرلمان، لاستعراض وحل مشاكل المواطنين فى الدوائر، ومتابعة نسب تنفيذ المشروعات، وأكد ضرورة التنسيق والتكامل بين السلطة التنفيذية، وأعضاء مجلس النواب.


6- السويس

وقعت مشادة بين النائب طلعت خليل، ومحافظ السويس اللواء أحمد الهياتمى، فى يوليو من العام الماضى، بسبب فشل أجهزة المحافظة فى مواجهة أزمة انتشار القمامة، فى الوقت الذى أكد فيه المحافظ أن مستوى النظافة جيد، وهو ما اعترض عليه النائب الذى أشار إلى أن المحافظ يرفض الاستماع لشكاوى المواطنين.

تضامن أعضاء البرلمان فى السويس مع خليل، ومنهم النائب محمد المصرى، والنائب عبدالحميد كمال، الذى تقدم بطلب إحاطة بسبب انتشار القمامة فى السويس، مشيرا إلى أن الحل هو زيادة مخصصات النظافة فى الميزانية.


7- بورسعيد

كانت أوائل أزمات نواب بورسعيد مع المحافظ، فى مايو الماضى، حين قرر المحافظ اللواء عادل الغضبان، حظر إقامة موائد الرحمن، حيث فوجئوا بالقرار وقالوا إن المحافظ يتجاهل دور النواب، وفى يونيو الماضى انتقد النواب تدنى أسعار قطع الأراضى المطروحة للمستثمرين ببورسعيد، وهو ما رد عليه الغضبان بأن المحافظة لا علاقة لها بتحديد الأسعار إطلاقا، وأن دورها يقتصر على الإعلان فقط، وتسهيل مهمة لجان التقدير من الجهات الحكومية.

وحدثت آخر الأزمات خلال يوليو الماضى، حينما حررت النائبة رانيا السادات، محضرا ضد المحافظ، تتهمه فيه بإعاقة عملها النيابى، والذى اشتمل على إثبات واقعة إهمال ضد القيادات التنفيذية، خاصة أسفل مقرها الانتخابى الخاص بخدمة المواطنين، وهو ما نفاه المحافظ والسكرتير العام للمحافظة.

وقدمت السادات طلب إحاطة للدكتور على عبدالعال - رئيس البرلمان - ضد المحافظ، اتهمته فيه بالعزم على هدم حديقة فريال الأثرية التى شهدت حفل افتتاح قناة السويس منذ ما يقرب من 147 عاما، تمهيدا لإنشاء مشروع استثمارى وجراج سيارات، مطالبة بوقف تلك الإجراءات حفاظا على التاريخ.


8- جنوب سيناء

فى مايو الماضى، كان لنواب محافظة جنوب سيناء الأربعة، رد فعل غاضب على تجاهل المحافظ لهم، حيث تقدموا باستقالة جماعية من البرلمان احتجاجا على عدم وجود تعاون من جانب المحافظ، اللواء خالد فودة مع طلباتهم، وهو الأمر الذى تطلب تدخلا من وكيلى البرلمان لإنهاء الخلاف، وعقد جلسة صلح.

بعدها كلف فودة اللواء خالد متولى - مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة - بتولى رئاسة الاتصال السياسى بينه وبين نواب البرلمان، وفتح قنوات تواصل معهم لتحقيق أقصى استفادة للمواطنين.


9- أسيوط

وقع 45 شخصية عامة بمحافظة أسيوط، فى فبراير الماضى، استمارة لسحب الثقة من المحافظ المهندس ياسر الدسوقى، وطالبوا رئيس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بضرورة إقالته، وحل المشكلات المتراكمة بالمحافظة وذلك تحت عنوان «أسيوط تستحق»، ولكن جاءت حركة المحافظين الأخيرة لتجدد الثقة فى الدسوقى.

وفى مارس الماضى أصدر محافظ أسيوط أول قراراته بمنع دخول الكاميرات والتليفونات المحمولة إلى ديوان عام المحافظة، لدواع أمنية، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب بين نواب المحافظة، الذين اعترضوا على القرار مؤكدين عدم تنفيذهم له، حيث تم اتخاذه بعد وقائع شهدت تسجيلات لأحداث غير لائقة بديوان عام المحافظة.


10- كفر الشيخ

أصدر 18 نائبا من نواب كفر الشيخ، بيانا يوضح أسباب انسحابهم من أعمال مؤتمر الشباب، وذلك بعد ساعتين من انعقاده بالمركز الثقافى للمحافظة، أشاروا فيه إلى أن المؤتمر كان فرصة جيدة يمكن استثمارها بشكل أمثل لحل المشكلات التى تعانى منها المحافظة، خلال فترة المحافظ اللواء السيد نصر، لكنهم عانوا من سوء التنظيم والتهميش.

بعدها قرر المحافظ استبعاد رحاب المزين - مدير عام العلاقات العامة بالمحافظة - على خلفية انسحاب النواب من المؤتمر، وذلك بعد اجتماعهم مع المحافظ فى جلسة صلح ودية بمكتبه، قاموا فيها بتقديم عدد من المطالب، منها تعيين مسئول كبير للتواصل معهم، وتكليف السكرتير العام المساعد بالتواصل المباشر معهم.


11- بنى سويف

قدم نواب محافظة بنى سويف، مذكرة لرئيس الوزراء فى ديسمبر الماضى، كانت سببا فى الإطاحة بالمحافظ السابق المستشار محمد سليم، واختيار المحافظ الحالى بديلا له، ولكن لقى أداء الأخير غضب برلمانى المحافظة، وهو ما دفعهم لتقديم مذكرة ضده.

تضمنت المذكرة التى قدمها 16 نائبا للدكتور على عبدالعال - رئيس البرلمان - فى مارس من العام الماضى، شكواهم من عدم وجود تعاون معهم، ورفض المحافظ التأشير على طلبات المواطنين، مطالبين بتحديد موعد للقاء رئيس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، لسرد سوء أداء المحافظ، وعدم تواصله مع النواب والجهات التنفيذية.

وفى مارس الماضى، أوصت لجنة الإسكان بالبرلمان، بإقالة محافظ بنى سويف واللواء عادل ترك - رئيس هيئة الطرق والكبارى - لوجود شبهة فساد فى ترسية محور عدلى منصور بمبلغ 800 مليون جنيه، قبل قرار تعويم الجنيه، على شركات قطاع خاص، بدلا من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المتعاقدة على المشروع بـ500 مليون جنيه فقط، وهو ما نفاه المحافظ قائلا إن تلك الاتهامات ليس لها أساس من الصحة.


12- المنوفية

قدم 10 من نواب محافظة المنوفية، مذكرة لرئيس الوزراء للمطالبة بعزل المحافظ الدكتور هشام عبدالباسط من منصبه، بسبب سوء الإدارة وتدنى الخدمات، بالإضافة إلى عدم تواصله مع النواب، فى حين قال «عبد الباسط» إن علاقته بالنواب ليست طيبة على الدوام، وأنها تقوم على معيار ثابت وهو الخدمة العامة، وليس المصالح الشخصية للنواب.