زين الدين زيدان.. الساحر المُتمكن الذي ينتظر اعتراف "فيفا"

الفجر الرياضي

زيدان
زيدان


احتل زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، موقعه بين المدربين الـ12، الذين يتنافسون على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لأفضل مدرب، والذين سيتم تصفيتهم إلى ثلاثة في منتصف سبتمبر المقبل، وسيتم الإعلان عن الفائز في لندن، خلال حفل سيقام في 23 أكتوبر أول المقبل.

"زيزو" متزوج منذ عام 1994، من فيرونيك لينتيسكو فرنانديز، راقصة فرنسية من أصول إسبانية، ولديه منها أربعة أبناء، إنزو ولوكا وتيو وإلياز، وجميعهم يسيرون على خطى والدهم في كرة القدم، وقد لعب إنزو ولوكا مع منتخب فرنسا للشباب.

والأسبوع الماضي توج زيدان بلقبه السابع مع ريال مدريد، بعد عام ونصف تقريبا من توليه إدارته الفنية، وهو رقم قياسي تزداد أهميته بتذكر انه خلف في منتصف موسم 2015-2016، المدرب رافائيل بنيتيز، الذي يتولى حاليا الإدارة الفنية لنيوكاسل يونايتد الإنجليزي.

وخلال هذه الفترة توج الملكي بدوري أبطال أوروبا مرتين، فيما تعد المرة الأولى التي يتوج فيها فريق باللقب عامين متتاليين، في شكل البطولة الحالي، إلى جانب كأس السوبر الأوروبي مرتين، والدوري الإسباني مرة، ومونديال الأندية مرة، وكأس السوبر الإسباني مرة.

ويبدو أن هذا كان متوقعا من "زيزو"، الذي كان قبل أن يكون مدربا لريال مدريد كاستيا، مساعدا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، خلال تدريبه الفريق الأول للملكي، قبل أن يتولى حاليا تدريب بايرن ميونخ، والذي قال عنه في مارس/آذار الماضي، خلال مؤتمر صحفي: "لطالما قلت إن زيدان لديه جميع مؤهلات المدرب الجيد".

ويتميز "زيزو" بالكاريزما شكلا وموضوعا، فهو استطاع أن ينهض بالريال المضطرب، الذي خلفه سلفه بينيتيز، وتمكن من التعامل مع اللاعبين وزرع الثقة في المشجعين.

ومنذ اللحظة الأولى كان زيدان يدرك أن الفريق في حاجة لتحسين المردود البدني، وهو ما دفعه للتعاقد مع المعد البدني أنطونيو بينتوس، لا سيما أن "زيزو" يعرف أهمية الجاهزية البدنية من خبرته في إيطاليا، حيث لعب بصفوف يوفنتوس.

بينتوس، الذي كان يعمل قبل ذلك في أوليمبيك ليون، وعمل أيضا في فريق "السيدة العجوز" وفي موناكو عندما تأهل لنهائي التشامبيونز ليج، كان له دورًا كبيرًا في الاستعدادات للمواسم الجديدة، والتي تجعل اللاعبين في نهاية الموسم في حالة جيدة، وهو يقول: "نعتقد ان اللاعبين عليهم العمل أيضا بدون كرة، لأنهم في النهاية رياضيون".

وعلاوة على الجانب البدني، يهتم زيدان أيضا بالعامل النفسي، فهو يتدرب مع رجاله ويقوم عمليا بجميع التدريبات معهم، ويعزز لديهم مبدأ التضحية واللعب الجماعي وتجنب الأنانية.

ومن الأمور البارزة التي غيرها زيدان في الريال، تغيير الفريق من مباراة لأخرى، ففكرة وجود 11 أو 12 لاعبا أساسيا بشكل دائم تغيرت، وبات لاعبو ريال مدريد الأساسيون 16 أو 17 لاعبا.

كما أنه أحدث التوازن بين المخضرمين والمستجدين، الأمر الذي أثار قلق المشجعين في البداية.

وبالفعل يجني منهج "زيزو" ثماره والدليل الأرقام القياسية، فقد حقق أكبر عدد من الانتصارات المتتالية في تاريخ الليجا، بواقع 16، وبات الأسرع الذي يحصد ثلاثة ألقاب، حيث فاز بالتشامبيونز ليج وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية، في 11 شهرا فقط.

ولكن إنجازاته لا تقف عند هذا الحد، فهو المدرب صاحب افضل بداية في الليجا، في تاريخ البطولة الإسبانية، لأنه حصد في أول 30 مباراة 77 نقطة.

كما أنه صاحب أقل نسبة من الهزائم في أول عام له على رأس الإدارة الفنية للفريق، بواقع 4% فقط، ما يضاف إلى أعلى نسبة انتصارات في نفس الفترة، والمقدرة بـ77%.

وحقق زيدان أيضا أكبر عدد من الانتصارات المتتالية في نهاية الليجا، بإجمالي 12 انتصارا، والآن فريقه يسعى لتحقيق رقم قياسي تاريخي، استطاع أن ينتزعه من بايرن ميونيخ في أوروبا، ولكن يمتلكه سانتوس البرازيلي على مستوى العالم، وهو أكبر عدد من المباريات المتتالية التي يسجل فيها الفريق هدفا على الأقل.

ففي موسم 1961/62 استطاع سانتوس مع الأسطورة بيليه، التسجيل في 74 مباراة متتالية، ورصيد الريال حاليا 69 مباراة، بعد حساب مباراته الافتتاحية بالموسم الجديد من الليجا، والتي هزم فيها ديبورتيفو لاكورونيا بثلاثية نظيفة، حيث سجل الفريق إجمالي 189 هدفا، حمل 42 منها توقيع النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، علما بأن الفريق البرازيلي سجل 245 هدفا.

وبعيدا عن الأرقام القياسية، أهداف زيدان تتمثل في حصد كل الألقاب الممكنة في الموسم الواحد، والبداية مبشرة هذا الموسم، فقبل أولى مباريات الليجا توج الملكي بلقب السوبر الأوروبي والإسباني، على حساب مانشستر يونايتد وبرشلونة على الترتيب، مع إيلاء المزيد من الاهتمام للسوبر المحلي، الذي جاء بعد الفوز على الغريم التقليدي 5-1، في إجمالي لقائي الذهاب والعودة.

وفي النهاية يعد زيدان أسطورة من أساطير ريال مدريد، سواء كلاعب أو مدرب، فهو ثالث أكثر المدربين حصدا للألقاب داخل القلعة البيضاء، حيث توج بسبعة ألقاب بعد 90 مباراة فقط، في سنة وسبعة أشهر، وهو نفس عدد ألقاب فيسنتي ديل بوسكي مع الملكي.