علي باشا إبراهيم.. أول نقيب لأطباء مصر وزعيهمم في ثورة 1919

منوعات

الدكتور علي باشا
الدكتور علي باشا إبراهيم


الدكتور علي باشا ابراهيم واحد من اهم الأطباء في مصر الذين ظهروا بقوة وساهموا في نجاح الطب في مصر انه اول نقيب للأطباء بل هو مؤسس النقابة واول عميد لكلية الطب جامعة الملك فؤاد الأول التي أصبحت جامعة القاهرة حاليا وهو رائد من الرواد الذين قادوا النهضة الطبية المصرية في العصر الحديث ومن اوئل الجراحين في مصر عين وزيرا للصحة المصرية في وزارة حسن صبري باشا وبعدها مديرا لجامعة الملك فؤاد الاول جامعة القاهرة حاليا انه عظيم مصري من عظماء الطب تخرج من كلية الطب في عام 1901م وكان الاول وفي سنة الامتياز استطاع اكتشاف سر وباء مرض الكوليرا الاسيوية التي كانت منتشرة في محافظة اسيوط وطني من الطراز الاول حيث انه في ثورة 19 جمع جميع الاطباء في عيادتة وجعلهم يشاركون في الثورة اختير رئيسا لجمعية الهلال الاحمر هو من انشأ إتحاد المهن الطبية.


نشأته وثقافته:

ولد الدكتور علي إبراهيم في العاشر من أكتوبر سنة ثمانين وثمانمائة و ألف في مدينة الإسكندرية , وكان والده إبراهيم عطا رجلا عصامياً شهماً , يتمتع بقسط وافر من علو النفس وقوة البنية حتى بعد أن تجاوز الثمانين من عمرة.

ويرجع أصل علي إبراهيم من ناحية والده إلي قرية "مطوبس"  بالقرب من منية المرشد مركز ” فوه ” بكفر الشيخ , أما والدته  فكانت إسكندرانية الموطن مغربية الأصل.

تلقي علي إبراهيم تعليمة الابتدائي في مدرسة رأس التين الأميرية , حتى حصل علي الشهادة الابتدائية سنة 1892 وكان ترتيبه الأول وكانت أولي العقبات التي صادفها في حياته هو إغلاق مدرسة رأس التين الثانوية أبوابها واضطر علي باشا إن يذهب إلى القاهرة لاستكمال تعليمة والتحق بالقسم الداخلي من المدرسة الخديوية بالقاهرة , وظل طيلة سنوات الدراسة الثانوية الخمس مجداً في دراسته لأبعد الحدود.

ثم التحق الدكتور علي باشا بمدرسة الطب وكان من بين 12 طالب في دفعته ومن 26 طالب الذين تقوم عليهم مدرسة الطب بسنواتها الست وكان علي باشا شخصية مرموقة بين الطلاب بعلمه وعملة وخلقة.


تفرغه للعلم:

ولم ينصرف علي إبراهيم عن دراسة الطب إلى أي أمر أخر لكنه كان يزامل أساتذته ويتلقي علي أيديهم ما لا يتلقاه غيرة , وهكذا فطن صاحبنا إلى دقائق الأمور وأسرار العلوم وتمرس بالبحث وهو ليزال طالباً وتساوى مع أساتذته وهو لازال يافعًا.

ولم يكن غريباً أن يعين مساعدا لأستاذة ” سيمرس ” وهو لازال بعد طالبا في السنة النهائية  وهو في مدرسة الطب عرف العالم المصري الدكتور عثمان غالب وتعلق به وصار يلازمه بعد انتهاء وقت الدراسة .


أول دبلوم الطب:

وكانت الدراسة في مدرسة الطب حين التحق بها علي إبراهيم ست سنوات ولكن الدكتور كوبر يرى الذي استدعاه الدكتور كيتنج من انجلترا ليضع تقريرا عن حاله المدرسة , نصح الحكومة بان تختصر سنوات الدراسة إلى أربع فقط وكذا تخرج على باشا إبراهيم من مدرسة الطب بعد أربع سنوات عام 1091 بترتيب الأول.

وقضى الدكتور علي إبراهيم العام الأول بعد تخرجه كما قضى العام الأخير قبل تخرجه في مساعدة أستاذة  الدكتور  سيمرس في أبحاثة العلمية وهكذا أتيح له إن يدرس علمي الإمراض والميكروبات.


اكتشاف وباء الكوليرا:

في السنة  التالية من فترة الامتياز انتشر وباء غريب في قرية موشا بالقرب من أسيوط وحارت مصلحة الصحة في أمر هذا الوباء , انتدبت الدكتور على إبراهيم للبحث عن سببه وهنا ظهرت الفوائد العملية الحقيقة لدراسات على إبراهيم المتعمقة , إذا لم يلبث صاحبنا فترة قصيرة إلا توصل إلى حقيقة الداء وقرر ان الوباء هو الكوليرا الأسيوية واستطاع إن يدرك إن مصدر هذا الوباء هو الحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه وبعث علي إبراهيم  بقئ المرضى في مصلحة الصحة لتحليله فردوا علية بان القئ خال من الميكروب الكوليرا فلم يكن منة إلا إن أرسله إليهم مرة أخرى ليعيدوا تحليله وكان قرار الطبيب الشاب موضع مناقشات طويلة انتهت برجوح كفة صاحبنا والاستجابة لمقترحاته في اتخاذ الاحتياطات اللازمة للمرض قبل انتشاره بالصورة الوبائية.


بداية الشهرة:

ذاع خبر علي إبراهيم في بني سويف ومصر الوسطى , وكأنما كانت عملية الحصوة معجزة من المعجزات حققها صاحبنا ومضى على إبراهيم يطلع هولاء على آيات الطب وفنون الجراحة , فارتفع قدرة عندهم إلى منزلة سامية فكانوا يذهبون إلية يستشيرونه بعد عودتهم من استشارة أستاذة الدكتور الذرى باشا وكان على إبراهيم يشير بإجراء عمليات جراحية نصح أستاذة بعدم إجرائها ثم يقوم بإجرائها فتنجح العملية وتضيف إلى نجاح على إبراهيم نجاحا جديدا.


أول بحوثه العلمية:

وتنقل علي إبراهيم ما بين أسوان حيث رقى مديراً لمستشفاها الاميرى وبين طوخ حين انتدبته مصلحة الصحة مرة ثانية لبحث وباء انتشر في قرية ” صيفا ” وتوصل على إبراهيم إلى إن هذا الوباء عن طريق أقراص الروث الجاف وكن يستعملن هذه الأقراص كوقود في الأفران البلدية التي يخبزن فيها وهذا هو السر في إن المصابين كانوا من النساء من دون الرجال ونشر على إبراهيم أبحاثة في مجلة ” الجيش الملكي ” وكان هذا البحث هو أول أبحاثة العلمية المنشورة.


مدير للقصر العيني:

تحول القصر العيني في سنه 18 إلى مستشفى حربي ومنح مديرة الدكتور كينج إجازة طويلة وتولى على إبراهيم إدارة القصر العيني بكفاءة واقتدار فلما وضعت الحرب أوزارها انعم علية بوسام عضوية الإمبراطورية البريطانية مكافأة له على ما اظهر من الهمة والبراعة.


زعيم الأطباء في ثورة 1919:

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واندلعت ثورة 1919 مطالبة بالاستقلال لمصر وبجلاء الانجليز عنها وكان الأطباء في بادي الثورة بمعزل عنها وسرعان ما جمع على إبراهيم جموع الأطباء في عيادته الخاصة بالصنافيرى وحضهم على الاستمرار في الثورة.


أول أستاذ مصرى للجراحة:

في سنة 24 اختير على بك إبراهيم لشغل وظيفة أستاذ الجراحة وكان بهذا أول مصري يشغل هذا المنصب ثم اختير سنة 26 وكيلا لكلية الطب عقب قيام الجامعة المصرية وانطواء مدرسة الطب تحت لوائها.


عمادة الطب:

فى اليوم الثلاثين من شهر ابريل عقد مجلس الكلية الطب جلسة خاصة لانتخاب عميد للكلية يخلف مستر مادن , وكانت ظروف المدرسة إلى ذلك الحين قد سارت على تولى الانجليز أمر العمادة وعلى الرغم من ذلك أجمعت الآراء على انتخاب على بك إبراهيم عميدا للكلية.


بناء القصر العيني:

أما  مجهودان علي إبراهيم في مجال إنشاء مباني الكلية , فقد كانت من أكبر  إعماله وأكملها ولا نزاع في إن كلية طب قصر العيني  كلها من إنشاء على إبراهيم , ذلك الرجل الذي وضع لإحيائها برنامجا محكما ونظاما دقيقا وكان أول ما عنى به إن ينشى مستشفى حديثا يتسع لألفى سرير بعد ان تبين له ان المستشفى القديم لا يصلح لكلية طب من الطراز الأول.

واستطاع على باشا إن يحصل على الأرض اللازمة لإقامة مشروعة الضخم من الملك فؤاد الأول وقد وضع الملك فؤاد الأول حجر الأساس للبناء الجديد في السادس عشر من ديسمبر سنة 28.

وفى إثناء الاحتفال بانعقاد المؤتمر الدولي لطب المناطق الحارة وعلم الصحة، والذي وافق الاحتفال بالعيد المأوى لمدرسة طب القصر العيني وتولى على إبراهيم أمر القصر العيني وبدا البناء وكان ينقصه كل شئ : المال, والرجال والمعدات.

وكانت هذه المستشفى الذي بناة على إبراهيم ليس مستشفى فحسب , ولكنة بمثابة محكمة عليا للحالات التي يصعب على المستشفيات لصغرى إن تتولاها وبهذا يؤدى خدمة كبرى لا غنى عنها إن أردنا للتعليم الطبي في مصر رقيا مطردا.

الفيلا رقم 2 شارع خليل أغا جاردن سيتى . فيلا من تصميم أوسكار هورويتز لحساب السيد على باشا إبراهيم
الفيلا رقم ٢ شارع خليل أغا جاردن سيتى . فيلا من تصميم أوسكار هورويتز لحساب الدكتور على باشا إبراهيم وتم تصوير فيلم "الناظر" بها.


رئيسا للجمعية الطبية المصرية:

وأخذ الدكتور علي إبراهيم يبذل جهده ما وسعة الجهد في النهوض بالجمعية من شنئ النواحي , طوال السنوات الست الأولى من عمرها , إذا تعاقب علي رئاستها  الدكتور عيسى حمدي باشا حتى انتقل إلي رحمة الله، فخلفه المغفور له الدكتور سعد بك الخادم وبقى رئيسا بالنيابة خمسة شهور , ثم تولى الدكتور ظيفل باشا حسن رئاسة الجمعية فى يناير سنة خمس وعشرين.


رئاسة  الهلال الأحمر:

واختير على إبراهيم باشا رئيسا لجمعية الهلال الأحمر بعد وفاة الدكتور جاهين باشا وهى الجمعية التي أعطاها صاحبنا جهده المستمر منذ إنشائها سنة أربع عشرة بل منذ نشأتها الأولى سنة اثنتي عشر.

وكان على باشا يتخذ من جمعية الهلال الأحمر سبيلا إلى نشر الثقافة الطبية بين الشباب والمثقفين وبخاصة قواعد الإسعافات الأولية وهو المنهج الذي لا تزال الجمعية حتى يومنا هذا توجه جزءا كبيرا من جهدها إلية .


إنشاء نقابة الأطباء:

حتى إذا تولى على باشا إبراهيم أمر وزارة الصحة تعهد مشروع نقابة الأطباء بالرعاية وأضاف إلية الكثير من التعديلات وحرص كل الحرص على إن يتوخى كرامة المهنة وكرامة صاحب المهنة واستطاع على إبراهيم إن يصدر قانون نقابة الأطباء محققا الأمل الذي طالما عاش في نفوس أبناء المهنة من الارتفاع بمهنتهم السامية إلى مقامها الادبى الرفيع , إذا أصبح مجلس النقابة المرجع الأول في كل ما يتعلق بممارسة المهنة وكان أول نقيب للأطباء وإنشاء اتحاد المهن الطبية.


الدستور المصري للأدوية وصناعة الدواء:

وفى عهد الدكتور على إبراهيم صدر الدستور المصري للأدوية , وهو الدستور الذي بذلت جمعية الصيدلة بتوجيهه جهدها في إصدارة تنظيما لفن العلاج وإنهاء لحالة من الفوضى سادت تحضير الدواء في مصر بسبب رجوع الصيادلة إلى مختلف الدساتير الأجنبية المتباينة في أصولها وقضاء على أمر أخر لا يقل خطورة وهو تلاعب أصحاب الصيدليات بصحة الجمهور.

وساعد فى نشاء صناعة الدواء المصري خير مساعدة ودفع بمشروع إنشاء شركة مصر للمستحضرات الطبية حتى خرج إلى حيز التنفيذ.


قلادة الجمهورية من الرئيس السادات:

وحين احتفلت نقابة الأطباء في سنة تسع وسبعين بيوم الطبيب المصري الأول , كان على باشا إبراهيم على رأس الأطباء الرواد الذين كرمت النقابة ذكراهم ,وانتهز الرئيس قلادة الجمهورية وسلمها لسيادته فى الاحتفال بيوم الطبيب الثاني سنة ثمانين ,للأستاذ الدكتور حسن إبراهيم الابن الأكبر لجراحنا الأكبر.


وفاته:

توفى علي باشا إبراهيم في ابريل سنة خمس وعشرين وتسعمائة وألف.