مهازل حفل اليوبيل الماسى لجامعة الإسكندرية "حاجة تحزن"

منوعات

جامعة الإسكندرية
جامعة الإسكندرية - أرشيفية


تصفية حسابات وتجاهل أبرز الشخصيات


الإدارة السياسية أعلنتها مدوية منذ عامين، الفساد بالإسكندرية أضعاف ما هو فى مصر، الأكاديمية العربية التابعة لجامعة الدول ملفاتها عندى، أكتب فيها حلقات بل كتاب، والرائحة فيها تزكم الأنوف، وملفات التعيينات والدروس الخصوصية والتعليم بجامعة الإسكندرية، ورجال الأعمال والمنتزه والمكتبة من عهد سراج الدين، وشركات البترول والأندية، الحقيقة عندى ملفات لا حصر لها، ولا أجد الوقت الكافى ولا المساحة لسرد كل هذا، ولكن أتوقف عند حدث يوم الخميس الماضى، لاحتفالية جامعة الإسكندرية باليوبيل الماسى داخل مكتبة الإسكندرية.

البداية كانت دعوة الدكتور مجدى يعقوب للاحتفال ومعه أحد خريجى علوم الإسكندرية، قادم من أمريكا هيعمل حاجات بالطاقة الشمسية لمركز القلب فى أسوان، طب إيه دور جامعة الإسكندرية فى ذلك، الليلة ليلة جامعة الإسكندرية، وليست لمركز القلب بأسوان، إلا إذا كانت بالأمور أمور لا نعلمها. ثانيا كان فى اعتقادى أن الدعوة ستوجه لأبناء جامعة الإسكندرية من العلماء والعمداء السابقين ورؤساء الجامعة، الذين ما زالوا على قيد الحياة، والمشاهير الذين تخرجوا منها، لكن جاءت الدعوات بالطبع وكالعادة المصرية لأعضاء مجلس نواب المدينة.

الجميع جاء لتلميع لنفسه، حتى بعض أعضاء مجلس النواب من القاهرة، معرفش ليه؟.. حتى وزيرة الهجرة، بينما تغيب وزير التعليم العالى، وأرسل مندوبا عنه الذى بدا عليه الغضب فى الاحتفال، وحاول مسئولو الجامعة تهدئته قبل مجىء وزير التعليم العالى يوم السبت للإسكندرية؛ لحضور مؤتمر رؤساء جامعات مصر، وصالحوا نائب الوزير حتى لا يضرب كرسى فى الكلوب.

الدعوات لم تصل للغالبية، والعشوائية غلبت على الاحتفال والصداقات كانت هى المتحكمة فى الاختيارات، حتى إن أحد تجار الصديرى الرجالى تحول من أعمال السمسرة التى اشتهر بها فى الإسكندرية إلى مدعو للاحتفال، وكان هذا الأمر خير مفتاح للعديد من الأسئلة، هل الجامعة تدعو المشاهير من السماسرة؟، آه صحيح.. بأمارة أرض جامعة بيروت التى سار فى تخصيصها على الطريق الزراعى وأخذ عمولتها، وضاعت هى أيضا على الجامعة.

المهم.. صاحبنا السمسار لاصق وزير كان متواجدًا بالحفل، وعرفه بنفسه، إنه رجل أعمال وأخرج له صوره فى الأفراح مع زكى بدر وسعادة رئيس المنتزه ومحمدى بسيونى سكرتير عام أسبق فى الإسكندرية.. هل دعاه السيد عميد آداب الإسكندرية السابق بصفته مستشار حالى فى مكتبة الإسكندرية وفيه بينهم كثير، وأين دور السيد رئيس جامعة الإسكندرية عصام الكردى وطاقم سكرترياته فى توجيه الدعوات من عدمه؟!

احتفال جامعة الإسكندرية والكرسى الذى جلس عليه طه حسين يكون بهذا الشكل، دعوة حضور لمدرس خريج علوم الإسكندرية بالصف الأول، وزويل الله يرحمه كان يعانى من التجاهل من الجامعة، وعند بداية الاحتفال من جلس مكان من، وكانت مهزلة حتى أن نائبة برلمان عن القاهرة، أعطت المسئول درسًا محترمًا فى استقبال الناس وتنظيم الحفلات.

المهم.. كان فيه فيلم تسجيلى عن الجامعة وتاريخها، تخيلوا عندما بدأوا الفيلم طلع عطلان، وظلوا ساعة يبحثون عن المسئول داخل قاعة مكتبة الإسكندرية، فوجدوه قد رحل، فبحثوا عن حد يشغل الفيلم، وأخيرا وبعد فترة ليست بالوجيزة وجدوا بنت حلال خريجة الجامعة حاولت ونجحت، بعد إيه.. ساعة وكسور، وتطلع السيدة هدى الميقاتى مندوبة عن الدكتور مصطفى الفقى تمسك الميكروفون فى قرابة الساعة، تتحدث عن دور مكتبة الإسكندرية، طب الاحتفال ده لجامعة الإسكندرية أم لدور المكتبة، يعنى «الليلة دى لمين؟».

ما زاد غيظى.. كلمة عميد آداب الإسكندرية السابق، الذى يشغل حالياً منصب مستشار بمكتبة الإسكندرية من أيام سراج الدين، وعنده سنتر دروس خصوصية فى الشلالات باسم ابنه، وما شاء الله شغال حلاوة، وأثناء ترشحه زمان لعمادة آداب وصلتنى استغاثات من أساتذة بأقسام الآثار والتاريخ ووقتها الحقيقة طنشت، المهم سيادته ظل يسرد أسماء رؤساء جامعة الإسكندرية وتجاهل فى الذكر اسم الدكتورة هند حنفى، أول سيدة تتقلد هذ المنصب فى مصر، والسيدة جالسة فى الاحتفال طبعاً.

الغالبية قالوا نسيان، لكن العالمين ببواطن الأمور يعلمون أنه تجاهل متعمد، لأنها كانت ضد عمادته للكلية ذاتها، وكان مؤيداً لأسامة إبراهيم، الإخوانى الكبير، أن يكون رئيساً لجامعة الإسكندرية خلفاً لها؛ طبعا المصالح، لذا جاء التجاهل لتلك السيدة المحترمة التى كرمها الرئيس السيسى كواحدة من رموز النساء فى مصر، والتى نفتخر بهن جميعاً، أنا شخصياً لم أقابلها قط، حتى أثناء رئاستها لجامعة الإسكندرية، لكن أقدرها بل أحبها عن بعد، وأعلم مواقفها الإنسانية والعلمية والأخلاقية، وهى كأشهر طبيبة أطفال فى المدينة، أم حنونة رغم أن الله لم ينعم عليها بالأبناء، لكنها اعتبرت كل طفل تعالجه ابنها ففازت بمحبة الناس - ليست طبيبة خاصة بابنى.. للعلم فقط - يقوم السيد الفاضل يتجاهل اسمها، عيب قوى ما حدث من مهازل فى الاحتفال، الذى لم يأت لإنقاذ اسم وتاريخ جامعة الإسكندرية، التى تولى رئاستها وجلس على كرسيها طه حسين، وخرج منها وزراء وعلماء ملء السمع والبصر، عيب.. كان أقل شىء تكريم الأساتذة الأجلاء كبار السن، أو تكريم أبناء رؤساء الجامعة الذين رحلوا والمشاهير من مختلف المجالات، لإعادة قبلة الحياة وإنعاش الذاكرة عن جامعة الإسكندرية، التى كانت يوما ما منذ 25 سنة، رابع جامعة فى الشرق الأوسط، ده كان زمان، لكن الاحتفال الذى تمت إقامته خير دليل على ما آل إليه حالها المزرى، سبحان الذى يغير ولا يتغير.

وطبعاً لم يحتفلوا بأن أحد أبناء الجامعة ساعد أهل لبنان على نقل مقر جامعة بيروت التى أسسها جمال عبد الناصر، وكان مقرها وأساتذتها من جامعة الإسكندرية، وأن يكون رئيسها من أبناء جامعة الإسكندرية، وتكون تابعة للمجلس الأعلى للجامعات المصرية، وأسسها عبد الناصر لتكون منافسة للجامعة الأمريكية، لم يحتفلوا به، وساعد أشقاؤنا بأنهم أخذوا الجامعة كاملة باسمها ومقرها لبيروت، على أن يكون هو مدى الحياة رئيس جامعتها، وضاعت علينا جامعة بيروت، الجامعة الخاصة الوحيدة فى مصر قبل هوجة الجامعات الخاصة التابعة للمجلس الأعلى بقرار من عبد الناصر، احتفال باليوبيل الماسى وجامعة بيروت أحد معالم جامعة الإسكندرية ليست معهم، خربوها وقعدوا على تلها، ملف تعيينات وسبوبة الجامعة من كليات مختلفة له عدد آخر.. بإذن الله.