الحوار الأخير لـ"جبرتى" الدراما محفوظ عبدالرحمن

العدد الأسبوعي

محرر الفجر مع محفوظ
محرر الفجر مع محفوظ عبد الرحمن


■ باع شقته وهرب من بورسعيد لأنه اشتهر بين أهلها كمؤلف

■ فكرة مسلسل "بوابة الحلوانى" جاءت له فى «دورة مياه» دار الوثائق


منذ فترة قصيرة أجرت «الفجر» ملفاً عن طقوس المؤلفين فى الكتابة، وكان الكاتب الكبير والسيناريست الموسوعى الراحل محفوظ عبد الرحمن ضمن هؤلاء الكتاب، وأجرى معه محرر «الفجر» مكالمة هاتفية طويلة، حكى فيها مجموعة كبيرة من الكواليس الخاصة به أثناء كتابة مجموعة من الأعمال ننشرها للمرة الأولى، وأبرزها كيف كتب بوابة الحلوانى، ولماذا هرب من بورسعيد بعد نجاح المسلسل بسبب شهرته، والسبب الذى جعل البيت بالنسبة له «معطلاً» على حد تعبيره، وسرد مجموعة من الذكريات أثناء كتابة مسلسل بوابة الحلوانى قائلاً: «اشتريت شقة خصيصاً ببورسعيد، وسكنتها حوالى 3 سنوات كاملة، كتبت فيها مسلسل «بوابة الحلوانى»، وبعتها بعد المسلسل لأن الناس أصبحت تعرفنى وتسألني: «بتعمل إيه فى بورسعيد؟»، وأنا بطبعى لا أحب الضوضاء وأعشق الهدوء لذا غيرت مكانى على الفور»، وأضاف أنه قبل شقة بورسعيد كان يتنقل بين عدد من الفنادق أشهرها «سياج» بالهرم، وكان معه دائماً المخرج الكبير الراحل محمد سالم مكتشف ثلاثى أضواء المسرح.

 أما مسلسل «أم كلثوم» فأكد أنه كتبه بين القاهرة والإسكندرية وفندق سياج، واستغرق وقتاً طويلًا فى كتابة هذا العمل الضخم، لكنه كان من أمتع الكواليس.

وذكر عبد الرحمن مجموعة من  المقاهى الشهيرة  التى كتب فيها، وقال: «مقهى القمر، عند دار القضاء العالى لكنه هدم الآن وكان بجوار سينما ريفولى وكان دائم الجلوس فيه رسام الكاريكاتير الشهير الراحل مصطفى حسين، ورسام الكاريكاتير حسن حاكم».

وتحدث عبد الرحمن خلال المكالمة عن أطرف المواقف التى حدثت معه أثناء جلوسه بفندق «مينا هاوس»، وقال: «جاء لى رجل خليجى ليسألنى بتعمل إيه؟ فقلت له «أكتب»، فسألنى «طب إيه أشهر الأعمال اللى كتبتها» فقلت له كذا وكذا، فقال لى ولا شوفتها، وكذلك ظللت فترة طويلة أقيم بفندق شبرد، الذى تم هدمه.

 وتابع: «من أغرب المواقف التى حدثت معى إننى اتفقت على عمل معين مع منتج ما وهذا العمل طلب منى، وليس باختيارى، ظللت حوالى سنة أتنقل من مكان إلى آخر كى أصل إلى فكرة، وتنقلت من القاهرة إلى الإسكندرية وفشلت فى النهاية».

أما عن مشروبه المفضل أثناء الكتابة قال عبد الرحمن «قهوة سادة»، أما عن الكتابة فى السنوات الأخيرة  أشار عبد الرحمن إلى أنه اعتاد الكتابة فى المنزل منذ فترة  بسبب ظروفه الصحية.

وحكى عبد الرحمن كيف كانت كتابته للتليفزيون قائلاً: «كانت بعد إلحاح شديد من صديقى المخرج إبراهيم الصحن، وكانت سهرة تليفزيونية حملت اسم «ليس غداً»، وحصلت من خلالها على أعلى أجر ككاتب تليفزيونى وقتها كان التليفزيون فى بداياته».

وعندما سأله محرر «الفجر» عن أحب الكتب إليه قال سريعاً: «كتب التاريخ وفى الغالب بكل رحلاتى تكون هناك كتب تاريخ لقراءتها لأننى أحب تلك الكتب كثيراً، خاصة المكتوبة جيداً، كما أننى درست التاريخ جامعياً، وحينما قدمت أعمالا تاريخية حققت نجاحاً كبيرًا، وأصبحت الجهات المسئولة عن الإنتاج تقول لى «عايزين عمل تاريخى بقى»، وكان هذا يسعدنى كثيراً، رغم أن العمل التاريخى فى تلك الفترة لا أحد يشاهده، لأن أغلبها كان مصنوعاً بشكل سيئ، لكننى جعلت العمل التاريخى به جانب إنسانى، وليس «الهتاف» فقط»، وتابع: «الله يرحمه  الكاتب الصحفى الكبير رجاء النقاش كان دائماً يقول لى «هو أنت مش الطبقة الوسطى  زينا؟! إزاى بتكتب عن الملوك بهذا الشكل؟».

 أما عن السر وراء كتابته لمسلسل «بوابة الحلوانى» حكى قائلاً: «فكرة المسلسل جاءتنى بطريقة غريبة جداً، ومضحكة، وهى أننى كنت فى زيارة لدار الوثائق، وبعد يوم طويل قررت الذهاب إلى دورة المياه، وفوجئت بورق يسقط فوق رأسى من صناديق، هذه الأوراق تحكى تفاصيل الحياة اليومية لعمال حفر قناة السويس «بيأكلوا وبيشربوا إزاي؟»، فى البداية فكرت أعمل الحياة اليومية لعمال قناة السويس بهذه الطريقة، وخصوصا الـ 120 ألف شخص  الذين ماتوا أثناء الحفر، والغريب حينما شرعت فى كتابة هذا المسلسل لم أجد الوثائق، لذا غيرت فكرة الموضوع وكتبت عن مصر فى تلك الفترة.

وعن الجوائز التى حصل عليها طوال مشواره قال: «حصلت على عدد كبير من الجوائز فى مصر، وأقرب جائزة لقلبى والتى سعيت إليها إن جاز التعبير وكانت سنة 1970، وحصلت على عدد كبير من التكريمات فى كل الدول العربية، وأوروبا، وكان آخرها جائزة النيل التى حصلت عليها وهى أعلى الجوائز.

واختتم عبد الرحمن كلامه قائلاً: «القراءة بالنسبة لى ضرورة كى أرى الحياة، فأنا قرأت فى كل شىء، ولدى كتب عن الكهرباء، والقراءة هى أكثر الأشياء متعة، كما أنها تجعلك وحدك مع العالم».