سيناريو انهيار القنوات الفضائية فى مصر والوطن العربى

العدد الأسبوعي

مدينة الإنتاج الإعلامي
مدينة الإنتاج الإعلامي - أرشيفية


التاريخ يعيد نفسه بداية من ART حتى شبكة تليفزيون الحياة


يبدو أن التاريخ الإعلامى يعيد نفسه من حين لآخر لكن مع بعض التغييرات، وإذا بحثنا فى مراحل إطلاق أى قناة فضائية سنجدها مختلفة عن الأخرى، لكنها تتشابه وتلقى نفس المصير فى النهاية، وعادة ما يبدأ الأمر بتراجع فى الدعم المالى ثم التجميد وبعدها الإغلاق تماماً.

والدليل الأبرز على ذلك انهيار شبكة قنوات الحياة التى كانت لفترة ليست بعيدة الشبكة التليفزيونية الأولى فى مصر، التى انطلقت عام 2008، وظلت لأكثر من 6 سنوات تنافس بشراسة فى السوق الإعلامية المصرية، وتحقق العديد من الانفرادات وتفوز بحصرى المسلسلات، وتوقع مع كبار نجوم البرامج الفنية والرياضية فى مصر والعالم العربى، إلا أنها سرعان ما تراجعت السنوات القليلة الماضية، بسبب الهزات المالية المتعاقبة، وتراكم الديون دون أى محاولات لانتشالها من كبوتها حتى وصل بها الحال إلى الإغلاق الإجبارى من مدينة الإنتاج الإعلامى لعدم دفع المستحقات المالية عليها، ورغم عودتها مرة أخرى للصراع من أجل البقاء إلا أنها تواجه هذه الأيام مأزقا كبيرا لعدم دفعها مستحقات العاملين، ورغم أن هناك محاولات لبيعها إلا أنها لم تنجح حتى الآن.

أيضاً قناة دريم 1، أول قناة فضائية فى مصر أحدثت طفرة فى مجال الإعلام الخاص عام 2001، برأس مال بلغ 40 مليون جنيه حينها، وكانت نواة وبادرة لانطلاق باقى القنوات الفضائية التى نراها حالياً، وبعدها تم إطلاق دريم 2 وظلت قنوات دريم على القمة لسنوات طويلة تسعى للتطوير والتحديث فى الاستديوهات والبرامج والديكورات، وعمل بها العديد من الإعلاميين وحققوا فيها نجاحات، لكنها أخذت طورها الطبيعى فى الصعود، وعادت بقوة إلى القاع، بسبب تراكم الديون عليها وبعض السياسات الخاطئة فى إدارتها، أودت بها إلى الانهيار، وتم عرضها للبيع عدة مرات إلا أن الصفقات لم تتم ويبدو أنها ستواجه نفس مصير قنوات الحياة خاصة لتأخر رواتب العاملين لأكثر من شهرين، وتوقف برامجها بحجة تجديد الديكورات.

ورغم أن قنوات المحور لم يختلف فيها الأمر كثيراً عن "الحياة" و"دريم"، إلا أنه لا يمكن إغفال دورها فى الطفرة التى شهدها الإعلام الخاص المصرى لسنوات، ورغم أن الأمور المالية فى قنوات المحور شبيهة إلى حد كبير لدريم والحياة إلا أنها ما زالت متماسكة بعض الشىء، لكنها لا تسعى للتطوير منذ فترة طويلة أو المنافسة فى ظل إطلاق قنوات جديدة فى الإعلام الخاص المصرى مثل CBC، والنهار، DMC، وONTV.

ولم يختلف الأمر كثيراً فى الإعلام الخليجى أو العربى، ونذكر قنوات الـ ART وهى أول شبكة قنوات متخصصة فى الوطن العربى بدأت بثها عام 1993 وكانت تمتلك مجموعة قنوات متخصصة فى الموسيقى والأفلام والمنوعات والأطفال إضافة إلى الرياضة، وبعد انطلاقة قوية نحو القمة منذ عام 1993 بدأت فى التراجع أوائل الألفية الثانية، مع استلام عبد الله نجل الشيخ صالح كامل للقنوات الرياضية فى الشبكة، وبعدها تمت تصفية مجموعة من القنوات الأخرى مثل "قناة الموسيقى art5"، وبيعت لمجموعة روتانا السعودية الشريكة لشبكة راديو وتليفزيون العرب، وظلت الباقة الرياضية قوية فيها لاحتكارها الدوريات العربية ودورى أبطال العرب، ودورى أبطال أوروبا والدورى الإنجليزى الممتاز لكنها خسرت الدورى الإنجليزى لصالح باقة شبكة أوربت شوتايم ، وعقبها ضربة قاضية عندما خسرت دورى أبطال أوروبا لصالح قناة الجزيرة الرياضية موسم 2009و2010 ولمدة 5 سنوات.

واضطرت الشبكة بعدها إلى بيع قنواتها الرياضية وما بقيت تملكه من حقوق رياضية إلى شبكة الجزيرة الرياضية فى 21 نوفمبر 2009 بسبب الخسائر المادية الكبيرة، وفقدت الشبكة بريقها بعد بيع الباقة الرياضية وأغلقت الكثير من قنواتها ولم تبقَ إلا بعض القنوات التى صارت تعمل بالشراكة مع باقة شبكة أوربت شوتايم.

أيضاً قنوات روتانا التى افتتحها رجل الأعمال السعودى الوليد بن طلال عام 2003 وضمت حينها خمس قنوات متنوعة منها روتانا موسيقى، روتانا كليب، روتانا طرب، روتانا أغانى، روتانا خليجية، عاشت الشبكة نجاحاً كبيراً، لكن عمرها لم يكن طويلاً وبدأت بالتراجع ثم الإقفال منذ عام 2009 لتنهار لاحقاً "إمبراطورية روتانا" وتصل إلى نهاية كانت متوقعة.