إلى متى نخجل أن نتحدث عن الجنس لأطفالنا؟

فضفضة

أرشيفية
أرشيفية


أرسلت ابنة صديقة لي عندها أطفال صغار وتخجل من الرد على أسئلتهم الجنسية وتريد نصيحتي، وكنت قد قرأت موضوع كامل وأريد عرضه على الأمهات لأنه موضوع شائك نخجل الكلام عنه، لكن التهرب منه أيضًا  ليس لصالح أبناءنا، احب أن اعرف ارائكن:


وفيما يلي، شرح مبسط للنمو الجنسي الطبيعي عند الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة ومرحلة المدرسة:

أولًا.. النمو الجنسي في مرحلة ما قبل المدرسة:

أثناء نمو الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة "يحدث ما يطلق عليه" الفضول الجنسي عند الأطفال، ويتمثل في فضول الأطفال لاكتشاف أجزاء وأعضاء جسمهم أو أجسام أصدقائهم وإخوتهم حتى آبائهم، فالطفل في هذه السن كما يقوم باستكشاف رأسه أو يده... إلخ، يحاول استكشاف الأعضاء التناسلية - باعتبارها عضو من أعضاء جسمه أيضًا.

وبالتالي نرى كثيرًا منهم يلعب بأعضائه التناسلية (بأن يلمسها أو يحكَّها أو يكشفها للآخرين).

أيضًا كثير من الأطفال يلعبون Sexual games أو ما يطلق عليه ألعاب قد تحمل دلالات جنسية عندنا نحن الكبار مثل لعبة (الدكتور والمريض، الحصان، لعبة الأم والأب).

ففي لعبة الدكتور يدَّعى أحد أطراف اللعبة - الولد مثلاً - كونه طبيبًا، فيطلب من الطرف الثاني [الأخت على سبيل المثال] أن تكشف جسدها ليقوم بالكشف عليها، فيرى بهذه الطريقة الأعضاء التناسلية للجنس الآخر، هذا طبيعي، ولكن ليس كونه طبيعيًّا، يعني أن نترك ذلك يحدث دون رقابة منا، نحن الأمهات أو الآباء، بل لا بد من المراقبة، ثم لا بد من شرح هادئ للطفل أن هذه الأجزاء هي ملك خاص بالإنسان لا يجوز أن يطلع عليها غريب أو يقوم بلمسها والطفل يستطيع أن يفرق بين اللمس المريح والغير مريح ولامانع من أن توضح ألام للطفل ذلك بكل هدوء .

واللعبة الثانية هي لعبة الحصان، حيث يركب الابن مثلاً على أخته كأنها حصان يُمْتطى، فيحدث ذلك حكَّة في الأعضاء التناسلية عن طريق حركة ركوب الخيل.

قد يتطور هذا السلوك الجنسي عند الأطفال لما ما يطلق عليه masturbation "الاستمناء"، وهو عبارة عن أن يثير الطفل نفسه بأن يلمس أو يحكّ العضو التناسلي باستخدام رجله، فخذه، يده، أو أن يلعب مع لعبة، أو وسادة كأنه يركب حصان، وهذا جزء من الفضول الجنسي عند الأطفال.

التشوق لمعرفة بعض المعلومات التي تخص الجنس، كمثال السؤال عن الفرق بين الذكر والأنثى، والسؤال عن كيفية مجيء الطفل للحياة.

قد يميل الطفل في هذه المرحلة للجنس الآخر، أي ما معناه، كأن يحب أن يقترب الولد من أمه، والبنت من أبيها.


ثانيًا.. مرحلة المدرسة:

كل ما ذكر خاص بمرحلة ما قبل المدرسة يستمر عند الأطفال في مرحلة المدرسة، مع ملاحظة أن كثيرًا من هذا الميل أو الفضول الجنسي وممارسة الألعاب الجنسية يقل إلى حدًّا ما خاصة عند البنات، وهذا ما يطلق عليه "مرحلة الخمول"latency، خاصة في المجتمعات المتحفظة، ولكن هذا السلوك قد يستمر عند بعض الأطفال، ولكنه يحدث بشكل أكثر سرية.

ما ذكر في مرحلة ما قبل المدرسة ومرحلة المدرسة يعتبر طبيعيًّا تمامًا عند الأطفال، ولكن يجب أن ننتبه إلى شيئين: 

الأول: إذا اكتشفنا أن الطفل يكثر جدًّا من هذا السلوك الجنسي، بمعنى أنه يكثر من الألعاب الجنسية التي ذكرت سابقًا.

الثاني: أو اكتشفنا أن الطفل يمارس الاستمناء( يمسك أعضاءه (ها)) بصورة متكررة، بمعنى أن يكون أكثر من مرة أسبوعيًّا أو عدة مرات يوميًّا، فيجب علينا أن لا نستبعد شيئًا هامًّا جدًّا، وهو أن يكون هذا الطفل قد تعرَّض لتحرش جنسي، واسمحي لي أن أوضح لك بصورة مبسطة ما معنى التحرش الجنسي عند الأطفال.

-التحرش الجنسي معناه" أن يجبر الطفل على مشاهدة الأعضاء التناسلية لشخص آخر غريب، أو يجبر على رؤية مناظر أو صور فاضحة في مجلات أو التلفزيون، أو يجبر الطفل على خلع ملابسه وأن يجبره الجاني على ممارسة بعض السلوكيات الشاذة.

أن بعض النظريات تذهب إلى أن الأطفال عندهم ما يُسمَّى ب"الاستمناء الطفلي"، وأن الأطفال يمرّون بمرحلة "الجنسية الطفلية"، هذه المرحلة تبدأ مع سن 3 سنوات، ويشعر فيها الطفل بدغدغة بسيطة في منطقة الأعضاء التناسلية عند ملامستها، وهذه الدغدغة تشعره بلذة جزئية، كالتي يشعر بها عند مداعبته تحت إبطه أو في بطنه، وهذه المرحلة تمرّ بسلامة دون أن يشعر بها بعض الأطفال، وهم الذين يتعامل آباؤهم أو القائمون على تربيتهم مع هذا الأمر بطريقة تربوية سليمة.

أما الأطفال الآخرون، والذين تعرضوا لتعامل آبائهم مع هذا الأمر بطريقة غير تربوية فإن الأمر يتفاقم ويتعقد على المدى الطويل، قد يصل إلى رفض الأطفال للزواج وللجنس عند وصولهم إلى سن الزواج؛ ذلك لأن الأطفال يكوّنون نظرتهم عن الجنس والزواج من خلال الصورة التي يقدمها لهم الآباء.

ويذكر أصحاب هذه النظرية أن اللذة أو الاستمناء الطفلي يظهر كبديل للذَّة الرضاعة؛ حيث تنتقل اللذة التي يحصل عليها الطفل عن طريق المص من أعلى إلى أسفل من الفم إلى الجسد.

وبالتالي لا بد أن يقتربا الوالدين من الطفل -أوالطفلة - أكثر وأكثر؛ ليتعرفا ما إذا كانت هذه اللذة بالفعل انتقلت من الفم إلى الجسد، وما الذي دعَّم هذا الأمر حتى تحوَّل إلى سلوك، فربما يكون لرضاعة الأخ الصغير واستخدامها المرضعة علاقة بإثارة هذا الأمر لديها؛ فهل رضع الطفل رضاعة طبيعية؟ وما مدتها بالتحديد؟

دورا لوالدين يجب أن يكون في اتجاه تهذيب سلوك الطفل، وليس ردعه. والتهذيب يكون بشغل ذهنه عن اللعب بهذه الطريقة، وذلك عن طريق شغل وقته بما يفيد وينفع من الألعاب الشيقة التي تحتاج إلى طاقة كبيرة لممارستها، ، فيمكن ألأم اختراع أشياء كثيرة تفيده وتعلمه وتربيه على الخير،و كذلك تعمل على شغل وقته واستهلاك طاقته. 

مثلاً:

اجعليه يساعدك في أعمال البيت عن طريق عمل مسابقات معه حول من يرتِّب حجرته، أو اللعب في مسابقة معه، وتكون هناك جائزة للفائز.

أشركيه معك في إعداد الطعام وتحضيره بأن تجلسيه في مكان آمن في المطبخ، يتمكن فيه من رؤيتك، وأنت تعملين، واجعليه يناولك كل ما تحتاجين إليه، ويوجد في مكان قريب من طوله، وموضوع في مكان آمن "بعض الأشياء من الثلاجة"، البصل، والثوم... إلخ، واجعليه يناولك مكونات الكعك؛ ليعيش صنعها لحظة بلحظة حتى وقت تقديمها.

أشركيه في إعداد الطاولة وغسيل الأطباق، ونشر الملابس، وإحضار متطلبات البيت من الخارج، واجعليه يمارس اللعب والتلوين، واخرجي معه للمشي لفترة ولو لنصف ساعة في أقرب حديقة، إلى غيرها من الألعاب، ويا حبذا لو كانت هناك إمكانية لالتحاقه بأي لعبة رياضية أو التحاقه بأحد المساجد الموجودة هناك؛ ليمارس فيها بعض الأنشطة، وينشغل بحفظ القرآن، إلى جانب كل ما اقترحناه نصيب في شغله، واستهلاك طاقته، بحيث يأتي في نهاية اليوم وقد حفل بما استهلك قواه، وجعل النوم يأتي إليه.

ولا تنسي مشاركته في حكاية ما قبل النوم، وما يسبق النوم من طقوس، بحيث تجعلينه يستهلك جزءاً كبيرًا من الوقت والطاقة في تناول العشاء، وصلاة العشاء، وغسيل الأسنان، والسمر مع الوالدين، ثم الجلوس للقراءة، وهو جالس على قدمك، وافتحي القصة، ودعيه يشاهد الصورة، بينما تقرئين له وتناقشين معه أحداث القصة وتفاصيل الصور، ويشاركك زوجك في عمل كل ما سبق. 

أختي العزيزة، الوالدان الكريمان، إن من اللطائف في انكشاف عدم صدق إخوة يوسف - عليه السلام - في مجيئهم بثوبه، وزعمهم أن الذئب أكله - أنهم خلعوا الثوب برفق فلم يظهر فيه شقوق، ولو أكله الذئب - كما زعموا - لمُزِّق الثوب كل ممزق، ولم يخلعه خلعًا.

إن حياتنا تحتاج إلى رفق، فلنرفق بأنفسنا: "وإن لنفسك عليك حقًّا"، فلنرفق بأنفسنا وبغيرنا، ونحن نعالج كل شيء،و كلنا يدرك إن من يخلع ثوبه برفق يضمن سلامة ثوبه،خلاف من يجذبه بقوة و يسحبه بسرعة،فإنه يشكو من تقطع أزراره و تمزقه.

فما نصبوا إليه هو علاقة وطيدة بين الوالدين و الطفل و هذا لن يكون إلا بالرفق؛فالشدة و التعسف لن يؤديا في النهاية ألا إلى تقطيع أواصر المحبة بينكما.


الفروق البيولوجية بين الذكر والأنثى:

يجب أن تتسلح الأم للقيام بها بكثير من الحكمة والاطلاع، وأكثر منه حسن التوكل على الله أن يعينها على أداء هذه المهمة الشاقة، ولكنها ليست مستحيلة.


وإليك بعض المقترحات التي قد تعينك على أداء هذه المهمة:

حاولي تربية زوج من الطيور سريعة الإنجاب مثل العصافير، ودعيه يراقبهم ويعتني بهم، وقولي له هذا ذكر وهذه أنثى، وليخْتَر لهما اسمين، وتقولين إنهما عائلة جديدة، وسيكون لهما أولاد في المستقبل، كل ما علينا رعايتهم واجعلي هذا مهمته، فإذا ظهر البيض اشرحي له أن هذا البيض يحمل أبناءهم وسيظهرون بعد مدة، فإذا كنت لا تستطيعين انتظار وضع البيض وخروج النتائج، ففي هذه الحالة عليك بالبدء في الخطوة الثانية مباشرة، وهي:

1- اجلسي معه واحكِ له في جلسة هادئة قصة سيدنا آدم عليه السلام، وقصة البشر كلهم، وكيف كان الخلق، وخلق آدم عليه السلام، ثم نزوله على الأرض، وخلق حواء من آدم، وأن الله خلقها لتعيش معه وتؤنس وحدته وتشد من أزره، ويكوِّنان جماعة، ولو عاش كل واحد بمفرده لكان الإنسان فريسة للوحوش لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، وأنه إذا لم يكن للناس أبناء، فكيف يكون هناك بشر على الأرض بعد موتهم.

وأن الله حتى يجعل لهم أبناء ولأبنائهم أبناء حتى تعمر الأرض بالبشر، خلق فيهم أجهزة لتقويتهم، وجعلهم يجابهون الأخطار ويتكاثرون، وهذه الأجهزة من نعم الله علينا.

وقد خلق الله في آدم وحواء نفس الأجهزة إلا جهازًا واحدًا خلق نصفه في الذكر وخلق نصفه في المرأة حتى يبقيا سويًّا وينجبا الأطفال، ويكون لكل طفل أم وأب، أم ترعاه وتحمله وأب يحمل اسمه وينفق عليه…، وهكذا تسترسلين في هذه الحكم والنعم بنوع من أنواع التشويق الذي توجهين بيه عقل الطفل، وتهيئيه إيمانيًّا لاستقبال المعلومات البيولوجية وهي محاطة بسياج روحي.

2 - بعد ذلك تبدئين في شرح المعلومات الأخرى"وعليك عدم التوسع أو تقديم معلومات أكثر "، ويكون الشرح بالطريقة الآتية:

تبدئين بشرح الأجهزة من أعلى إلى أسفل، الجزء الذي عند آدم ومقابله عند حواء، وحكمة وفائدة كل جهاز. 

وعندما تنتهين من الشرح العلمي تقولين له: إن هذه الأجهزة نعمة تستوجب الشكر، وشكر النعمة يكون بالطاعة، بفعل ما أمر الله به علينا تجاه هذه الأجهزة حتى يرضى عنا، ومن أحسن ما قيل في ذلك قول ابن القيم في كتاب الفوائد: "لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر، وله عليه فيه نهي، وله فيه نعمة، وله به منفعة ولذة، فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه، فقد أدى شكر نعمته عليه فيه، وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به، وإن عطَّل أمر الله ونهيه فيه عطّله الله في انتفاعه بذلك العضو، وجعله من أكبر أسباب ألمِه ومضرّته"

لابد أن يفهم الطفل الذكر أن لدية اجهزة تختلف عن عن الانثى ويكون ذلك بالتدريج في اعطاء المعلومة

اولاً: اخبر الطفل أن الانثى اعطاها الله مكان في اسفل بطنها ليكون مسكن للطفل وامثل لة بالام الحامل اين يعيش جنينها وكيف يتغذى سبحان الله في داخل بطن امه وأن الرجل لا يمكن له أن يحمل طفل في بطنه لانه لا يوجد لدية هذا المسكن الذي خلقة الله سبحانه وتعالى وهذا لا يعني ان الرجل اقل من الانثى او الانثى افضل من الذكر بل أن الله ميز كل واحد منة بشء خاص حتى ينجبا الاطفال ...ثم بعد ذلك اتطرق إلى أن الجهاز التناسلي للذكر يختلف عن الانثى وذلك لحكمة الله وحتي يستطيعا الانجاب وياليت لوكان لديك طفلة رضيعة "وواكد على رضيعة وليس طفلة كبيرة" أن تغير الحفاظ "اكرمك الله" لها دون اشعار الابن بأنك تتعمدي أن يرى اخته وعندما ينظر اخبريه انه لا يجوز له ان ينظر لهذة المناطق وأن لا يسمح لاياً كان بأن ينظر لها واكيد أنه سوف يطرح عليك سؤال لماذا تختلف اختي عني فأخبريه أن هنالك اختلافات داخلية كما شرحتي له سابقاً "وجود مسكن في بطن الانثى لينمو الجنين بداخلة عندما تكبروتصبح زوجة"، وأن هنالك اختلافات خارجية وهي الاجهزة التناسلية ولا تكثري من الحديث عنها وتكلمي وكلك ثقة، لانه ربما يقع نظرة على طفلة ويرى ان هنالك اختلاف ويصبح لديه فضول في معرفة هل جميع الاطفال مثلة أم يختلفون عنة فتبدأ رحلة الفضول.

كيفية معالجة أي سلوك له دلالة جنسية ...حتى لا يتطور!!

نصائحي لك للتعامل مع هذا الأمر مكللة بنصيحة رئيسية، وهي ضرورة إيجاد علاقة حميمة بينك وبين ابنك أو ابنتك؛ بمعنى صداقة قوية تدعمها النظرات الحنونة والبسمات الصافية والالتفات الكامل إليه(ها) عند رغبته(ها) في الحديث، والربت عليه(ها) بحنان، ومداعبة شعره(ها) بلطف، فضلا عن تخصيص أوقات له(ها) تدور معه(ها) فيه الحوارات، ويعبر لك فيها الطفل عن نفسه، وتسمعين عنه(ها) وعن يومياته(ها) ومغامراته(ها) والبسمة على شفتيك.

وربما تشاركينه(ها) في هذا الوقت لعبة يحبه(ها) كمكعبات أو صلصال، أو تمثلين له(ها) بالعرائس، أو تحكين له(ها) قصة، وهذا بشكل يومي، بخلاف الجلسة الأسرية الدافئة التي تجمع الطفل مع باقي أعضاء الأسرة على وجبة العشاء، أو لمتابعة برنامج محبب، أو للاتفاق على قضاء عطلة نهاية الأسبوع أو غير ذلك؛ فتحسين علاقتك به(ها) والترابط الحميم بينك وبينه(ها) نقطة أساسية قبل أن نكتب كلمة واحدة في إطار النصائح.

من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال من 2-9 سنوات ما يسمى بـ "sexual interest".
 
وهو مصطلح يعبر عن اهتمام الأطفال في هذا العمر باستكشاف أعضائهم وأجسامهم، وخاصة الأجزاء المغطاة من هذا الجسم، ومعرفة الفروق بين الجنسين وأسبابها، وتزيد بهذا الصدد أسئلتهم، وقد تكثر ألعابهم التي يطلق عليهاsexual games (ألعاب جنسية) مثل لعبة الطبيب والمريض مثلا كما شرحنا سابقاً؛ حيث تتاح لهم فيها إمكانية كشف المغطى من أجسام أقرانهم لاستطلاعها وتلمسها.

- غالبا ما تختفي هذه الظواهر لدى البنات بعد سن المدرسة أو سن 6 سنوات؛ حيث تحدث حالة خمول لهذه الأمور، وتبدأ علامات الحياء تظهر على الطفلة، أما الذكور فقد يستمر الأمر لديهم لفترة أطول.

- التوتر والقلق في التعامل مع مشكلات الأطفال ينعكس على الأطفال، ويؤثر سلبا على استجابتهم لأي محاولة للعلاج.

- التعامل السيئ مع أي عرض يمكن أن يحوله لمرض، والتعامل مع الطفل على أنه مختلف أو غير طبيعي يمكن أن يؤصل المشكلة لديه، ويزيدها تعقيدا، ويصنع مشكلة من لا شيء. 

وكون الأمر طبيعيا لا يعني التعامل معه بلامبالاة وعدم اتخاذ إجراء بشأنه.. بل ينبغي التدقيق في التعامل معه، ومحاولة الحد من تطوره، وخصوصا إذا كانت هذه التصرفات تتكرر، وتحرص الطفلة أو الطفل على الاختفاء عن الأنظار أثناء ممارستها؛ مما يتطلب منك إتباع الآتي:

أولا: الحرص على توخي الحذر من أن تقع عينا الطفل على مشاهد مخلة، ولو بالخطأ في التلفاز أو الفضائيات أو مجلة ما؛ فتعرُّضه(ها) لأي من هذه المثيرات يدخل تحت ما يطلق عليه "التحرش الجنسي"، كما سبق أن شرحنا في (التحرش..ماذا يعني؟) وهو ما لا تحمد عقباه.

ثانيا: لا بد من التأكد من عدم وجود داعٍ عضوي للحكة، كالتهاب أو غيره، ويمكن ذلك بالسؤال بهدوء عما إذا كان هناك ما يؤلمه(ها) في أي جزء من جسمه(ها)؛ بحيث يكون الكلام جاذبا لبعضه بعضا، أو بعرضه(ها) على طبيبة؛ وهو ما لا أحبذه حاليا إذا ما أمكن التأكد من ذلك بسؤاله(ها) شخصيا.

ثالثا: لا بد من قطع تركيزه(ها) باستمرار -بدون زجر أو نهر- عندما تبدو عليه(ها) نيته(ها) للاختلاء بنفسه(ها) لممارسة هذا السلوك، والحرص على منعه(ها) دائما من الحصول على فرصة الخلوة وذلك بتوفير ما يسعده(ها) من أنشطة أو قراءات تمارسانها سويا، كما سبق أن أشرنا، أو إشراكه(ها) معك في المطبخ في أي عمل يسعده(ها) المشاركة فيه، ويجعله(ها) باستمرار في رفقتك وتحت ملاحظتك.

وعند نومه(ها) يمكنك أن تقترحي عليه(ها) قصة جميلة تحكينها له(ها)؛ بحيث تنتهي منها، وقد غرق الطفل في النوم؛ فلا تتاح له الفرصة للانفراد بنفسه.

وإذا كانت رعاية البيت تستغرق جزءا كبيرا من وقتك؛ فاجعلي الأولوية لرعاية طفلك أو طفلتك؛ فمشكلة ابنك أو ابنتك لها أولوية كبيرة في الوقت الحالي تجعل لهما الحق في الحصول على اهتمامك، ومحاولتك للتنسيق والتوفيق؛ بحيث لا تتاح للابن(ة) أدنى فرصة للخلوة، وإن حدث فتحت إشرافك؛ كأن ترسلينه(ها) لحجرته(ها)؛ لتلون رسما معينا، ثم يأتي لك لتقيميه وهكذا، وأعتقد أني في غنى عن أن أقول لك: إنه لا داعي لإشعاره(ها) بتعمدك عدم إتاحة الفرصة له(ها) على الخلوة، ولا تنسي أن الطفل أذكى مما تتصورين.

رابعا: لا بد من أن تشبعي فضوله(ها) بإشعارك له(ها) أنك على استعداد لتوفير كل إجابة عن أي سؤال يخطر بباله(ها)، ومارسي ذلك بالفعل؛ فأجيبي عن أسئلته(ها) دون تفاصيل مثيرة لمزيد من الفضول، وفي نفس الوقت بشكل مشبع لفضوله(ها)، واربطي باستمرار أي حديث لك عن التعامل مع هذه المناطق الحساسة من جسده(ها) بالنظافة والصحة والرائحة الطيبة، وأن المؤمن نظيف، والفتى والفتاة المسلمة الجميلة رائحتها طيبة، وتحرص على سلامة صحتها... إلخ.

خامسا: يجب تعليمه(ها) قواعد النظافة الشخصية، وضرورة الحفاظ على نظافة يديه(ها) دائما، وخصوصا مع الوجبات وتناول الطعام، ولفت نظره(ها) إلى خصوصية هذا المكان الحساس من جسده(ها)، ووجوب غسل اليدين جيدا بعد دخول الحمام أو لمسه بأي صورة من الصور. وكذلك يجب افتعال ربط إصابته(ها) بالمرض بإساءة تطبيقه(ها) لهذه القواعد، وتوعيته(ها) بأن هذا المكان قد ينقل الأمراض أو يسبب الرائحة الكريهة كما سبق أن أسلفنا.

ولا بد من إقناعه(ها) بشكل غير مباشر بأن الاحتكاك واللمس قد يسببان له(ها) أمراضا تؤدي به(ها) إلى تناول أدوية غير محببة الطعم، وملازمة الفراش وعدم التمكن من اللعب والجري، ويمكن استغلال فرصة أقرب وعكة تصيبه(ها) لربطها بالأمر، كأن يقال له(ها): "أرأيتِ.. لا بد أنكِ لم تلتزم بقواعد النظافة والصحة، ولم تسمع كلامي في الابتعاد عن هذا المكان المليء بالفيروسات والجراثيم، أو لم تغسل يديك جيدا بعد التعامل مع هذا المكان".

سادسا: ينبغي أن يكون التعامل مع الطفل أو الطفلة بعيدا عن الأوامر الكثيرة والصارمة؛ فكثرة الأوامر ستسبب لهما الملل والرغبة في التخلص من هذه الأجواء غير المرغوبة لهما بتنفيذ ما يريده في الخفاء بعيدا عن الأوامر، والخفاء يعني الظلام، والظلام هو الضلال.. فاحذري يا أختي كثرة الأوامر والنواهي وسوء توجيه الطفل.

سابعا: لا بد من حثه(ها) على ممارسة هواية معينة أو رياضة يتفوق فيها ويقضي بها وقت فراغه(ها)، ولا مانع من ممارسته(ها) في أيام الدراسة بشكل مخفف، وكذلك تعويده(ها) على ترتيب غرفته(ها) وتقييم تطوره(ها) في هذه الأعمال مثلا، ثم مكافأته(ها) عليه(ها) لشغله(ها) بها ومحاولة التقدم فيها.

ثامنا: حاولي البدء بجد في تحفيظه(ها)ا القرآن وتفسيره له(ها) وربطه(ها) بآياته، واستخدامي قصص الأنبياء والسيرة النبوية المناسبة لسنه(ها) لربطه(ها) بمعان سامية تساهم في تكوين ضميره(ها)، مثل مراقبة الله لنا ومعاونته لنا كما حدث مع سيدنا يونس، وإخراجه ليوسف من البئر المظلمة، لكنه كان يراه فيه؛ فهو سبحانه يرانا دائما حتى لو نامت عنا كل العيون... إلخ.

أختم الحديث بقول الله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} [سورة البقرة].