السعودية تخدم الحجاج باستخدام التقنية والإعلام الرقمي

السعودية

بوابة الفجر


في موسم الحج لهذا العام، قدم 2.35 مليون مسلم من حول العالم إلى مكة لأداء مناسك الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة.
نظراً للكثافة المذهلة لهذا العدد، والذي تشير بعض التقديرات إلى أنه سيتواجد ستة أشخاصٍ في المتر المربع الواحد، تضطلع المملكة العربية السعودية بمسؤولية فريدة بضمان سلاسة وتيسير مرور وحركة جموع الحجاج، ومن أجل ذلك تسخر أحدث التقنيات والسبل الهندسية لتوسيع النطاق الأمني، ووسائل التواصل، والنقل، والإقامة، والخدمات الصحية.
كما هي العادة في كل عام، فإن المملكة ترخص لعدد معين من حملات الحج في وقت مبكر قبل بداية الموسم للسماح للحجاج بتخطيط رحلتهم في الوقت المناسب، حيث يصل أغلب الحجاج إلى المملكة عن طريق مطاري جدة والمدينة المنورة، المجُهّزين بصالات مخصصة للحجاج.
وحضرت وزارة الصحة السعودية 15 مركزاً صحياً للسيطرة على الأوبئة تقع على المداخل الرئيسية، وتعمل على مدار الساعة، وهي مجهزة بالطواقم الطبية والعلاجات المناسبة، وحسب معلومات أوردتها وزارة الصحة فقد تم إجراء أكثر من 2100 عملية جراحية مجانية للحجاج في هذا العام قبل بداية الموسم.
ويشكل الحفاظ على سلامة الحجاج وتقليص حالات الافتراق، وتمييز حالات الإعياء، وتجنب الحوادث تحدياً كبيراً يتم مواجهته الآن بالحلول التكنولوجية، حيث استحدثت المملكة العربية السعودية أساور تعريف إلكترونية لجميع الحجاج  في إطار حملتها لضمان أمنهم، وستنبه هذه الأساور الحجاج بمواقيت الصلاة، وهي مقاومة للماء ومعززة بنظام تحديد المواقع العالمي، كما تم أنها تدعم عدة لغات لإرشاد ملايين الحجاج غير المتحدثين بالعربية خلال شعائر الحج، أما الميزة الأهم لهذه الأساور، فهي احتوائها على معلوماتٍ شخصية وطبية، مما يسمح لسلطات الحج بتقديم الرعاية، والتعرف على الحجاج المصابين بالأمراض.
وضمن الاستعدادات الأمنية الصارمة للمملكة، تم الاستعانة بنحو 17 ألف عنصر أمني عالي التدريب مدعمين بـ 3000 عربة متطورة بهدف ضمان أمن الحجاج وتوفير أعلى معدلات الأمان لهم، إضاف إلى نشر أكثر من 100 ألف رجل أمن يعملون على حماية الحجاج، مزودين ببرامج للتعرف على الوجوه، وأجهزة كاميرا.
ويعد التواصل مع الحجاج أولوية قصوى للمملكة العربية السعودية، حيث عملت المملكة على تسخير التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل الرقمي لتحسين إدارة الجموع وتيسير تحركاتهم خلال رحلتهم الممتدة لخمسة أيام، إذ ترسل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رسائل نصية منتظمة للحجاج يومياً، لإرشادهم نحو الاجراءات الواجب اتباعها في شعائرهم المقدسة، إضافة إلى معلومات إرشادية بلغتهم الأم، كما أن فريق الحج المنتشر على الأرض يتحدث عشرات اللغات مما يسهم في تلبية احتياجات ضيوف الرحمن.
وبالإضافة على ذلك، تتعاون وزارة الثقافة والإعلام مع موقع "يوتيوب" لبث شعائر الحج مباشرةً على موقعها، وتعمل أيضاً بشكل وثيق مع "جوجل" و"أي تونز" و"تويتر" و"فيسبوك" لإنشاء تطبيقات تتعلق بالحج، كما أطلقت وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية المنصتين الرقميتين Hajj2017.org وSaudiWelcomesTheWorld.org والتي فيها مزيد من المعلومات واللقطات التي يشاركها الحجاج بشكل مباشر ليراها الجماهير ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
يعد الحج من أقدم الشعائر الدينية التي تشد إليها الرحال، وفي هذا العصر، بفضل استخدام أحدث تقنيات القرن الحادي والعشرين، أصبح الحج أكثر يسراً وأمناً وسلامة.