ما المقصود بـ"الباقيات الصالحات"؟

إسلاميات

بوابة الفجر


قال الله تعالى: "وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)" الكهف: 46)

وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: الملة، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملّة. 

قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملّة. قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله ). 

بهذا الحديث فسّر الرسول معنى الباقيات الصالحات التي وردت في سورة الكهف بأنهن: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله، وهؤلاء هنّ من أحب الكلام الى الله تعالى ومن أفضل الكلام وأجّله وأحب الى الرسول مما طلعت عليه الشمس وبها نجاة للإنسان من النار ومنزلة رفيعة في الجنة وخير متواصل في الدنيا والآخرة. 

الباقيات الصالحات تشمل كل الأعمال الصالحة التي تبقى للإنسان بعد موته و يدّخرها لآخرته ويبقى ثوابها ويدوم جزاؤها لذلك فهي خير من الدنيا وما فيها

ومن فضل الله و كرمه أن جعل هذه الكلمات مباركة فعند ترديدها و تكرارها فإنها تعود على الإنسان بالأجر والثواب العظيم دون أن يبذل جهد كبير فما على الإنسان إلا أن يشغل لسانه بها وقت فراغه أو بعد الانتهاء من الصلاة

ومن هذه الفضائل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لأم هانئ بنت أبي طالب حينما أخبرته أنها قد كبرت وضعفت ليخبرها بعمل تعمله وهي جالسة فأخبرها أن تسبّح اللهَ مئة تسبيحة، وتحمد الله مئة تحميدة، وتكبّر اللهَ مئة تكبيرة، وتهلل مئة تهليلة. 

وقد بين الرسول الكريم أن مئة تسبيحة تعدل عتق مئة رقبة، ومئة تحميدة تعدل ثواب من تصدّق بمئة فرس للمجاهدين في سبيل الله، ومئة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض. 

هذه الأذكار تكفّر عن الإنسان ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر و المقصود بالذنوب هنا الصغائر وليس الكبائر لأنّ الكبائر لا تكفّر إلا بالتوبة

كما أنّها تعتبر صدقة عن العبد في كل تسبيحة أو تهليلة أو حمد أو تكبيرة يقولها وبهذا إشارة الى أن الصدقة لا تكون بالمال فقط بل أيضاً بالذّكر والإحسان وفعل المعروف والخيرات والنهي عن المنكرات. 

على الإنسان أن يداوم دائماً على هذه الباقيات الصالحات لما تعود عليه من خير و طاعات و بها يتقرب العبد من ربه و يغفر الله ذنوبه وينال الأجر والثواب العظيم وتعلو منزلته في الجنة بإذن الله

كما بيّن أهل العلم أن أسماء الله تعالى كلها مندرجة في هذه الكلمات الأربعة لأن سبحان الله تشمل أسماء التنزيه، و الحمد لله فيها إثبات الكمال لله، ولا إله إلا الله تشمل التوحيد، والله أكبر فيها التكبير والتعظيم لله.