كلمة البابا تواضروس فى دير الأنبا انطونيوس بملبورن

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


القى البابا تواضروس فى صباح اليوم كلمته فى دير الانبا انطونيوس ببملورن استراليا للحاضرين.

وقال البابا في كلمته: "سعيد بتواجدي وسطكم في هذا الدير شكرا لأسقفنا المحبوب نيافة الأنبا سوريال ولكل رهبان الدير وإني أعلم أن تأسيس دير هنا بإستراليا لأمر هام لمستقبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

عندما كنت في سيدني ذهبت لدير القديس شنودة مع الأنبا دانيال رئيس الدير وانبا دانييل أسقف سيدني. أعتقد وجود أديرة للرهبان والرهبات بإستراليا وكل أنحاء العالم هام جدا للمستقبل. شكرا لنيافة الأنبا سوريال ولرهبان الدير الذي أتمنى أن يزداد أعدادهم. الآن يوجد إثنين فقط أتمنى في الزيارة القادمة أن يكون هناك المزيد .

سعيد النهارده أني أشوفكم وأكون وياكم سعيد جدا بهذه الزيارة طبعا في كل زيارة لازم أرى الأديرة ونتذكر البابا شنودة في تعبه لوضع وضع حجر الأساس له ثم الأعتراف به وتواجد رهبان به وبداية الحياة الرهبنية فيه طبعا عملية إنشاء دير هو أمر ليس سهلا لكن مع مرور الأيام سيكون هناك ثمر.

كما ذكر نيافة الأنبا سوريال في كلمته أن القديس الأنبا أنطونيوس كأول راهب والرهبنة هي الهدية التي قدمتها مصر لكل العالم..هدية ثمينة جدا قدمتها مصر لكل العالم.

النهارده أريد أن أتكلم معكم كلمة بخصوص عيد النيروز.فاكرين مصر يوجد بها عيد يسمى عيد النيروز.البلح والجوافه تعرفوهم هنا كنت سأشرح لكم ما هو البلح والجوافه.

عيد النيروز سنحتفل به الأثنين القادم ونقول باللغة الفرعونية ( نوفري شاي.عيد سعيد ) آبائنا وقصص الشهداء في التاريخ المسيحي عظيمة جدا كل واحد يعرف العديد منهم لكن أريد أن أتكلم معكم اليوم عن خمسة علامات متواجدة مع الشهداء..ليست فقط في العصور القديمة بل في العصور الحديثة أيضا ولماذا خمسة.كأصابع اليد والرقم نفسه يعبر عن القوة 

1) فرحين بالمسيح:

لم يكن خارجيا بل داخليا كان في قلوبهم لذلك لا يمكن أن تجد أحد ذاهب لنوال الأستشهاد غير مبتهج، سأقص لكم حكاية " في صعيد مصر كان هناك شماس يسمى تيموثاوس متزوج منذ ثلاثة أسابيع عروسته أسمها موره. وتم القبض عليه بتهمة إيمانه المسيحي وعندما سألوه عن عمله قال أنه شماس في الكنيسة يحرس كتب الصلوات. فطلبوا منه تسليم الكتب لحرقها فرفض قائلا لا أحد يسلم أولاده وكانت الكتب مخطوطات في هذا الوقت.

وعندما علموا أنه متزوج حديثا ذهبوا ليضغطوا على عروسته موره وعندما طلبوا منها تسليم الكتب ردت كزوجها لا أحد يسلم أولاده. وهنا عندما رأوا أنه ليس فائدة قرروا أن يأخذوهم للاستشهاد، فطلبت موره أن يدعوها تلبس فستان زفافها ونالا الأستشهاد موره وعروسته وهما في شهر العسل. ولم نسمع للحظة أنهم كانوا مكتئبين أو متضايقيين.قمة الأبتهاج. أول علامة لهم أن قلوبهم فرحة بالمسيح لذا عند مقابلتهم للأستشهاد يقابلوه قائلين "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح". لذلك أيها الأحباء شئ مهم جد أن تعيش فرحا. هذا هو المسيح ما يسعدنا وجود المسيح في داخلنا. فالقديس داود يقول جعلت الرب أمامي في كل حين فلا أتزعزع.

لذا بداية كل قصص شهدائنا هي الفرح بالمسيح القائم هو سبب فرحك لذا كنيستنا مليئة بالصلوات والمدائح لكي نبقى مرتبطين بشخص المسيح الذي هو سبب الفرح الوحيد.

2) العلامة الثانية: إرتباطهم الدائم بالكنيسة: 
ليس بالمبني بل بالحياة الكنسية تعيش داخلهم. أشارككم بترنيمة "كنسيتي كنسيتي هي بيتي.هي أمي هي سر فرح حياتي" مرتبطين بالكنيسة ليس كمبني بل كحياة. القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جدا " عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يقتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء" إرتباطهم بالكنيسة هو إرتباطهم بعضويتهم في جسد المسيح الكنيسة ليست مكان لكن إرتباط بالحياة الكنسية...إرتباط بالأسرار بالأعتراف بالتناول إرتباط بالتعليم بالخدمة. أنتم تعلمون جيدا الفرق بين كلمة "organ " وكلمة "member" كلاهما عضو بالعربية لكن organ تعني عضو حي الجسد يحتاجه ومن دونه يكون ناقص. لكن member هي العضوية الرمزية كعضو في مؤسسة نادي.

نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد لهذا الشهداء صغار أم كبار اعضاء في جسد المسيح أغنياء فقراء تعليمهم عالي جدا أو محدود هم أعضاء في جسد المسيح. لذلك إرتباط الشهداء بالكنيسة يفوق الوصف حتى لو البلد التي أعيش بها ليست بها كنيسة. فمن يعيش في هذه البلاد يصلي من أجبيته والأبصلمودية يعيش بالفكر الكنسي يصوم ويقدم مطانياته.

أحكي لكم قصة أسقف شهيد عمره 86 سنة..القديس بوليكاربوس وإسمه يعني عديد الثمر. تم القبض عليه في عمر ال86 عاما وجاءوا به لساحة الأستشهاد لينكر المسيح وعندما رفض أرهبوه أنهم سيطلقوا عليه الوحوش فقال عبارة خالدة في التاريخ ( 86 سنة أخدمه ولم يصنع بي شرا فكيف لي ان أنكره الآن) فأطلقوا الوحوش عليه. في ظرف دقائق كانت قد إلتهمته الوحوش الجائعة فأسرع المؤمنين بمناديل ليأخذوا من دمه وما تبقى من جسده لتكون ذخائر غالية وسيرته تعيش الى اليوم لكن من قتلوه وإستشهد على يديهم لا أحد يعرفهم...ككتب السياسة صاروا في مزبلة التاريخ.

لذلك لا تهمل عضويتك في الكنيسة وأنت تربي أولادك فهي تبني مستقبل وشكل الأنسان.

3) العلامة الثالثة: التعزية الدائمة بكلمات الأنجيل: 

في ناموسه يلهج نهارا وليلا. في بعض الأحيان يخطئ الأنسان ويكون عنده قراءة بعض الأمور أهم من الأنجيل..برغم كلمات الله التي تقول فقط عيشوا كما يحق لأنجيل المسيح. كانوا يرددوا الآيات ويحفظوها ويعملوا بها في مواجهة مواقف الحياة.

الحياة مع المسيح فعل وعمل ( لي أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا، الذين في المسيح يسوع يضطهدون، إني أحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ) هذه كلها وعود الكتاب. الوعود الكتابية حاضرة في ذهنهم ربي أولادك على مسامعهم آيات الأنجيل أحرسوا اولادكم بكلمة الأنجيل فهي برج حصين.

وكلما تقرأ الأنجيل سيزداد فرحك لأنه البشارة المفرحة 

4) خدمة الناس:
أول حكاية: ولد يعمل بالنقاشة في أحدى البلدان المجاورة لمصر خريج جامعي. وكان يعمل في شغل يستغرق 20 يوما فجاء صاحب العمل في اليوم 18 أفتعل شجار معه لكي لا يعطيه أجرته وطرده لكن بعد ساعتين رجع له هذا الشاب المسيحي وقال له أنت طردتني ولن تعطيني الأجرة لكن قد اتفقت معك أني سأنهي عملي فاتركني هذين اليومين لأتمم إتفاقي معك لقد تعودت ما أقوله بلساني هو ما أفعله. فأندهش صاحب البيت وظن أنه يدبر له مكيدة لكن بعد أنتهاء اليومين وإستكمال العمل المتفق عليه إستعجب من امانته وإخلاصه...لقد تعلمت منك درسا أريدك ان تاني وتتولى كل أعمالي، شهادة للمسيح.

القصة الثانية: وقف المضطهد وأمامه من كان في طريقه الى الأستشهاد فليمون وأثناء تعذيبه له بالسياط جاء طرفه في عينه مما أدى الى قلع عينه فقال له فيلمون عند موتي خذ من تراب جسدي وضعه على عينك ستشفى وقد كان. وآمن بالمسيح ذلك الضابط الوثني.

الشهداء كانوا يخدمون حتى من كان يضطهدهم ولم يتخلى عندهم أو يسبب لهم ضرر. فمثلا عند إستشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء كان الشعب هائج امام الكنيسة فقال لمضطهديه إن قطعتم رأسي أمامهم سيهيج عليكم الشعب، أريد أن أحفظ سلامة شعبي فخرج من باب خلفي ليحفظ سلامتهم. 

أنظروا الي أهالي شهدائنا اليوم كيف يسامحون

5) يعيش في سلام ومحبة:

لا يسببوا تعب لأحد كالقديسة دميانةوالعذارى. لهذا طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. حتى في إستشهادهم صنعوا سلام. كشهداء ليبيا من كرزوا حول العالم بسلامهم.

أخيرا أيها الأخوة إفرحوا بالمسيح إكملوابالكنيسة تعزوا بالأنجيل أهتموا إهتماما واحدا بالخدمة عيشوا بالسلام. وإله المحبة والسلام سيكون معكم. هذه آخر آيه في رسالة القديس بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس.

هذه الخماسية هي خماسية حياة الشهداء الذي نحتفل بهم يوم الأثنين القادم 1 توت. في مصر خلال المجمع المقدس أصبح هناك عيد للشهداء المعاصرين هو 15 فبراير من كل سنة يتوافق مع عيد دخول المسيح الهيكل لأنهم دخلوا الهيكل السماوي.