من تعديل قانون الإرهاب لـ"تحريف مكالمة بن سلمان".. 4 مراوغات للدوحة في الأزمة القطرية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

 

اتبعت قطر خلال الفترة الأخيرة على أسلوب المراوغات في ازمتها مع الدول العربية والخليجية التي بدأت في الخامس من يونيو الماضي بقطع العلاقات الدبلوماسية على خلفية دعم قطر للإرهاب وتمويل التنظيمات الإرهابية لإضرار باستقرار العرب.

 

تحريف مكالمة "بن سلمان"

وآخر تلك المراوغات، عندما حرفت قطر مكالمة تميم بن حمد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فأجرى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء أمس الجمعة، مبدياً رغبته بالجلوس على طاولة الحوار، ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع.

 

إلا أن وكالة الأنباء القطرية وبعد وقت قصير من الاتصال، حرفت مضمونه وسياقه، ما دفع الخارجية السعودية إلى الإعلان عن تعطيل أي حوار مع قطر حتى يصدر منها تصريح واضح عن موقفها بشكل علني.

 

كما ذكرت الوكالة القطرية أن الاتصال جرى بناء على طلب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وبحسب البيت الأبيض، شدد خلال محادثة هاتفية مع أمير قطر على ضرورة "الوحدة"، وذلك بعد ساعات على استقباله في البيت الأبيض أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي يقوم بوساطة لحل الأزمة الخليجية.

 

المطالب تتدخل في الشئون القطرية

وفي بداية الأزمة، سلمت الكويت، التي تقوم بمهمة الوساطة بين دول الخليج الثلاث، المملكة والبحرين والإمارات، بالإضافة إلى مصر، مؤخراً، قائمة بمطالب الدول الأربع إلى قطر لتنفيذها كشرط لعودة العلاقات الدبلوماسية، إلا أن قطر رواغت ورفضت المطالب بحجة أنها بمثابة التدخل في الشئون الداخلية، وبدأت المناورة في محاولة للالتفاف على لائحة المطالب لانهاء المقاطعة، بإطلاق أذرع إعلامية قطرية ترويجات أن المطالب غير منطقية.

 

تعديل قانون مكافحة الإرهاب

ثم رواغت قطر مرة آخرى، أعلنت قطر في 22 يوليو تعديل قانونها لمكافحة الإرهاب الذى يعد من القضايا الخلافية فى الأزمة.

 

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أصدر مرسوما رسميا بقانون لتعريف الإرهابيين واستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية، وأضافت أن المرسوم تضمن تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب.

 

كما يقضى المرسوم باستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية، وتحديد إجراءات إدراج الأفراد والكيانات على أى منهم وبيان الآثار المترتبة على ذلك"، ولا يوضح المرسوم الذى يشكل تعديلا لقانون مكافحة الإرهاب الذى يعود إلى 2004 أى تفاصيل حول معايير تعريف الإرهاب ولا الإجراءات التى تؤدى إلى إضافة مشتبه به أو منظمة إلى اللائحة السوداء.

 

الموافقة على المطالب ثم الرفض

ومن بين المراوغات أيضًا، عندما أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استعداد قطر لتنفيذ المطالب العربية التي عرضت عليهم في يونيو الماضي.

 

إلا أن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نفى صحة التصريحات الصادرة من أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، حول قبول الدوحة مطالب الدول الداعية لمحاربة الإرهاب، والمقاطعة للدوحة، وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

 

وقال الوزير، إن مطالب الرباعى العربى الـ13، تمس السيادة القطرية؛ لذلك لا يمكن القبول بها، مضيفًا: "المطلوب أن يكون هناك مسعى لإيجاد آلية للحوار"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب أكد في اتصالى هاتفي مع أمير قطر أهمية إنهاء الخلاف والجلوس للحوار، ولفت إلى أن الاتصال كان إيجابيا.

 

لماذا تراوغ قطر العرب؟

ونشر موقع "أجورا فوكس" الفرنسي تقريرا أكد أن قطر لديها مشروعا شيطانيا تراوغ من خلاله الدول العربية من أجل الاستمرار في دعمها للإرهاب، وأشار إلى أنه مع سعي الدول العربية المكافحة للإرهاب لوضع تسوية مع قطر وطرح وساطة تجعل هذه الأخيرة تقبل بالمطالب العادلة التي تضعها الدول الأربعة، تقوم قطر بالمراوغة بهدف الاستمرار في دعمها للإرهاب.

 

وتابع التقرير: "يبدو أن تسوية الأزمة غير مرجحة، لأن نقطة الخلاف بين الطرفين ليست عملية صراع مصالح أو اختلاف على مشكلة بعينها، ولكنها مشكلة مصيرية للدول الأربعة التي تعارض الرعاية المتهورة التي توفرها قطر للإرهاب".