ناصر عبدالمنعم: لا مكان للسياسة في مهرجان المعاصر والتجريبي

الفجر الفني

ناصر عبدالمنعم
ناصر عبدالمنعم


قال المخرج ناصر عبدالمنعم منسق عام مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الرابعة والعشرين التي تنطلق في 19 سبتمبر الجاري وتستمر حتى 29 من نفس الشهر، إن مجمل العروض التي تقدمت للمهرجان يبلغ عددها حوالي ٢٠٠ عرض مسرحي، وقد تم تشكيل لجنة للعروض المصرية والعروض العربية والأجنبية، لاختيار العروض المناسبة.


وعقدت ادارة المهرجان مؤتمرا صحفيا مساء أمس بمسرح الهناجر بحضور الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، والمخرج ناصر عبدالمنعم، منسق عام المهرجان، والدكتورة دينا أمين، مدير المهرجان، لعرض تفاصيله.


وأوضح عبدالمنعم أن اللجان وضعت ثلاثة معايير للمشاركة، هي: الجودة والمقصود بها تكامل العناصر داخل العرض المسرحي، ومعيار جودة العرض، تعني أنه عرض جيد الصنع، ينتمي لحالة من الاتقان في الصناعة والتقديم، أما الشق الثاني، فيتمثل في التجديد، والمعيار الثالث والأخير هو التنوع، حيث يستضيف المهرجان عروضا ترسخ لفكرة التنوع.


وأكد منسق المهرجان، أن عروض المهرجان تنأى وتبتعد عن التمثيل السياسي، بمعنى أن الدول المشاركة تشارك على أساس معايير فنية بحتة.


وأشار عبد المنعم إلى أن المهرجان يستضيف ٩ ورش فنية، ولقاءات فكرية متنوعة، وأن الورش الفنية التنويرية تخلق نوعا من التواصل والحوار، وتفتح أبوابا لكسب خبرات جديدة.


وقال: "المهرجان يسعى إلى أن يكون نافذة للتواصل مع تيارات مسرحية جديدة بالإضافة للكثافة في الاستفادة من الطاقات الموجودة على مستوى الحوار والنقاش حول القضايا المسرحية المهمة".


وأضاف: "مهرجان التجريبي والمعاصر، غير تنافسي، وهدفه التواصل والحوار وليس التنافس".


ومن جانبه، أعلن الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، خلال المؤتمر الصحفي، تدشين الدورة ال24للمهرجان، المنعقد في الفترك من ١٩ حتى ٢٩ سبتمبر، مشيرا إلى أن المهرجان اكتسب سمعة دولية، ومحط اهتمام الكثيرين من المسرحيين على مستوى العالم والمحيط العربي.


وقال الدكتور سامح مهران إن دورة هذا العام تشهد مشاركة سبعة عروض مصرية، وسبعة عروض عربية و13 عرضا أجنبيا، فضلا عن التكريمات والفعاليات الثقافية المصاحبة.


وأوضح المخرج ناصر عبدالمنعم: "بالنسبة للعروض المصرية فهي متنوعة من حيث جهات الإنتاج، والأشكال الفنية والفكرية، فهناك عرضان فائزان بجوائز المهرجان القومي للمسرح هما "يوم إن قتلو الغناء" إخراج تامر كرم وإنتاج فرقة مسرح الطليعة، و"الجسر" إخراج وليد طلعت وإنتاج الجامعة الألمانية بالقاهرة، بينما اختارت لجنة المشاهدة عروض "قواعد العشق الأربعون" إخراج محمد فؤاد لفرقة كلية الحقوق بجامعة عين شمس، و"التجربة " إخراج أحمد عزت لفرقة مكتبة الإسكندرية، و"شامان" إخراج سعيد سليمان لفرقة الغد، وهناك أيضا من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية "نساء بلا غد" إخراج نور غانم، ومن إنتاج فرقة صلاح حامد بالفيوم مسرحية "السفير" إخراج أحمد السلاموني.


وأضاف أن العروض العربية هي: "ظلال أنثى" لفرقة المسرح الحر من الأردن وإخراج إياد الشطناوي، ومن العراق عرضا "انفرادي" إخراج بديع نادر خلف لفرقة عشتار، و"عربانة" للفرقة الوطنية للتمثيل إخراج عماد محمد، بينما تشارك فرقة "دها وسا" المغربية بعرض "بلا سمية " للمخرج أحمد حمود.


ومن المغرب أيضا تشارك المخرجة أسماء هوري وفرقة أنفاس بعرض"خريف"، بينما اختارت المخرجة سيرين أشقر اسم "ليلة خريف" للعرض الذي تشارك به فرقتها إم اس آرت ممثلة لتونس، ومن تونس يأتي المخرج فتحي العكاري بأحدث أعماله "نساء في الحب والمقاومة".


وبالنسبة للعروض الأجنبية، قال عبد المنعم: لدينا من جورجيا عرض "الشقيقات الثلاث" ومن كينيا تقدم فرقة "أفريقي جدا" العرض المسرحي "الحيوات السرية لزوجات بابا سيجي"، ومن بلجيكا معالجة جديدة لـ"عطيل" ومن الولايات المتحدة عروض "بريفاتوبي" و"وفاة بائع متجول"، و"انطلقوا" ومن السويد عرض "في قلب الحدث" بينما تشارك أرمينيا بعرضا "ميديا" و"رحلة فوق المدينة" والصين بـ"تسعة ونصف حب"، أما المكسيك فتشارك بـ"ماسكارا ضد كابيليرا" ومن روسيا "زمن التعجب"، بينما تشارك شيلي بعرض "قفص رقم واحد.. طائر رقم اتنين".


وقال الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان إن قائمة المكرمين هذا العام تضم الألمانية إريكا فيشر أستاذ الدراسات المسرحية بجامعة برلين الحرة، والناقد المسرحي الكبير المغربي د.حسن المنيعي، ومارفن كارلسون أستاذ المسرح والأدب المقارن والدراسات الشرق أوسطية بجامعة نيويورك، والمخرج الصيني الشهير مينج جين خوي، فضلا عن اسم الراحل الكبير الكاتب محفوظ عبدالرحمن.


وأضاف "تتضمن دورة هذا العام برنامجا ثقافيا وفكريا شديد التميز فهناك ندوة دولية تكريما للمنظرة المسرحية المكرمة إريكا فيشر بمشاركة باحثين وأكاديميين من مصر وألمانيا والمغرب وبولندا".


وتابع "مهران"، متحدثا حول عرض المسرحيات تليفزيونيا، إن التليفزيون بكافة محطاته لا يذيع مسرحيات بالغة النجاح، وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكن بالرغم من كل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر، إلا أن الإنتاج المسرحي تجاوز كافة العقبات، بالإنتاج الكمي الكبير، أما من ناحية الكيف، فهي قضية قابلة للنقاش لأن العروض تتفاوت صعودا وهبوطا، لكن في كل الأحوال مصر تستطيع أن تتباهى بعروضها المسرحية أمام العالم".


وعلق "مهران"، على السؤال الشائع الذي يتعرض له إدارة المهرجان في كل دورة، المتعلق بمجاورة المعاصر والتجريبي، وقال "لا تعارض بين المسرح التجريبي والمعاصر، فكلاهما يضيفان لبعضهما البعض، والمسرح المعاصر شأنه شأن المسرح التجريبي، يهتم بالجسد، للتعبير عن المشاعر الإنسانية".


وأوضح رئيس المهرجان أن تيمة المهرجان الحقيقية هي التنوع، والانفتاح على الثقافات المختلفة، لإنتاج ما يعرف بفكرة تناسج الثقافات، مضيفا أن المشاهدة قائمة على تدريب الملتقي لاستيعاب الثقافات المتعددة.


وأكد أن المهرجان لا يقدم عروضا مهترأة لا تعتمد إلا النكات، بحد قوله.


وفي كلمتها، استعرضت الدكتورة دينا أمين، أسماء المكرمين في المهرجان، من الرموز المسرحية العربية والأجنبية.


وقالت دكتورة دينا أمين: "سيتضمن البرنامج الثقافي أيضا محاور فكرية عن "المسرح بين التراث والمدينة" تنسيق وإطار نظري دكتورة أسماء يحي الطاهر على مدى يومين بمشاركة أكاديميين من مصر ودول عربية وأجنبية، وتتضمن تساؤلات عن التراث والمسرح والمواطنة والأداء وجسد الممثل".