وزير خارجية المغرب: تأخر حل القضية الفلسطينية يسبب آلاما كثيرة لأشقائنا

عربي ودولي

ناصر بوريطة
ناصر بوريطة


قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولى المغربى ناصر بوريطة، فى كلمته اليوم الثلاثاء، فى الدورة ١٤٨ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى، إن إلقاء نظرة على جدول أعمالنا يُحيلُـنا على التحديات الكبيرة الماثلة أمامنا لتحقيق الأمن لبلداننا ولتسوية الأزمات التي حلَّت في بعض أقطارنا.

وأضاف: ربما قد نكون أصَبْنَا في التوصيف الذي اعتمدناه لصياغة التقارير المعروضة علينا ومشاريع القرارات التي سنَتبناها بعد قليل، وربما نكون قد تجاوزنا بعض الصعوبات في التوصل إلى توافقات حول عدد من الرؤى والمقتضيات والصياغات، لكن، الواقع العربي قد يكون أكثر تعقيدا حتى مما هو وارد في جدول الأعمال ولا تعكسه مشاريع النصوص، إذ تظل مخاطر أخرى قائمة، منها ماهو ظاهر ومنها ما هو مبطن.

وتابع الوزير، إذا كان من المُجدي الاهتمام في الإصلاح بالجوانب التدبيرية، بما فيها ترشيد النفقات، فإن ذلك لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته، بل ينبغي التركيز على المنظور المشترك الذي نَبْتَغيه، وعلى الآليات التي ستسمح لنا بتعزيز تعاوننا كدول وإدارات وقطاع خاص ومجتمع مدني، حتى تَعْكِسَ منظمتُنَا قُوَّةَ إرادتِــنا ومدى الفعالية التي سَنُصْبِغُها على الأداة التي اخترناها لكي تضطلع بقسط من التنسيق فيما بيننا.

وأعلن، إن التأخر في حل القضية الفلسطينية والأزمات التي تعرفها سوريا واليمن وليبيا والعراق يسبب آلاما كثيرة لأشقائنا في هذه البلدان ويؤثر سلبا على مستقبلهم، بل إن هذه الأزمات وكل خلاف آخر يَطْرَحُ تحديات إضافية أمام النهوض بمجموعتنا، وأضاف، إذا كنا نفتقد، اليوم، القدرة على تسوية المشاكل داخل البيت العربي، فذلك ليس قدرا محتوما، بل بإمكاننا أن نسترجع التحكم في مصيرِنا عبر نَبْذِ الفرقة والانقسام وإعلاء قيم التضامن وتفعيل التعاون والعمل المشترك.

وأكد، إننا كجزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي، سنبقى متفاعلين معه و منفتحين على جميع مكوناته لأن مِنَ التحديات ما هُوَ عابرٌ للقارات كظاهرة التطرف والإرهاب التي تهدد بلادنا ودول أخرى في العالم، تستوجب تضافر مجهودات المنتظم الدولي برمته للقضاء عليها وفق مقاربة مندمجة، بعناصرها الأمنية والفكرية والتنموية.

وأشار الوزير، الى أن ما حققه العراق في هذا الصدد جدير بالإشادة لأنه ماضٍ، بثبات في القضاء على الإرهاب وفي درب استرجاع مقدرات الدولة العراقية ووحدتها وأمن مواطنيها واندماجها ضمن محيطها الإقليمي والدولي، و نجدد تأييدنا لوحدة هذا البلد العربي الشقيق ضد كل محاولات التمزيق والانقسام.

وأضاف، لا أحد ينكر أن القضية الفلسطينية، التي طال أمدها وتفاقمت معها معاناة الشعب الفلسطيني، حالة ظلم شديد، تُشكل مصدرَ العديد من الإحباطات والغُبْن وردود الفعل المختلفة والمتباينة، وهو ما يستوجب تدخلا قويا ومنسقا من طرف المنتظم الدولي لوقف هذا الانتهاك للحق والمواثيق الدولية، ولكي تنهي إسرائيل احتلالها لأرض فلسطين وتسمح بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود سنة 1967، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان.

وقال، علينا نحن كعرب ومسلمين أن نواصل مساعينا الحثيثة لتمكين أشقائنا الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة ومن بينها حقٌ فلسطينيٌ عربيٌ إسلاميٌ أصيل، يتمثل في الاحتفاظ بالقدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين رمزا للتعايش بين الديانات و موروثا حضاريا إنسانيا، يعمل محبي السلام ومن بينهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على صونه وحمايته.

وأكد، أن الخطوات التي تم تحقيقها خلال الثلاث سنوات الماضية، في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، مِثْل ترفيع مكانة فلسطين كدولة ملاحظة غير عضو في الأمم المتحدة، وتزايد الاعترافات بدولة فلسطين، وقرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان الإسرائيلي، أن التشاور المستمر يعطي أكله والتنسيق الفعال يساعد على تحقيق النتائج.

وأعلن، أن هذا الإنجاز الأخير من شأنه أن يشجعنا على بلوغ نتائج أخرى مع الدول الإفريقية، لاستعادة مواقفها التضامنية لصالح القضية الفلسطينية المنبثقة من النضال التاريخي المشترك لمواجهة الاستعمار والكفاح من أجل الاستقرار والتنمية، وكذلك من أجل أن نُثْبِتَ لهذه الدول مَنْ لَهُ الإرادة الصادقة في بناء المصير المشترك.