يوسف الشريف.. أستاذ "اللعب والفن والهندسة"

الفجر الفني

يوسف الشريف
يوسف الشريف


"مهندس، لاعب كرة قدم، وممثل"، ثلاثة أوجه اجتمعت وراء وجه واحد للفنان يوسف الشريف، فدراسته للهندسة جعلته يجيد التخطيط لحياته العملية والشخصية بحرفة هندسية نادرة، وعشقه للرياضة وكرة القدم صنع بداخله حب المنافسة الشريفة والتقدم بلا رجوع، أما موهبته الفنية التي لا يختلف عليها اثنان، جعلته في مصاف نجوم جيله في زمن وجيز، حتى وصل إلى البطولة من أقصر الطرق، وتتلمذ على يد المخرج العالمي يوسف شاهين، من خلال أخر أفلامه "هي فوضى" عام ٢٠٠٧، وجسد من خلاله شخصية شاب يواجه ضابط شرطة فاسد، وشاركه البطولة خالد صالح ومنة شلبي.

 

يحل الْيَوْمَ الخميس، الموافق ١٤ من سبتمبر الجاري، ذكرى ميلاد الفنان يوسف الشريف، والذي يعد واحداً من نجوم السينما والدراما في الوقت الحالي، حيث حقق مسلسله الأخير "كفر دلهاب" نجاحاً منقطع النظير، وكان الاختيار الأول للجمهور في شهر رمضان الماضي، خاصة لمناقشته قضية جريئة وغير معتادة على الشاشات العربية، وهي فكرة وجود الشيطان في حياة بني أدم، وكيفية تأثيره على قراراتهم وأفعالهم، ليصبح المسلسل تجربة ناجحة جديدة للثلاثي المتميز، وهم "الشريف"، والمؤلف عمرو سمير عاطف، والمخرج أحمد نادر جلال.

 

نجاحات متتالية حققها الشريف، بتقديم سلسلة مسلسلات درامية، عُرضت في شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأها بمسلسل "زي الورد" عام ٢٠١٢، مع درة وصلاح عبدالله، وحقق مسلسله "رقم مجهول" نجاح كبير عام ٢٠١٢، واستكمل النجاح في مسلسله "اسم مؤقت" عام ٢٠١٣، وأجاد تقديم الغموض والإثارة من خلال مسلسلات: "الصياد" عام ٢٠١٤، "لعبة إبليس" عام ٢٠١٥، والذي قامت بتأليفه زوجته الستايلست إنجي علاء، و"القيصر" الذي عرض في رمضان عام ٢٠١٦، وأخيراً "كفر دلهاب" الذي نافس على نسب المشاهدات في شهر رمضان، والمسلسل هو فكرة "الشريف".

 

"نهايات غير متوقعة"، هو اللقب الذي حصلت عليه مسلسلات "الشريف" خلال السنوات الأخيرة، بسبب تميزها بأحداث مختلفة وشيقة ونهايات غير متوقعة، وأخرها كان مسلسل "كفر دلهاب"، الذي أثار مشهد النهاية خلاله، نوعاً من الجدل الشديد بين الجمهور، خاصة بعد الكشف عن حقيقة "الطبيب سعد"، الذي اعتقد الكثيرون أنه شخص طيب ويريد تحقيق العدالة في كفر يدعى "دلهاب" أصابته لعنة خفية وغير مفهومة، ليفاجأ الجميع بتحول ملامح الطبيب إلى شيطان دموي، في أخر مشاهد المسلسل، ليكشف عن سيطرته على قرارات وأفعال أهل الكفر، والتي أدت إلى هلاكهم واحد تلو الأخر.

 

لم تكن المرة الأولى التي قدم خلالها "الشريف" نهاية غير متوقعة لمسلسلاته، ولكنها حدثت في عام ٢٠١٦، من خلال مسلسل "القيصر"، الذي فوجئ جمهور "الشريف" بنهايته، التي كشفت عن أن المسلسل هو الجزء الثاني لمسلسل "اسم مؤقت"، الذي تضمنت قصته نوعًا من الإثارة والتشويق أثناء عرضه، كما نالت مسلسلاته الكثير من التعليقات التي أفادت ربطها بأحداث سياسية بعينها في مصر، خاصة في مسلسل "كفر دلهاب" الذي رأى الكثيرون أنه تجسيد لأحداث ثورة ٢٥ يناير، وقتل المتظاهرين، ثم تولي جماعة الإخوان الحكم، وهو ما نفاه "الشريف" في تصريحات إعلامية، مؤكداً أن العمل ليس به أية إسقاطات سياسية، وأحداثه يمكن أن تفهم من جوانب متعددة.

 

كما كشف "الشريف" عن أن دور "الطبيب سعد" في "كفر دلهاب" هو الأصعب خلال مسيرته الفنية، واصفاً إياه بأنه كالسير على حبل رفيع، حتى لا ينكشف أمره قبل النهاية المكتوبة للمسلسل، وأضاف "الشريف" خلال حديثه مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه "كل يوم" عبر شاشة قنوات on e الفضائية، أنه أصيب بحالة من الخوف أثناء تصوير مشهد الإعدام، مؤكداً على خلو المشهد من أية صعوبات بدنية أو مخاطر، ولكن انتابته حالة من الذعر بمجرد وضع الغطاء الأسود على وجهه، مما دفعه إلى التوقف عن التصوير، ليطلب من المخرج أحمد جلال، استراحة قصيرة، ليتمالك نفسه قبل التصوير مرة أخرى، بحسب قوله.

 

يستعد الشريف، للعودة إلى شاشات السينما مرة أخرى بعد غياب طويل، منذ أخر أفلامه "العالمي" عام ٢٠٠٩، والذي حقق نجاحا كبيراً بتجسيد دور لاعب كرة قدم يدعى "مالك"، وذلك بتقديم فيلم جديد خلال عام ٢٠١٨، يكون بديلاً لأعماله الدرامية التي اعتاد تقديمها في السنوات الأخيرة، والفيلم من تأليف عمرو سمير عاطف، وكان الشريف، أعلن عن رفضه عرض بالمشاركة في فيلم عالمي بهوليوود، عام ٢٠١٥، وذلك بسبب عدم مناسبة الدور للكثير من العادات والتقليد الشرقية، حسبما ذكر برنامج "عرب وود" المذاع عبر فضائية "روتانا سينما".