الطلاب فى المدارس.. وأولياء الأمور فى جهنم

العدد الأسبوعي

طلاب المدارس - أرشيفية
طلاب المدارس - أرشيفية


تمر العائلة المصرية بفترة عصيبة حاليًا، فى ظل استعدادها لاستقبال الموسم الدراسى الجديد، والذى جاء فى أعقاب موسم عيد الأضحى الذى انتهى منذ أيام، ما أثر سلبًا على حركة البيع والشراء فى أغلب أسواق المحافظات.

لم تقف معاناة أولياء الأمور عند هذا الحد فقط، بل تخطتها إلى سوء حالة بعض مدارس المحافظات، ما يهدد بصورة كبيرة أرواح التلاميذ، ورغم تقديم الأهالى لأكثر من شكوى ونجاحهم فى استصدار قرارات بإزالة تلك المدارس، إلا أن أحدًا لم يتحرك حتى الآن.. وخاضت «الفجر» جولة ميدانية فى أكبر المحافظات لرصد أبرز تخوفات أولياء الأمور والطلاب على حد سواء.

ففى محافظة الإسكندرية، عانت أغلب الأسواق من الركود، خصوصًا سوق المنشية، التى اكتسبت شهرة كبيرة لاعتبارها جامعة لمئات العارضين للمستلزمات والأدوات والملابس الدراسية، ولكن الوضع هذا العام اختلف كثيرًا؛ نتيجة حالة الركود الكبيرة التى تسبب فيها ارتفاع الأسعار المبالغ فيه مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تضاعفت أسعار جميع المواد الخام، التى هى عبارة عن ورق كبير يتم تحويله إلى ورق كشاكيل صغير، والزيادة قدرت هذا العام بنسبة 100% بالمحافظة -بحسب تقديرات أولياء الأمور والتجار-.

الوضع فى محافظة السويس لم يختلف كثيرًا عما هو عليه بالإسكندرية، حيث أصيب سوق حى الأربعين للمستلزمات الدراسية بالشلل التام، وقدرت الزيادة على المعروضات بنسبة 80% مقارنة بما كانت عليه فى العام الماضى، أما الدقهلية.. فشهد شارع العباسى الشهير بمدينة المنصورة حركة لا بأس بها، حيث لم تتخط الزيادة على الأدوات المدرسية والمكتبية نسبة الـ40%، أما شارع «المكاتب» بالشرقية فقد خلى من المواطنين، ووصف أحد البائعين الوضع لـ«الفجر» بقوله: «من صباحية ربنا مستفتحناش غير بـ3 زباين.. يرضى مين ده؟».

أكبر زيادة سجلتها أسواق مستلزمات المدارس كانت من نصيب محافظة كفر الشيخ، حيث بلغت 120% مقارنة بأسعار نفس السلع فى العام الماضى، وقال والد ثلاثة طلاب بالمراحل التعليمة المختلفة: «الأسعار نار.. ليه أشترى شنطة ولبس وأدوات لأولادى الـ3 السنة اللى فاتت بـ700 جنيه، وأشترى نفس الحاجات السنة دى بـ1750 جنيهاً، حرام والله، الواحد مبقاش عارف يلاقيها من غلا البنزين ولا الكهرباء ولا الأكل ولا إيه ولا إيه ولا إيه؟.. الناس بقت ماشية بتكلم نفسها، لكن هنقول لمين، الحكومة أصلا مبتحسش بينا».

أما فيما يخص استعدادات مدارس المحافظات لاستقبال طلاب العام الدراسى الجديد، فالأمر محبط للغاية، حيث اكتشفنا أثناء مرورنا على بعض المدارس أنها آيلة للسقوط وصدر لها قرارات إزالة كاملة ورغم ذلك تم إدراجها ضمن مدارس محافظة الإسماعيلية للعام الدراسى الجديد، حيث تعانى 18 مدرسة حكومية من تصدعات فى هيكلها الخرسانى وتشققات فى جدرانها وتهالك لمنظومات الصرف الصحى بها، ونجح الأهالى بعدما حركهم خوفهم على أبنائهم فى استصدار قرارات إزالة لتلك المدارس ولكن لم يتم تنفيذ أيًا منها حتى الآن.

المدارس التى تمثل خطرًا حقيقيًا على طلابها لم تقتصر على الإسماعيلية فقط، حيث عانت محافظة الشرقية أيضًا من نفس الكارثة، بعدما تحول عدد كبير من مدارسها إلى مقالب قمامة ومأوى آمن للحيوانات الضالة والخارجين على القانون، كل ذلك ولم يتبق على بدء العام الدراسى الجديد سوى أسبوعين، الغريب فى القصة برمتها أن كل طرف يبحث عن مصلحته، وهذا ما دفع المدرسين فى محافظة السويس إلى الاتصال بطلابهم وأولياء أمورهم بعد انتهاء عيد الأضحى مباشرة لحثهم على ضرورة الإسراع بدفع اشتراكات مراكز الدروس الخصوصية «الرزق يحب الخفية».