خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: سأنفذ وصية الملك عبد الله وقد أوصانى بالمشاريع فى مكة

العدد الأسبوعي

الملك سلمان - خادم
الملك سلمان - خادم الحرمين الشريفين


توسعة المسجد الحرام وفق أحدث التصاميم العالمية


حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن تكون أول زيارة له منذ تولى الحكم، للمسجد الحرام بمكة المكرمة، وتحديداً فجر يوم الأحد 31 مايو2015م، حيث قام  بغسل جدار الكعبة من الداخل، والاطلاع على مشروع توسعة الحرم المكى. 

وطاف الملك سلمان خلال الزيارة حول الكعبة المشرفة واستمع إلى شرح مفصل عن المرحلة الثالثة لمشروع توسعة الحرم المكى، وفى تلك الزيارة قال :"سأنفذ وصية الملك عبد الله، وقد أوصانى بالمشاريع فى مكة".

وصدق خادم الحرمين الشريفين وعده، فقد أتم بعون الله التوسعة الثالثة للمسجد الحرام، بطاقة استيعابية تقدر بمليونى مصلٍ، كما يؤكد دوماً أن خدمة ضيوف الرحمن مصدر فخر واعتزاز للمملكة العربية السعودية، وشرف ومجد لها، فحكومة المملكة لا تدخر جهداً لعمارة بيت الله الحرام والمسجد النبوى الشريف، وتحرص دائماً على تطويرهما وتوسيعهما وتهيئتهما لراحة وأمن وأمان زوار الرحمن، راجيةً رضا الله العلى القدير والتوفيق فى خدمة الحجاج والمعتمرين.

وبمشيئة الله ستتم الاستفادة التامة من كامل المرحلة الثالثة من المشروع المبارك لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، وأيضاً الاستفادة من التوسعة العملاقة التاريخية المباركة "التوسعة الشمالية" فى الحرم المكى الشريف والاستفادة من كافة المصاطب، مما سيكون له الدور الكبير والأثر العظيم فى أداء الحجاج مناسكهم وشعائرهم وعبادتهم بكل يسر وراحة واطمئنان.

وتعمل الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين على الارتقاء بمنظومة الخدمات فى الحرمين الشريفين، وإبراز المشاريع المباركة والتوسعات الموفقة فى الحرمين الشريفين، والمجهزة لتوفير بيئة آمنة مفعمة بالروحانية، لإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية.

وقد قامت الرئاسة العامة بتأهيل كافة العاملين فى الحرمين الشريفين، ويصل عددهم إلى أكثر من (10.000) عشرة آلاف موظف وموظفة من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل، بالإضافة إلى عمال وعاملات النظافة؛ ليكون المسجدان الشريفان هما الرمز العالمى الأول، والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع، مستثمرين كافة الإمكانات المادية والبشرية.

وتقدر مساحة توسعة خادم الحرمين الشريفين للساحات الشمالية بنحو مليون وأربعمائة وسبعين ألف متر مربع، وهى تعد أكبر التوسعات التاريخية التى بات بمقدورها قريبا احتضان مليون وثمانمائة وخمسين ألف مصل، حيث تم اعتماد إزالة 5882 عقاراً لصالح هذا المشروع.

وقد روعى فى المشروع التميز من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعمارى. وقد لعب التطور التكنولوجى دوراً كبيراً فى إنجاز مشروع تطوير الحرم، ليس فقط فى تقنيات المعمار الحديثة لكن فى التركيز على توفير سبل الإتاحة للجميع ككبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.

يأتى مشروع التوسعة الجديدة ليؤكد أن منطقة الحرم المكى الشريف حظيت فى عهد خادم الحرمين الشريفين بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة، فسجلت المشاريع العملاقة أكبر توسعة فى تاريخ المسجد الحرام، وتم توظيف العِلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشاريع العملاقة.

وفى التاسع عشر من رمضان عام 1432هـ، قام المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود برعاية حفل وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً بطاقة استيعابية تصل إلى مليون ومائتى ألف مصل وتقدر القيمة المالية للعقارات المنزوعة لصالح المشروع بأكثر من أربعين مليار ريال. 

وتساهم هذه التوسعة فى زيادة الطاقة الاستيعابية للساحات المحيطة بالحرم وتذويب التكدس العمرانى الموجود حول منطقة المسجد الحرام المتمركز فى الجهات الشمالية والغربية وفى الجهة الشمالية الشرقية. إن الالتزام بالجدول الزمنى مع ضبط إيقاع اِلعمل فى عمارة التوسعة الشمالية أكثر وضوحا على أرض الواقع، بحيث تتكون التوسعة الشمالية من مبنى رئيسى بستة مستويات.

إضافة إلى بدروم للخدمات والسطح، إلى جانب ست ساحات فسيحة، تتقاطع من خلالها أربعة جسور بمستويات مختلفة، وست مصاطب أخرى، حيث تأخذ هذه التوسعة شرف حيازة أكبر عدد من المصلين، بما يعادل ثلثى كامل السعة للحرم، محفوفين بكل متطلبات السقيا، والتكييف، والنظافة، وسهولة الدخول إلى صحن الطواف، وكذلك هندسة الصوت وحركة المارة داخلها.

وتساهم التوسعة فى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين وزوار بيت الله الحرام وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين، إضافة إلى تحسين وتجميل البيئة العمرانية بالشكل الذى يواكب التطور العمرانى فى هذا العصر مع الأخذ فى الاعتبار روحانية وقدسية المكان.

ويتضمن المشروع الجديد إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماما عن ممرات المشاة وأنفاق داخلية مخصصة للمشاة مزودة بسلالم كهربائية تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التى تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية بعيداً عن الحركة المرورية، بما يوفر مصليات جديدة واسعة.

وتلبى التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التى يتطلبها الزائر مثل مبردات المياه لتوفير مياه الشرب لزوار بيت الله الحرام، فضلاً عن تطبيق الأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية، إلى جانب تظليل الساحات الشمالية.

وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرناً، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، إلا أن التوسعة الجديدة شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً، لذلك فإنها تُعَدُ علامة بارزة فى تاريخ عمارة المسجد الحرام تضاف إلى المشروعات العديدة التى شهدها المسجد الحرام فى عهد خادم الحرمين الشريفين ومنها توسعة المسعى الذى ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساع فى الساعة إلى 118 ألف ساع فى الساعة، ما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم، ثم ارتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف مع تكييف كامل للمسجد الحرام التى يتوقع ظهورهما قريباً تسهيلاً وتيسيراً على المسلمين، ومن تلك الإنجازات مشروع سقيا زمزم الذى وفر الماء المبارك بأسلوب نقى متطور.