العروض المصرية في مهرجان المسرح التجريبي: تساؤلات وجودية ومعاناة إنسانية

الفجر الفني

أرشيفية
أرشيفية


سبعة عروض تمثل المشهد المسرحي المصري في منافسات الدورة الرابعة والعشرين من دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر التي تنطلق غدا، تتنوع جهات إنتاجها ما بين مسرح الدولة والجامعة والثقافة الجماهيرية ويجمع بينها طرحها لأسئلة وجودية كبري تتعلق بالإنسان والعالم، بينما تتنوع مسارتها للبحث عن أجوبة.

 

ففي حين يطرح المؤلف محمود جمال والمخرج تامر كرم سؤال أبدي عن جوهر الكون وسر الوجود في عرضهما "يوم أن قتلوا الغناء" لفرقة مسرح الطليعة من خلال شقيقين يمثل أحدهما التسامح والعقلانية والآخر التطرف والتعصب، اختار المخرج محمد فؤاد العودة لحكاية اللقاء الغريب الذي جمع الدرويش الجوال شمس الدين التبريزي والعالم جلال الدين الرومي وكيف تغيرت مصائرهما للأبد عقب رحلة روحانية من خلال مسرحية "قواعد العشق 40" لفرقة مسرح جامعة عين شمس.

 

وعن الحلم المستحيل متمثلا في جسر يربط دفتي نهر ويسقط مرارا تدور أحدث عرض "الجسر" لفرقة الجامعة الألمانية، والمخرج وليد طلعت، ويشاركه أحمد عزت طرح التساؤل عن ماهية الانسان من خلال عرض "التجربة" لفرقة مكتبة الإسكنرية والذي يستلهم نص بيتر هاندكة الأشهر حول كاسبر الانسان البدائي.

 

وبشكل يراوح بين البساطة والتعقيد يطرح المخرج سعيد سليمان فكرته عن رحلة الإنسان الصوفية والروحانية من خلال عرض "شامان" لفرقة مسرح الغد، ومن نادي مسرح الفيوم يأتي المخرج أحمد السلاموني ليبحث في مسرحيته "السفير" عن أصل نزعة الشر في الإنسان.

 

وأخيرا يجسد عرض فرقة معهد الفنون المسرحية "نساء بلا غد" لـلمخرجة "نور غانم" معاناة ثلاث لاجئات سوريات في ألمانيا.

 

ومن العروض العربية العراقية المشاركة في المهرجان مسرحية "انفرادي" لاتحاد المسرحيين العراقيين، تأليف حيدر جمعة عاصي وإخراج بديع نادر خلف. وتدور حول 3 شخصيات مختلفة من المجتمع العراقي تدخلها الحروب في متاهة فوق أرض غير ثابتة من المفاهيم الفئوية والأيدلوجية لا خروج منها، ويبقي الإنسان في صراعه حول الهوية الضيقة متغافلا عن هويته الوطنية والإنسانية.

 

كما يشارك عرض "زمن العجائب" إخراج ليديا كوبينا، وهو عرض نتاج عمل الفترة الأولى لشركة "معمل المسرح الحركي"، ويتكون العرض من بعض الصور التي تعبر عن علاقة الانسان بالوقت، التي دائما ما تتسم بالتناقض والألم والحزن وأخيرا الصراع الدائم.

 

ويعد هذا العرض أيضا حوارا بين الانسان والوقت الذي هو السبب في كل الخوف والقلق للانسان ولكنه أيضا الأمل المنتظر للحصول على السلام.

 

ويشارك عرض "ليلة خريف" لفرقة فرنسية لبنانية وهو من تأليف وإخراج سيرين أشقر، ويتناول قصة امرأة حبست في مستشفى الأمراض العقلية محاولة التحرر من شغف حب لم يعد، وأودت العزلة ببطلة المسرحية لرحلة داخلية تتمرجح خلالها بين ذكريات قصة حب، وذكريات الطفولة ومحاولات الإحساس من جديد بحب الحياة ورغبة العيش.

 

ومن كينيا يشارك عرض "الحيوات السرية لزوجات بابا سيجي" لفرقة "افريقي جدا" من تأليف لولا شونيين وإخراج ميمونة جالو، ويرصد العرض حكاية قوية عن الخداع والخيانة والحب والصداقة، حيث تصور حياة بابا سيجي، البطريرك الذي يحاول فك غموض كون زوجته الرابعة عاقرا، وخلال بحثه، نكتشف الأثقال التي يضعها المجتمع على المرأة.

 

وفي ندوته الدولية هذا العام يطرح "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي" مع المكرمة الألمانية إيركا فيشر فكرة أو نظرية "تناسج الفرجة".

 

ويحل على القاهرة عدد من منظري المسرح وأكاديميون من عدة دول ضيوفا لمناقشة النظرية التي وضعتها فيشر، والمعنية بجماليات الأداء.

 

ويقدم مارفن كارلسون الأستاذ بجامعة نيويورك في الندوة ورقة بعنوان "القوة التحويلية للعرض فى العالم الأنجلو- ساكسوني وفقًا لإيريكا فيشر- ليشته"، بينما يقدم تروستن يوست عضو هيئة تدريس بمعهد الدراسات المسرحية الجامعة الحرة ببرلين ورقة بحثية بعنوان" عن جماليات الأداء فى تناسج ثقافات الفرجة" وتقدم الدكتورة مروة مهدي الباحثة ومدير مركز المسرح العربي والتبادل الثقافي بألمانيا ورقة عنوانها "تعريف الأدائية وإشكالية الترجمة للغة العربية".

 

ويشارك الدكتور محمد سمير الخطيب مدرس الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس ببحث عن "إيريكا فيشر ليشته: من السيميولوجيا إلى تناسج ثقافات الفرجة".

 

ويقدم فيليبه إبينيه مدير مركز ورشة الثقافات بألمانيا ورقة بحثية بعنوان "تناسج ثقافات الفرجة فى المؤسسات الثقافية في برلين- نماذج تطبيقية" ومن جامعة ابن طفيل بالمغرب يشارك الباحث المسرحي هشام بن الهاشمى بورقة عن "تناسج ثقافات الفرجة: احتفاء بالفضاء البيني".