سامح المشد يكتب: رجم قطر وقطع لجامها

مقالات الرأي

سامح المشد
سامح المشد


"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ'"
عبر بوابات القرون كان مرورنا حتى نتدارس من هم أهل الكرامة والشمم والشموخ والإباء، وأهل الخيانة والخسة والدساسة والعدم، فالأيام شواهد والتاريخ يصدق، وعليه كتبة حافظون، وجدنا كيف حفرت العروبة مجراها؟ وكيف كانت للإسلام إماراته بضرب البنان في نزال موضوع فيه الموت نصب الأعين، نزال فيه الشرف يعلو، والكرامة تشرئب، والروح تتوق للنصر أو الشهادة.

لكن في أيامنا هذه وجدنا من يعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة، يدعون تأمين ظهورنا، وهم بالخناجر متأهبون لقتلنا، فما وجدنا خيانة تفوق خيانة الأخ والصديق، فموضع يطلق عليه (قطر) أصابه سرطان الخيانة بفعل ملوك بالأجر، يخادعون الله وهو خادعهم، ويكتمون الحق وهم يعلمون.

تلك الدويلة الرعناء التي تعبث بها امرأة وعبد آبق، يظنون أن كل شيء يباع ويشترى؛ مثل طبائع تجري منهم مجرى الدم، يحتضنون الإرهاب ويخدمون عليه ويقبضون ثمن الضيافة الإرهاب، (الإخوان - داعش - تنظيم القاعدة - وتنظيمات إرهابية في إيران - والحوثيين في اليمن).

مما خلق استنفارًا داخل الدول العربية والإسلامية، ودول غير عربية، لكنها إسلامية تؤمن بالعروبة، ويحيون بالإسلام ركعًا سجدًا أمثال: (جمهورية مصر العربية - المملكة العربية السعودية - الإمارات العربية المتحدة - مملكة البحرين – اليمن - ليبيا- موريتانيا- المغرب - جزر القمر – جزر المالديف - موريشيوس - تشاد – النيجر - الأردن).

تكاتفت هذه الدول للتخلص من العضو المسموم الذي أصابته الغرغرينة فبترته، وقطعت الأواصر والعلاقات الدبلوماسية مع قطر غير آسفة، بل بكل فخر؛ لأن القضية أعظم وأجل من السماع حتى لهراءات من ضلوا ويريدون أن يضلوا، ويمكرون لمصلحة الإرهاب وسفك الدماء.

فوجود قطر أصبح خطرًا يهدد الأمن القومي العربي، خاصة وهي تفعل كل هذه الأفاعيل غير عابئة؛ لأنها ترى نفسها في مأمن نظرًا للشريك الدفاعي الأمريكي؛ وبفضل وجود القواعد الأمريكية على أراضيها، مثالب كثيرة وخيوط لا توصل في مصدر الأمر إلا إلى الخيانة العظمى، ومن ثم كان لابد من إعلان لحظة الخلاص حتى يعودوا إلى صوابهم أو يردوا على أدبارهم.

فالعروبة والإسلام بريئان من فعل الإرهاب ومرتاديه، وكل من دعم كل هذه التنظيمات الخربة الخواء، وكل من مول ودرب وجعل بيته ملاذًا وملجأ لهؤلاء، فكم من دول ألم بها الخراب حين تفشى فيها الإرهاب، فأجهز عليها، وقهر نظمها، وأباد أهلها وإستقرارهم، ثم القانون الدولي يفتقر إلى التصدي للحيلولة دونه، ودون تلك التنظيمات، ومن هذه الدول: (العراق - سوريا - اليمن - ليبيا - فلسطين).

فليس الوجود العربي مرتعًا يصول ويجول فيه الخائنون، ليس الوجود العربي مسرحًا لكل مخطط هم راسموه، ويتم إسقاطه علينا نحن الدول العربية، فلقد أصبح جليًا التضامن القطري الإرهابي وتعاملاتها لمصلحة التنظيمات الإرهابية سرًا وجهرًا. 

فهنيئًا للعروبة أمل بعيد معقود بالخير، قد عمد على وحدتها في مواجهة العميل القطري، قد يقترب حتى تضحى وحدة حقيقية لوجود عربي أبدي.

هذا هو الحدث وهذا هو الحديث عنه، وهذا هو الإثم والإجرام، وهذا هو العقاب، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كاتب المقال: 
مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوروبي والمتحدث الرسمي باسم النادي الدبلوماسي الدولي