إيمان كمال تكتب: عن مهرجان القاهرة والجونة.. وأشياء أخرى

مقالات الرأي



مهرجان القاهرة السينمائى أم مهرجان الجونة، هو السؤال الذى شغل الكثيرين الفترة الماضية، وأقاويل عن أن الجونة بالضرورة سيكتسح ويسحب البساط من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى لن يستطيع التصدى بكل تأكيد أمام (الجونة) والذى ستبدأ دورته الأولى بعد أيام.

نجوم كثيرة وصناع سينما وأفلام مهمة سعى مهرجان الجونة لتواجدها وفريق عمل اجتهد لصنع مهرجان يحمل عنصرى القيمة والإبهار وهو بكل تأكيد اضافة للسينما المصرية والفن عموما.

لكن لماذا المقارنة؟

مهرجان الجونة يمتلك قدرات مادية تفوق القاهرة بكثير.. ولكن هل المال وحده يصنع النجاح ويضمنه؟ وإن كان بالتأكيد هو عنصر مهم لا يمكن إغفاله؟.

فى عام 1976 سعت جمعية كتاب ونقاد سينمائيين برئاسة كمال الملاخ فى تأسيس مهرجان القاهرة السينمائى قبل أن يتولى مسئوليته بعدها بسنوات سعد الدين وهبة ليصبح المهرجان خلال سنوات معروف عالميا، وحضره نجوم عالميين مثل سلمى حايك ولوسى لو واليزابيث تايلور وكلوديا كاردينالى وصامويل جاكسون وصوفيا لورين.

وحتى وإن لم يسير على سجادة المهرجان الحمراء اسماء لنجوم كبيرة فجاءت دورة الناقد السينمائى سمير فريد تحمل روحاً سينمائية وحالة خاصة جدا حيث ركز على الأفلام الجيدة الأثر والمطبوعات أكثر من فكرة تواجد النجوم على السجادة الحمراء بأرقام ومبالغ كبيرة، واهتم بوجود برامج موازية منها أسبوع النقاد وسينما الغد وكان تواجد المسابقة العربية بداية من دورته.

38 دورة ماضية للمهرجان بكل تأكيد كان هناك عثرات ومشاكل بجانب النجاحات التى حققها إلا أن هذه الإخفاقات لا تعنى أن نروج بأن المهرجان يحتضر أو أصبح بلا وجود وغيرها من العبارات القاسية فى ظل وجود فريق عمل يجتهد لتقديم أفضل ما لديهم، فمهرجان القاهرة الذى يستعد على قدم وساق لاستقبال الدورة التاسعة والثلاثين بحاجة إلى الدعم والاهتمام من كل الجهات، الدعم المادى والمعنوى، وإن كان لا يحتاج على التأكيد على ريادته بين المهرجانات التى تقام فى مصر والوطن العربى.

كما أن وجود منافسة قوية من مهرجان الجونة هو مكسب حقيقى للسينما المصرية وخروجه بمستوى مشرف هو بالضرورة واجهة لمصر «قبلة الفن»، فالمال وحده ليس السبب لوجود عناصر مميزة فى الجونة بقدر الروح وفريق العمل الذى يهتم بكل التفاصيل والإصرار على أن يخرج بشكل احترافى وتلافى أخطاء العديد من المهرجانات التى تقع فى فخ الاستسهال احيانا.

أخيرا فمهرجان القاهرة مكانته أعرق وأكبر من أى أقاويل تحاول أن تربك القائمين عليه، ونأمل أن يكون الجونة كما هو متوقع له، وأن تظل السينما المصرية لها الريادة وأن تعود صناعة السينما لعصرها الذهبى.