بعد غد..انطلاق ملتقى الشارقة الدولي للراوي بمشاركة العديد من دول العالم

الفجر الفني

أرشيفية
أرشيفية


تنطلق بعد غد الاثنين فعاليات الدورة ال 17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي بمشاركة العديد من دول العالم .

 

وتشارك مصر في فعاليات وبرامج الملتقى، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، والمقام تحت شعار "السير والملاحم"، حيث تمتلك مِصر العديد من المفردات العظيمة في الثقافة، والفنون، والتاريخ، والأدب تشهد لها الموروثات الشعبية، والكنوز الحضارية في عالم السيّر والملاحم.

 

وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي"إن مصر تمتلك تراثا غنيا يستحق التقدير، كما أن رصيدها فيه كبير جداً ومتميز، ويستحق الاطلاع والتعريف به، ولدى القائمين على التراث المصري والمشتغلين فيه خبرات طويلة في حفظ التراث وصونه، كما أن التراث المِصري هو حصيلة إسهام حضاري فذ، وتاريخ ممتد ينبع من خلال كافة أشكال الفنون التراثية التي تمتلكها، في أقاليمها المختلفة، من الملاحم، والحكايات الشعبية، والروايات، حيث يمتلك الحكواتي المصري خبرة عريقة تستند إلى تاريخ حافل وعريق مليء بالقصص والحكايات والسير الشعبية المميزة".

 

وأضاف أن مصر تتميز بتراثها الذي يرجع جذوره إلى بدايات التاريخ وما قبله، حيث ترتكز مشاركتها هذه السنة في ملتقى الراوي، على عرض العديد من السّير والملاحم الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد، والتي تعد من أكبر الملاحم القصصية التي نسجها الخيال الشعبي، بالإضافة إلى السيرة الهلالية، التي شكلت جزءاً كبيراً من الذاكرة الشعبية، بما حملته من صفات بطولية، مثل الشجاعة والكرم والأخلاق الحميدة، والأحداث التي زخرت بها كصفات العرب الأصيلة التي تحلّى بها أبطال تلك القصص، وغيرها من السّير والملاحم.

 

وأشار المسلم إلى أهمية هذه الفعالية التراثية العالمية، كونها تؤكد على ضرورة حفظ التراث وتبادل المعارف والخبرات والتجارب وتفاعلها معاً من أجل الاستمرار في صونه وحمايته ونقله للأجيال، بصفته مكونا حضاريا كبيرا وأحد عناوين الهوية والخصوصية لكل شعب وبلد وأمة، بالإضافة إلى دعم المهتمين بالتراث، وتدفعهم للحفاظ على الموروث الشعبي والذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، وهو ما يشكل قاعدةً للانطلاق بقوة والعيش كما الأجداد بثقافتهم وتراثهم، فمن ليس له ماض ليس له حاضر.

 

وأكد المسلم على أن دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم كبير وغير متناهي، على مختلف الأصعدة، كما أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي يأتي دائماً ليؤكد مكانة الشارقة الثقافية، ودورها الرائد في الثقافة العربية والعالمية، فهي بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربي التي لم تتخل عنه يوماً، فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتياً خليجياً، أصبح عربياً ثم دولياً، يستضيف الرواة والحكواتيين من مختلف دول العالم، وأن الراوي هنا لم يعد محلياً مغموراً، بل أصبح راوياً وإخبارياً دولياً يجوب العالم ليحكي حكاياته ويبث رواياته.

 

ويحفل برنامج الملتقى هذه السنة بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم، لتتفاعل مع الرواية الإماراتية والخليجية والعربية، حيث يشكل محطة وعنواناً عريضاً لتفاعل الرواة والحكواتيين لتبادل الخبرات والتجارب والمعارف فيما بينهم، الأمر الذي يثري الراوي ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم في الارتقاء بمستواه، وتحقق له نقلات نوعية في عالم الحكايات.